مفتي الجمهورية: الفتوى لها دَور مهم في إرساء دعائم الأمن الفكري من خلال تعزيز الانتماء الوطني

منذ 7 أيام
مفتي الجمهورية: الفتوى لها دَور مهم في إرساء دعائم الأمن الفكري من خلال تعزيز الانتماء الوطني

فضيلة الأستاذ د. أعرب نذير عياد – مفتي الجمهورية رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم – عن خالص شكره وامتنانه للرئيس عبد الفتاح السيسي على دعمه السخي للندوة الدولية الأولى التي انعقدت اليوم من الإفتاء المصرية دار بعنوان “الإفتاء والأمن الفكري”…مذكرة بأن رعايتها تسير جنباً إلى جنب مع دعمها الكبير واللامتناهي للمؤسسات الدينية لضمان تواجدها الديني والثقافي. للقيام بأدوار وطنية وعالمية في نشر وسطية الإسلام وتصحيح صورته من تشويه المتطرفين. أو تفسير المبطلين.

جاء ذلك في كلمة المفتي خلال كلمته في الندوة الدولية الأولى لدار الإفتاء المصرية بمناسبة اليوم العالمي للإفتاء بعنوان “الفتوى وتحقيق الأمن الفكري” والتي انعقدت اليوم وتستمر لمدة يومين تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح. السيسي.

وأضاف: “نحتفل اليوم بذكرى اليوم العالمي للإفتاء وتأسيس “الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم”، تعزيز الجسور الدينية والمعرفية والفكرية بين دار الإفتاء المصرية وجميع الهيئات العلمية والإفتاء. والمؤسسات الإعلامية في العالم. لنتمكن من ترسيخ أسس الوسطية والاعتدال وتحقيق الأمن الروحي وتعزيز السلام العالمي والتركيز على صياغة خطاب فتوى عقلاني يوضح الدين الحنيف ويحقق أهدافه من خلال الاستفادة من الأديان المختلفة والثقافات المختلفة. والأطروحات المبتكرة السخية التي قدمها العلماء المتميزون.

وتابع: “في الواقع الذي نعيشه اليوم، نواجه تحديات كبيرة وخطيرة، وهذه التحديات ينظر إليها على أنها أكبر تهديد لأمننا ومجتمعاتنا من عدة جوانب، منها بلا شك: “الفتاوى الشاذة” أو “. “”فوضى الفتاوى”” التي يصدرها من لا يملك المؤهلات اللازمة للفتوى، والتي تذهب فتواها أدراج الرياح تماما من قبل من يظن أنه بمجرد قراءة بعض الكتب أو المواقع الإلكترونية يأتي دور هؤلاء هو الذي يفتي؛ لقد أصبحت هذه الفتاوى مصدرا لانتقاد الإسلام وتشويه صورته، وتمثل عائقا كبيرا أمام تحقيق الأمن والاستقرار. ولا شك أن مصطلح “الفتوى” غير لائق بالأساس أو تهدف إليه الدعوة إلى الفساد في الأرض وتكفير المسلمين واستباحة دماءهم وترويع الناس. وهذا لا علاقة له بالإسلام.

كما أكد أن وسائل التواصل الاجتماعي ساعدت في انتشار هذه الفوضى، لدرجة أننا نجد أن عدد المفتين في الواقع الافتراضي يساوي عدد من لديهم صفحات أو مواقع إلكترونية عليه، مما يعني الأمن النفسي وأدى إلى اختلال اجتماعي خطير. استقرار.

وقال سماحة المفتي إن الهدف من الأمن الفكري هو حماية العقل البشري من التطرف أو المبالغة في فهم النصوص الدينية أو من سوء تطبيقها على أرض الواقع، مشددا على ضرورة تصحيح الفهم الخاطئ وحماية الأفكار من أي انحراف أو حماية. الشذوذ الفكري. والجهود المبذولة لحماية الشباب من التحريض الفكري من قبل الجماعات المتطرفة ومن الاتجاهات نحو الإلحاد والمواد الإباحية.

وأشار إلى أن الأمة أمام نهجين الإفراط والتفريط ونحن ندرس كيفية حماية الناس من شرورهم. ولذلك فإن اهتمامنا بالأمن الفكري ومشكلاته المختلفة يأتي من منطلق الارتباط الوثيق بينه وبين الأمن الاجتماعي باعتباره أهم ركائزه. لأنه يرتبط بالفهم الوسطي والمعتدل للدين الصحيح، ويشكل هوية الأمة وإيمانها في الجوانب الدينية والمدنية، ويشكل الإنسان الصالح المتحرر من الأفكار المتطرفة، الناشط في المجتمع، المشارك في استقراره ودعمه يقويه. الأمن والحماية.

وأشار إلى أن الخطر الذي تشكله الجماعات المتطرفة على الأمن الفكري والاجتماعي يمكن رؤيته من هنا. وبما أنها تزرع الأفكار المخالفة في العقول، وتحول الإنسان إلى وحش مشوه لا انتماء له ولا هوية إلا الانتماء إليه ولمصالحه الخبيثة، فإنها تعزز فيه العداء للمجتمع، معتبرين أنه من وجهة نظرهم لا يهم إذا كان هو مجتمع كافر جاهلي لا يمثل المجتمع المسلم الحقيقي، فتتطور فيه عزلة عاطفية أو حسية عن المجتمع ويطلب منه في النهاية إراقة دماء الأبرياء وارتكاب أعمال إرهابية. تخريب في المجتمع بحجة أن هذا هو طريق الإصلاح.

ولفت سماحته إلى أن اجتماعنا اليوم يجب أن يؤكد أن هذه الجماعات لا تمثل الإسلام بأي شكل من الأشكال، وأنها كانت سببا رئيسيا في تسمية الإسلام بما ليس عليه.

وأكد أن الفتوى تلعب دورا مهما في إرساء أسس الأمن الروحي من خلال تعزيز الانتماء الوطني والشعور بالهوية وإرساء مبادئ المواطنة الشاملة القائمة على التعايش والتسامح وقبول الأقليات الدينية والعرقية والإثنية والدينية. والتنوع الاجتماعي في وطن يظهر قيمة العقل والفكر والعلم ويؤكد على أهمية العلوم الإنسانية. ويُنظر إليه على أنه يتكامل مع العلوم الأخرى لتحقيق التقدم الحضاري المنشود ويدعم الابتكار والإبداع والفن، كما يعزز القيم الأخلاقية والاجتماعية، ويعمل بمثابة الوصي الأمين على الأمة من الفتن والمتاعب والارتباكات ويحميها – الارتباك الذي تنشره الجماعات المتطرفة في المجتمع.

وأوضح سماحة المفتي أنه تماشيا مع مكانة الفتوى وقيمتها، وجدنا جماعات عنيفة ومتطرفة تهتم بالدخول إلى قلوب الناس من خلالها، ولهذا السبب فإن لديهم مواقع ودوائر فتوى ذات أسماء دينية لامعة أنشأت ونشرت الفتاوى. كتابات مضمونية في قضايا فكرية واجتماعية خطيرة جداً تتعلق بتكفير المسلمين واستخدام دماءهم وأموالهم وأعراضهم بغرض الردة لأدنى سبب وتطورت الفتاوى التكفيرية إلى أحكام على الإسلام بالإرهاب، وعلى المسلمين بالتعصب وسفك الدماء.

وأوضح أن دار الإفتاء المصرية بذلت جهودًا كبيرة وفعالة لتعزيز الاستقرار الاجتماعي ودعم ركائز الأمن الفكري طوال مسيرتها الدينية والوطنية منذ تأسيسها وحتى هذه اللحظة وأنا الآن أقف أمامكم وتنعقد هذه الندوة المباركة. كامتداد طبيعي لهذه الجهود، ومن المهم أن أشارككم استراتيجية دار الإفتاء المصرية لتحقيق الأمن الروحي في المرحلة المقبلة، والتي ستتم بعدة طرق أهمها تفعيلها مشروع “التجديد المؤسسي للفكر والقضايا الاجتماعية” والذي يأتي امتدادًا لما قام به الأزهر الشريف في مؤتمر (تجديد الفكر الإسلامي والعلوم 2020م)، وذلك من خلال التعاون والتكامل مع الجميع المؤسسات الدينية والاجتماعية في مصر، وخاصة الأزهر الشريف، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر. الأزهر، د. أحمد الطيب بهدف التعاون والتكامل للرصد… إن الأسئلة والإشكاليات الملحة في الواقع لا بد من دراستها في دراسة فتوى فقهية جادة تبدأ بصياغة الحكم الشرعي بشكل دقيق ومحدد في نهاية دقيقة بما يتوافق مع مقاصد الشريعة الإسلامية وفضائلها. يراعي المصالح الوطنية والمجتمعية ويغلق الباب أمام كل من يتربص بالإسلام أو يسعى لصلاحيته في كل زمان ومكان، مع ضرورة إتاحته والترويج له بالشكل الاجتماعي المناسب الذي من شأنه رفع الوعي بين السكان أفراد المجتمع لتحقيق الأمن الروحي.

وأوضح مفتي الجمهورية أن “الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم” ستتواصل مع كافة دور وهيئات الإفتاء في العالم لرصد قضاياها ومشكلاتها الملحة والعمل معها على معالجتها لتوضيح الجوانب القانونية ذات الصلة. واتخاذ موقف من هذه القضايا مما سيكون له الأثر الإيجابي على السلم والأمن الدوليين والاجتماعيين.

إضافة إلى ذلك، يتم إطلاق العديد من البرامج المجتمعية لمعالجة قضايا الأمن الفكري، مع التوعية بمخاطر معايير الإسراف والإهمال وتأثيرها السلبي على الأمن الاجتماعي، والتحذير من خطورة الاستقطاب نحو الأفكار المتباينة، وتعزيز القيم. ومبادئ تعالج بجدية التطور المعرفي والثقافي والجسدي والروحي للإنسان. ووفق خطة محكمة ومحددة سيجتمع أمناء الفتوى في البيت مع كافة شرائح المجتمع ومؤسساته للإجابة على استفساراتهم حول… المشاكل العاجلة والمستجدة.

وأضاف أن أحد هذه المسارات هو تطوير “وحدة الحوار” بهدف تحسين الأمن الروحي للشباب وبناء الجسور المعرفية والثقافية مع كافة أفراد المجتمع وتعزيز مكانة المرجعيات والمؤسسات الدينية التي يتواجد فيها المتطرفون. وكانت جماعات – ولا تزال – مهتمة بتشويهه.

ومن شأن هذا التطور أن يعزز طاقات شبابية جديدة قادرة على الحوار الجاد المبني على تعزيز قضايا الأمن الفكري على أساس الحجج العقلانية والأدلة المنطقية التي لا تستطيع دحض أو التحايل على طرفي الإفراط والتفريط، فضلا عن تحديث برامج التدريب التي تأهيل أفراد هذه الوحدة بمؤهلات معرفية وثقافية جادة تحقق هدفها والرسالة التي أنشئت من أجلها.

وأضاف المفتي أنه سيتم تكليف “مركز السلام” التابع لدار الإفتاء المصرية بالتواصل مع مؤسسات ومؤسسات البحث العلمي لدراسة الظواهر والأفكار المهددة والمعطلة لتحقيق الأمن الروحي، وهي دراسة علمية جادة فيها ديني. وتؤخذ وجهات النظر الإنسانية بعين الاعتبار وتتكامل الرؤى لتشكل نتائجها لاتخاذ إجراءات واقعية ومناسبة لتحسين وتحقيق الأمن الروحي.

وأشار إلى أنه سيتم تعزيز قدرات دار الإفتاء في مكافحة “الإرهاب السيبراني” الذي يعتبر أكبر تهديد للأمن الفكري والاجتماعي والذي تكرس له الحركات والجماعات المتمردة جهودها بهدف نشر العنف وزعزعة الثقة بين الأعضاء. المجتمع ونشر الشائعات المغرضة ومحاولة استقطاب الشباب لأفكارهم الإرهابية المتطرفة وابتزازهم المادي والمعنوي لبعض الأفراد والأسر وغيرها من الأمور التي تهدد أمن المجتمع و زعزعة استقرارهم. وسيبذل المجلس جهودًا حثيثة لمواجهة ذلك من خلال صفحاته ومواقعه على مواقع التواصل الاجتماعي وبرامجه التوعوية الميدانية.

المصدر: أ.أ


شارك