أبو الغيط: إهدار الحق الفلسطيني تهديد ماثل للأمن والسلم الدوليين

منذ 3 ساعات
أبو الغيط: إهدار الحق الفلسطيني تهديد ماثل للأمن والسلم الدوليين

أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، اليوم الخميس، أهمية الحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بعد 15 شهرا من حرب الإبادة الإجرامية في قطاع غزة، لافتا إلى أن إهدار الحقوق الفلسطينية يعد بمثابة انتهاك للقانون الدولي. التهديد كما رأينا فإن الحرب في الأشهر الأخيرة لم تتوقف عند حدود غزة أو فلسطين، بل امتدت نيرانها إلى كل المنطقة.

جاء ذلك في الإحاطة التي قدمها أبو الغيط خلال الاجتماع رفيع المستوى لمجلس الأمن حول موضوع “التعاون بين الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية ودون الإقليمية: التعاون بين مجلس الأمن وجامعة الدول العربية”، والذي ترأسه ألقى اليوم السيد أحمد عطاف، وزير خارجية الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، بصفتها رئيسة المجلس لهذا الشهر.

ورحب أبو الغيط، في إيجازه الذي وزعته الجامعة العربية، مجددا بنجاح جهود الوساطة الإقليمية الثلاثية الدولية في إبرام الاتفاق بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني بعد 15 شهرا من حرب الإبادة الإجرامية في قطاع غزة.

وشدد على أن وقف إطلاق النار ليس حلا دائما وأن أساس السلام لن يتحقق إلا إذا حصل الشعب الفلسطيني على حقه في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وأعرب أبو الغيط عن رغبته في دعم مبادرة التحالف الدولي لدعم تنفيذ حل الدولتين واعتماد مجلس الأمن. وإنه لشرف كبير للجامعة العربية أن تشارك في تشكيلها مع المملكة العربية السعودية والاتحاد الأوروبي. النرويج وغيرها من الدول المحبة للسلام.

كما أعرب عن رغبته في زيادة إشراك مجلس الأمن في هذه الجهود لتنفيذ قراراته العديدة في هذا الصدد.

وهنأ أبو الغيط لبنان مجددا بانتخاب الرئيس جوزاف عون رئيسا للبلاد وانتهاء الشغور الذي دام أكثر من عامين، ورحب بالتوافق الواسع الذي تم التوصل إليه بشأن تعيين القاضي نواف سلام رئيسا لمجلس الوزراء.

وأعرب أبو الغيط عن رغبته في أن يشهد لبنان بداية جديدة من الاستقرار وإعادة الإعمار والتحول الاقتصادي، وأشار في هذا السياق إلى ضرورة الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل وإنفاذ هذا الاتفاق باتخاذ إجراءات دقيقة لتوسيع نطاق تنفيذ القرار. القرار 1701 لتحقيق انسحاب إسرائيلي كامل من الأراضي اللبنانية، وتمركز الجيش اللبناني في المناطق التي يتم الانسحاب منها.

وفيما يتعلق بتطورات الأوضاع في سوريا، أكد أبو الغيط أن الجامعة العربية تدعم إرادة الشعب السوري وآماله في حياة أفضل بعد المعاناة الطويلة التي عانى منها مختلف السوريين على يد النظام السابق، لافتاً إلى أنه وصدر أمر بزيارة وفد من الأمانة العامة برئاسة مبعوث شخصي إلى سوريا والاطلاع على الوضع. حدث ذلك يومي 18 و19 من الشهر الجاري، وقمنا بتوزيع تقرير متكامل على دولنا الأعضاء لمساعدتهم على توضيح الحقائق.

وأضاف أنه من المأمول أن تشهد سوريا عملية انتقال سياسي ناجحة تمهد للخروج من الأزمة دون تدخلات أو إملاءات خارجية، مع الحفاظ على وحدة وسيادة وسلامة أراضيها، مشيراً في هذا السياق إلى خطورة الجهود التوسعية الإسرائيلية في سوريا من خلال استغلال الوضع الدقيق الذي تعيشه البلاد، ويؤكد ضرورة الالتزام باتفاقية فض الاشتباك لعام 1974 كأساس للتهدئة بين سوريا وإسرائيل يمسك.

وشدد على أن احتلال الجولان باطل قانونا وليس له أي مبرر سوى رغبات إسرائيل التوسعية وفقا لقرارات مجلس الأمن.

وشدد أبو الغيط على أن الجامعة العربية تدعم السودان وهو يخوض أغلى حرب في العالم من الناحية الإنسانية وأنها تقف مع وحدة السودان ووحدة مؤسساته الوطنية، مطالبا الأطراف السودانية بوقف هذه النزعة العسكرية. والعودة إلى سبل التهدئة والحوار الأخوي البناء المبني على الحكمة وروح السودان وتغليب المصالح العليا للسودان واستقراره، والتأكيد على حسن التعاون والتضامن. التنسيق القائم بين الجامعة العربية والأمم المتحدة المبعوث الشخصي للأمين العام ووكالاتها المتخصصة في إطار التعامل مع الجانب الإنساني. في السودان.

وقال أبو الغيط: “نتطلع للعمل مع مجلس الأمن لتحقيق السلام المستدام في السودان من خلال استعادة الهدوء والإعداد لحل شامل يلبي تطلعات الشعب السوداني ويحفظ وحدته وسيادته”. وأرحب بدعم مجلس الأمن لجهود الجامعة العربية، وخاصة في تبسيط وتنسيق مبادرات السلام مع الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي.

وفيما يتعلق بليبيا، قال أبو الغيط: “تتطلع الجامعة العربية إلى تنسيق أقوى من قبل الأمم المتحدة لاستئناف العملية السياسية في أقرب وقت ممكن. كما نسعى بالتنسيق مع الاتحاد الأفريقي ودول الجوار لليبيا إلى توحيد أطياف المجتمع الليبي تحت قيادة موحدة”. وأكد رغبة الجامعة العربية في دعم مجلس الأمن لهذه الجهود والمساعي الرامية إلى مساعدة ليبيا الشقيقة على الخروج من أزمتها السياسية المعقدة دون تأثير أجندات خارجية، بدءا بتعيين مبعوث خاص للأمين العام، ونحن يفضل أن يكون على دراية بالثقافة العربية والتقاليد الليبية.

وأضاف أن “الجامعة العربية تعزز انخراطها مع الصومال الشقيق لحماية سيادته وسلامة أراضيه وتعزيز التنمية المستدامة للمجتمع الصومالي بما يحترم إرادته وسيادته”، وهنأ الصومال الذي يفتخر بانتمائه إلى الصومال. الجامعة العربية، بشأن عضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن للسنتين المقبلتين، وشدد على أن الجامعة العربية مستمرة في دعمها في الحفاظ على وحدتها وسلامة أراضيها.

وتابع: “يمثل الإطار المفاهيمي عنصراً أساسياً في جهودنا الجماعية لمواجهة التحديات العالمية، بما في ذلك جوائح الأمراض والنزاعات المسلحة والإرهاب والتطرف العنيف والأمن الغذائي والأمن المائي والتصحر وتغير المناخ والحد من مخاطر الكوارث والأزمات”. وتأثيرها على مختلف طبقات مجتمعاتنا ومجتمعاتنا الأخرى.

وأضاف أبو الغيط: “إن جهودنا المشتركة لمواجهة هذه التحديات تتداخل مع جهود الأمم المتحدة، لكنها تحتاج إلى تعزيز أكبر من خلال تفعيل الزيارات المتبادلة على المستوى الدولي، بما في ذلك تسريع الزيارة المتوقعة لأعضاء مجلس الأمن إلى المقر”. وجامعة الدول العربية، بعد الزيارة الأخيرة عام 2016، تعقد اجتماعات مكثفة مع مجلس الجامعة بالقاهرة”.

وأكد أنه نظراً للاهتمام الدولي المتزايد بجوانب المساعدات الإنسانية التي تهدف إلى تخفيف معاناة الناس عندما يواجهون التحديات والأزمات، خاصة في الأوضاع الإنسانية في مناطق النزاع، فإن الجامعة العربية تبذل جهوداً مكثفة لدعم قطاع المساعدات الإنسانية في المنطقة. الأمم المتحدة عندما يتعلق الأمر بالأوضاع الإنسانية في الدول العربية مثل سوريا وليبيا والسودان.

وقال أبو الغيط: إن الجامعة العربية تلفت النظر إلى خطورة المخططات والقرارات الإسرائيلية الرامية إلى تقويض وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) ودورها المهم – الذي لا بديل عنه – في العمل على القضاء على اللاجئين الفلسطينيين”، مشددًا على أن منظمة (الأونروا) لا تلعب دورًا إنسانيًا فحسب، بل هي ركيزة مهمة للاستقرار في منطقتنا وأن القضاء على اللاجئين الفلسطينيين ويمثل دورها تهديدا مباشرا لذلك الاستقرار، ونحن نتطلع إلى أن يلعب مجلس الأمن دورا حاسما في الدفاع عن هذه الوكالة المتخصصة التي تلعب ذلك الدور الذي لا غنى عنه.

وأكد أن الجامعة العربية تتطلع إلى مشاركة أكبر في حل القضايا العربية المطروحة على جدول أعمال مجلس الأمن من خلال تعميق التعاون مع المبعوثين الخاصين للأمين العام للأمم المتحدة في مناطق الصراع العربي، وهو ما نرحب بالزيارات المنتظمة التي يقوم بها البعض. مبعوثون إلى الأمانة العامة للجامعة. كما نرحب بالتعاون في الاختيار الفعال للعناصر الدولية لتوجيه العمل الدولي في منطقتنا، من خلال الاستعانة بالكفاءات العربية التي يمكن أن تقترحها الجامعة للمساهمة بفعالية في تحسين فرص التوصل إلى اتفاقيات لصالح الدول والشعوب لتحقيقها. . إن اللغة العربية تمر بمرحلة نواجه فيها تحديات غير مسبوقة.

وذكر أن جدول أعمال مجلس الأمن حافل بالقضايا العربية، من قضية فلسطين إلى الأوضاع في السودان وسوريا ولبنان وليبيا واليمن والصومال، لافتا إلى أن المخاوف بين الجامعة العربية ومجلس الأمن واحدة. وهذا يتطلب منا تكثيف التعاون بيننا لمحاولة إغلاق ملفات الأزمات المفتوحة وتحسين الأمن على الصعيدين الإقليمي والدولي وتحقيق العدالة.

وقال أبو الغيط إن المرحلة الحالية تشهد تنافساً دولياً استراتيجياً بين القوى الكبرى حول العالم، وهو ما انعكس على تزايد التوترات داخل مجلس الأمن بما انعكس للأسف سلباً على معالجة القضايا العربية، خاصة على الساحة العربية. قضية فلسطين.

وشدد على ضرورة مواصلة تطوير الإطار المفاهيمي والتشغيلي للتعاون بين الجامعة العربية ومجلس الأمن، انطلاقا من دور المجلس التاريخي في معالجة القضايا العربية واستثمارا في ميثاق الأمم المتحدة المستقبلي الذي أصدرته الجامعة العربية. مما أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها التاسعة والسبعين، مما يؤكد حتمية تعزيز أسس هذا التعاون، خاصة في المرحلة الحالية التي تتأثر فيها خصائص النظام الدولي المتعدد الأطراف. إعادة صياغتها من قبل الأمم المتحدة.

ووجه أبو الغيط التهنئة الصادقة للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية على توليها رئاسة مجلس الأمن هذا الشهر، معربا عن تقديره العميق للدور الذي تقوم به بصفتها عضوا عربيا في المجلس، مشيدا بشكل خاص بالمبادرة لعقد هذا الاجتماع الهام. برئاسة الجزائر لتعزيز العلاقات بين دول الجامعة العربية ومجلس الأمن.

المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (AHA)


شارك