المشاط : النظام المالي العالمي الحالي لا يُلبي متطلبات الدول النامية والناشئة

منذ 2 شهور
المشاط : النظام المالي العالمي الحالي لا يُلبي متطلبات الدول النامية والناشئة

دكتور. ألقت رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي الكلمة الافتتاحية في الدورة الـ18 للمؤتمر الاقتصادي “الناس والبنوك” الذي نظمه المركز الإعلامي العربي بمشاركة السيد علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، د. مصطفى الفقي رئيس المركز، والأستاذ طارق نائب محافظ البنك المركزي، والأستاذ محمد الأتربي رئيس جمعية بنوك مصر والرئيس التنفيذي للبنك الأهلي، والأستاذ هشام عكاشة الرئيس التنفيذي وعن بنك مصر: السيد/ يحيى أبو الفتوح نائب الرئيس التنفيذي للبنك الأهلي، ونخبة من المصرفيين وشركات القطاع الخاص.

وفي كلمتها قالت د. وقالت رانيا المشاط، إن المؤتمر يمثل منصة مهمة للحوار وتبادل الرؤى والأفكار حول القضايا الرئيسية التي تهم المعنيين بالشأن الاقتصادي المصري، وشكرت د. مصطفى الفقي رئيس مجلس إدارة المركز العربي للإعلام لإعداد وتنظيم المؤتمر والذي تكمن أهميته في المحاور والقضايا المحورية التي يتناولها؛ ولعل أبرز ما يلفت النظر هو التحديات والفرص التي يواجهها الاقتصاد المصري في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية الراهنة.

وأوضحت أن النظام المالي العالمي يواجه اختبارا غير مسبوق، والذي يتزامن مع تباطؤ النشاط الاقتصادي نتيجة الأزمات الصحية والاقتصادية والجيوسياسية المتلاحقة التي شهدها العالم في السنوات الأخيرة والتحديات التي فرضتها هذه الأزمات والتحديات. وكان لها أثر سلبي على قدرة البلدان على الوفاء بالتزاماتها المالية والإنمائية.

وشددت على أن هذه التحديات أظهرت عدم كفاية النظام المالي العالمي لحشد تمويل واسع النطاق ومستقر وطويل الأجل للاستثمارات اللازمة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، خاصة في ظل الاحتياجات التنموية المتزايدة للدول، حيث تتزايد الفجوات التمويلية. وزاد الإنفاق على الدول النامية سنويا من 2.5 إلى 4 تريليون دولار أمريكي، وتفاقمت تحديات التنمية، مما أثر على جميع الدول دون استثناء، وخاصة الدول النامية والأقل نموا.

وتابعت: “على الرغم من جهود المؤسسات المالية الدولية والحكومات، إلا أن شدة التحديات تتطلب استمرار التعاون بين المؤسسات المالية الإقليمية والدولية لتوفير تمويل عادل ومنصف يلبي الاحتياجات التنموية للدول، بالإضافة إلى تنسيق الجهود بين المقرات الرئيسية. “البنوك والحكومات على المستوى الدولي لمعالجة الأزمات.” تفاقم الأزمة الدولية من خلال التنسيق بين السياسات المالية والنقدية والتأكد من توافق هذه السياسات مع إجراءات الإصلاح الاقتصادي بما يدعم الاستجابة المشتركة للتقلبات المالية.

وأضافت أنه في مواجهة هذه الظروف الإقليمية والدولية الاستثنائية، سعت الدولة المصرية بكافة مؤسساتها إلى تعزيز صمود الاقتصاد المصري من خلال إصلاحات جادة، لافتة إلى أن وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي أطلق الاندماج “إطار الاستدامة والتمويل للتنمية الاقتصادية” الذي تسعى الوزارة من خلاله إلى صياغة سياسة التنمية الاقتصادية بناءً على البيانات والأدلة، وتوفير المعلومات التي تعزز المناقشات حول الاحتياجات والفرص، وسد الثغرات في لإغلاق مجالات التنمية المختلفة مع ضمان آليات مراقبة وتقييم قوية لتتبع التقدم وتحسين النتائج، بالإضافة إلى بناء اقتصاد مرن وتحسين الاستقرار الاقتصادي. على المستوى الكلي، من خلال تنفيذ الإصلاحات الهيكلية لزيادة القدرة التنافسية، وتحسين بيئة الأعمال ودعم مرونة السياسات المالية الكلية والانتقال إلى الاقتصاد الأخضر.

كما يهدف الإطار الجديد للوزارة إلى تعبئة التمويل المحلي والخارجي لتحقيق التنمية المستدامة من خلال إطار تمويل وطني متكامل يحسن تخصيص الموارد للقطاعات ذات الأولوية ويحفز استثمارات القطاع الخاص ويزيد من وتيرة التقدم في تسريع تحقيق أهداف التنمية المستدامة. .

وفي إطار برنامج الإصلاح الهيكلي الوطني، تعمل الدولة على تنفيذ إصلاحات مختلفة من شأنها أن تساعد في زيادة الثقة في الاقتصاد المصري ودعم تحقيق النمو الشامل والمستدام.

ويهدف المحور الأول من برنامج الإصلاح الهيكلي إلى تعزيز مرونة واستقرار الاقتصاد الكلي، بينما يهتم المحور الثاني بتحسين القدرة التنافسية للاقتصاد المصري وتحسين بيئة الأعمال وتعزيز دور القطاع الخاص، بينما يستهدف المحور الثالث برنامج الإصلاح الهيكلي. ويهدف البرنامج الذي يهدف إلى تعزيز القدرة التنافسية للاقتصاد المصري إلى دعم التحول الأخضر، وفي هذا المجال نفذت الدولة إصلاحات. ومن شأنه أن يزيد الاستثمار في الطاقة المتجددة، ويطرح أول سوق طوعي للكربون في مصر، ويتخذ إجراءات طموحة أخرى.

وأكدت أن وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي ملتزمة بدفع جهود تمويل التنمية وزيادة التمويل الأخضر. وفي السنوات الأخيرة، قمنا بتعزيز شراكاتنا الدولية، وهو ما انعكس في توسيع محفظة التعاون بين القطاع المصرفي المصري والمؤسسات الدولية والإقليمية، من خلال توفير التمويل الميسر وخطوط الائتمان والاستثمارات المباشرة في الشركات وغيرها من آليات التعاون، وبالتالي وترتفع محفظة التمويل والاستثمارات التي تقدمها المؤسسات الدولية للقطاع الخاص في مصر إلى أكثر من 11 مليار دولار أمريكي منذ عام 2020 وحتى الآن. البنوك والمؤسسات… بلغت نسبة التمويل أكثر من 57%، واستفادت العديد من البنوك من هذا التمويل منها البنك الأهلي المصري والبنك التجاري الدولي وبنك القاهرة وغيرها من البنوك الحكومية والخاصة. وأوضحت أن هذه التمويلات والاستثمارات ساهمت في تزويد البنوك المصرية بمزيد من الموارد لإعادة توجيهها نحو تنمية قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، وتعزيز التزامها بالتوسع في تمويل المشروعات الصديقة للبيئة، حتى تتمكن من المساهمة بفعالية. لجهود التحول الأخضر في مصر.

وأشارت إلى توقيع اتفاقية برنامج الصناعة المستدامة الخضراء (GSI) مع بنك الاستثمار الأوروبي بهدف مساعدة ودعم الصناعة لتحسين أدائها وتقليل استهلاك الموارد وتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والامتثال للوائح البيئية. وكجزء من برنامج الصناعة المستدامة الخضراء، يقدم الشركاء الدوليون 271 مليون يورو لتمويل تحسين الكفاءة، وترشيد الموارد، والطاقة المتجددة ومشاريع الهيدروجين منخفض الكربون، ومشاريع إزالة الكربون. إن نجاح هذا البرنامج يفتح آفاقا لمزيد من التعاون مع المؤسسات الدولية.

كما أطلقت الوزارة اتفاقية التنفيذ لبرنامج الاتحاد الأوروبي لدعم التجارة والصناعة والنمو والوصول السريع إلى الأسواق (EU Tigara) والتي تهدف إلى تحقيق هدفين رئيسيين: تحسين قدرة وكفاءة النظام المصري فيما يتعلق بالأعمال التجارية. التنمية والتجارة، وثانيًا، زيادة مشاركة الشركات المصرية الصغيرة والمتوسطة في سلاسل القيمة الصناعية المختارة.

وأوضحت أن المؤسسات الدولية ساعدت البنوك المصرية على إصدار أول سندات خضراء للقطاع الخاص في عام 2021. نشهد اليوم تطورًا وتنوعًا كبيرًا في الأدوات المالية المبتكرة التي تتيحها مؤسسات التمويل الدولية للبنوك المصرية، مثل البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير الذي أعلن مؤخرًا عن توقيع الاتفاقية الأولى. ضمان مخاطر فريد بقيمة 70 مليون يورو مع بنك QNB لدعم نمو المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر في مصر وتقليل مخاطر الإقراض، بما يدعم قدرتها التنافسية وقدرتها التشغيلية واستمرارية أعمالها.

وأوضحت أن هذه الاتفاقية تعزز الحلول المبتكرة للمؤسسات الدولية وتعكس الثقة الكبيرة بين القطاع المصرفي والمؤسسات المالية الدولية. كما يفتح آفاقًا لمزيد من التعاون البناء بين الشركاء الدوليين والبنوك في مصر.

ولتعزيز هذه العلاقة، أطلقت وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي منصة “حافظ” للدعم المالي والفني للقطاع الخاص، وذلك في إطار سعي الدولة للاستفادة من أفضل بدائل التمويل المبتكرة على المستوى الدولي. وتستفيد المؤسسات المالية وشركاء التنمية من تعزيز القطاع الخاص وتعظيم فوائد تمويل ودعم التنمية، بما يعزز دور القطاع الخاص في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.

كما تطرقت إلى جهود الحكومة لتحسين بيئة ريادة الأعمال والابتكار في مختلف القطاعات من خلال تشكيل فريق عمل وزاري خاص بريادة الأعمال للنهوض بالقطاع وتعزيز ريادة الأعمال لبناء اقتصاد تنافسي جاذب للاستثمارات، وأوضحت أنه من خلال هذه المجموعة نعمل جاهدين على تنسيق المبادرات الحكومية المختلفة التي تدعم الشركات الناشئة وتشرك مجتمع الشركات الناشئة والقطاعات الداعمة والأطراف المختلفة، بما في ذلك ممثلي البنك المركزي والبنوك، من أجل تعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي مركزي للشركات الناشئة وريادة الأعمال.

المصدر: رئاسة مجلس الوزراء


شارك