“المشاط”: استقرار الاقتصاد الكلى والإصلاحات الهيكلية والتمويل من أجل التنمية ركائز لجذب الاستثمار
دكتور. أكدت رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، أن استقرار الاقتصاد الكلي والإصلاحات الهيكلية وتمويل التنمية ركائز لجذب الاستثمارات لتعزيز النمو والتنمية الاقتصادية، وذكرت أن الحكومة تعمل على تحقيق ذلك وتحسين مرونة الاقتصاد الاقتصاد وتحسين بيئة الأعمال وزيادة القدرة التنافسية وتشجيع الاستثمارات الخضراء من خلال برنامج الإصلاح الهيكلي الوطني.
جاء ذلك خلال سلسلة لقاءات إعلامية أجراها د. قادت رانيا المشاط عددا من القنوات الفضائية الإقليمية والعالمية على هامش مشاركتها في أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي 2025 الذي انعقد في مدينة دافوس السويسرية تحت شعار “التعاون من أجل العصر الذكي” في خلال الفترة من 20 إلى 24 يناير بمشاركة واسعة من رؤساء الدول والحكومات وصناع القرار وممثلي المنظمات الدولية.
واستعرض وزير التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، سلسلة من الرسائل حول تطورات الاقتصاد المصري وتأثيرها على التحديات العالمية والسياسات التي من المتوقع أن تنتهجها الولايات المتحدة الأمريكية في بداية الولاية الجديدة للرئيس. صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن الأسواق من المرجح أن تتأثر بقرارات الرئيس الأمريكي وتصريحاته. وهذا أمر جديد، لكن الأمر يخضع لتعديل دقيق نظراً لتأثيره على التضخم وأسعار الفائدة بالنسبة للمواطن الأميركي. وأضاف أن جميع الدول، وخاصة الاقتصادات النامية والناشئة، ستتأثر بالإجراءات الأمريكية نظرا لصعوبة جذب الاستثمار.
وعن معدلات التضخم في مصر قال د. رانيا المشاط، أن شهر فبراير المقبل سيكون هناك انخفاض في معدلات التضخم السنوية وبالتالي انخفاض تكاليف الإنتاج بسبب تأثير فترة الأساس وهو مؤشر إيجابي.
كما أشارت المشاط إلى مؤشرات إيجابية أخرى للنمو الاقتصادي في الربع الأخير من العام المالي الماضي والربع الأول من العام المالي الحالي، حيث كانت هناك زيادة في نمو القطاع التحويلي غير النفطي ونجاح الحكومة في التغلب على الاختناقات التي عانى منها القطاع على المستوى… توفير مستلزمات الإنتاج والإعفاء من الرسوم الجمركية عليه، وزيادة الاستثمارات في هذه الصناعات وأيضا ارتفاع مؤشر الصادرات.
وأشار وزير التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي إلى أن الانتهاء من المراجعة الرابعة مع صندوق النقد الدولي مؤشر مهم يعالج المخاوف بشأن الاقتصاد المصري. كما أشارت إلى نمو قطاع السياحة كما تطرقت إلى استمرار الدفع للأجانب في قطاع البترول والاستخراج وما يرتبط به من استمرار أعمال التنقيب والاستكشاف مما سيكون له أثر إيجابي على مستوى النمو الاقتصادي وكذلك الإيرادات الأجنبية، بالإضافة إلى ذلك النمو الملحوظ في القطاع الصناعي، حيث يعكس هذا النمو زيادة في الاستثمار الخاص والأجنبي وكذلك زيادة في حجم الصادرات.
وأكدت المشاط أن الحكومة المصرية تركز بقوة على استعادة استقرار الاقتصاد الكلي، حيث بدأت في مارس الماضي تنفيذ مزيج من السياسات المالية والنقدية التي سمحت لنا باستعادة التوازن في سوق الصرف الأجنبي، وتم حل عدد من الأزمات، منها ازدحام البضائع في الموانئ، مما كان له أثر إيجابي على الناتج المحلي الإجمالي، بحيث تم تسجيل نمو بنسبة 3.5% في الربع الأول من العام المالي الحالي.
وأوضحت أن قطاع السياحة حقق نمواً قوياً في الربع الأول رغم التطورات الإقليمية المتوترة، وأن القطاع غير النفطي سجل نمواً متواصلاً، ليمثل 15% من الناتج المحلي الإجمالي.
وقالت إنه رغم التحديات الخارجية إلا أن هناك العديد من المؤشرات الإيجابية للاقتصاد المصري، وأنه في نفس الوقت نجاح وقف إطلاق النار فيما يتعلق بالوضع في غزة واستمراره من شأنه التغلب على التحديات في البحر الأحمر وعودة قناة السويس. وأشار نشاط القناة إلى أنه من المتوقع أن ينمو الاقتصاد المصري بنسبة 4% مدفوعا بالتطورات في قطاع التعدين واستمرار نمو قطاع السياحة وتهدئة الأوضاع في قطاع غزة.
وأوضح المشاط أن إحلال السلام في غزة هو بلا شك وضع مربح للجميع، ونرى أن وقف إطلاق النار خطوة أولى إيجابية للغاية نأمل أن تكون مستدامة، مؤكدا على أهميتها في مرحلة إعادة الإعمار وضرورة التعاون المشترك بين الطرفين. وذكرت دول المنطقة والمجتمع الدولي في هذا المجال أن مصر بذلت جهوداً كبيرة منذ اليوم الأول للأزمة وأنه مع وقف إطلاق النار أصبحت شاحنات الإغاثة الآن في حالة تحرك منتظم فلا تترددوا في بذل الجهود التعهدات أو تقديم الدعم اللوجستي لضمان نجاح جهود السلام، ونجدد التزام الدولة المصرية. التعاون مع الشركاء الدوليين والإقليميين لتحقيق الأهداف الإنسانية والسياسية اللازمة.
وفيما يتعلق بالتعاون التنموي بين مصر والشركاء الدوليين، أكدت المشاط على أهمية موضوع تمويل التنمية، خاصة في ظل التحديات والأزمات المتراكمة التي أثرت على دول العالم في السنوات الأخيرة والتي أدت إلى تأخير تحقيق هذه الأهداف. أهداف التنمية المستدامة ويسلط الضوء على أهمية مؤسسات التمويل الدولية الملتزمة بتوفير التمويل منخفض التكلفة للحكومات والقطاع الخاص.
دكتور. وأضافت رانيا المشاط، أن التمويل التنموي الميسر العام الماضي بلغ نحو 9.5 مليار دولار، وأن التمويل من المؤسسات الدولية للقطاع الخاص في مصر تجاوز الاعتمادات المخصصة للحكومة لأول مرة وبلغ نحو 4.2 مليار دولار. في مجالات الطاقات الجديدة والمتجددة والتصنيع والخدمات اللوجستية. ودعم الموانئ مما أثر على النمو الاقتصادي رغم التحديات التي تمر بها مصر كغيرها من الدول. ونوهت بدور الوزارة في تحسين التعاون الوثيق مع السلطات الوطنية لضمان الالتزام بسقوف الاستثمار العام وإدارة الإنفاق لتعزيز القطاع الخاص وزيادة الاستثمار المحلي والأجنبي.
وحول سير المرحلة الثانية من المفاوضات في إطار برنامج الشراكة مع الاتحاد الأوروبي؛ ولفتت المشاط إلى أن الشراكة مع الاتحاد الأوروبي شهدت تحسنا في العلاقات في مارس الماضي، حيث نص الاتفاق على دعم الاقتصاد الكلي ودعم عجز الموازنة بمبلغ 5 مليارات يورو مرتبط ببرنامج الإصلاح الهيكلي الوطني. في حين أن الاستمرار في تنفيذ الإصلاحات الهيكلية يزيد من استقرار الاقتصاد المصري وقدرته على الصمود في مواجهة الصدمات الخارجية.
المصدر: رئاسة مجلس الوزراء