وزير الكهرباء: نسعى لإضافة 15 ألف ميجاوات من الطاقات المتجددة وربطها على الشبكة القومية
![وزير الكهرباء: نسعى لإضافة 15 ألف ميجاوات من الطاقات المتجددة وربطها على الشبكة القومية](https://www.mogazmasr.com/uploads/images/202502/image_870x_67a966521fc16.webp)
دكتور. أكد الدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، أن رؤية مصر 2030 ترتكز على مبادئ التنمية المستدامة الشاملة، وتعكس أبعادها الثلاثة: البعد الاقتصادي، والبعد الاجتماعي، والبعد البيئي.
وقال وزير الطاقة في كلمته بافتتاح مؤتمر أخبار اليوم الاقتصادي الحادي عشر، إن الطاقة هي الركيزة الأهم لتحقيق رؤية مصر 2030 والتنمية الشاملة لكافة المجتمعات. وهي شريان التنمية في كافة مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية، فضلاً عن كونها أحد أهم ركائز الأمن القومي المصري، إذ ترتبط الخطط الشاملة للتنمية المستدامة في كافة المجالات بقدرة الدولة على توفير موارد الطاقة اللازمة لتنفيذ هذه الخطط.
وأضاف أن وزارة الطاقة المصرية نجحت في إعداد استراتيجية للطاقة تستهدف من بين أمور أخرى زيادة حصة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة إلى نحو 42% بحلول عام 2030. وتم تحديث الاستراتيجية أيضًا بهدف زيادة حصة الطاقة المتجددة في إجمالي القدرة المركبة إلى حوالي 60% بحلول عام 2040، بهدف تقليل الاعتماد على الوقود التقليدي وتخفيف الضغط على العملات الأجنبية.
وأكد أن استراتيجية مصر المتكاملة والمستدامة للطاقة تتوافق مع استراتيجية التنمية المستدامة (رؤية مصر 2030) وأهداف التنمية المستدامة الـ17 للأمم المتحدة. خلال اجتماع المجلس الأعلى للطاقة بتاريخ 26 أغسطس 2024، تمت الموافقة على نتائج تحديث الاستراتيجية الوطنية للطاقة في ضوء المتغيرات الجديدة والاعتماد الأكبر على الطاقة المتجددة وتخزين الطاقة. تم الانتهاء من إعداد الاستراتيجية ونشرها على الموقع الرسمي لمجلس الوزراء.
وأشار إلى أن مصر اتخذت منذ عام 2014 العديد من الإجراءات لتحسين استغلال الإمكانات الهائلة للطاقة المتجددة التي تمتلكها مصر من خلال تشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في مجال بناء وتملك وتشغيل منشآت توليد وبيع الكهرباء من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. تسعى الحكومة المصرية إلى خلق بيئة استثمارية جاذبة للقطاع الخاص في قطاع الطاقة المتجددة. وبدأ الأمر بخطوات مهمة لإصلاح البنية التشريعية لقطاع الكهرباء، بما في ذلك إقرار قانون الكهرباء الذي يمهد الطريق لتحرير سوق الكهرباء بشكل كامل. كما تم إقرار قانون تحفيز الاستثمار في مجال الطاقة المتجددة والذي يتضمن آليات تسهيل دخول المستثمرين في هذا النشاط، فضلاً عن تخصيص أكثر من 42 ألف كيلومتر مربع لتنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة وإبرام اتفاقيات شراء الطاقة طويلة الأجل لمدة 20-25 عاماً، وبيع شهادات خفض الانبعاثات الكربونية وتوفير الأرض لبناء المشروع مقابل 2% من الكهرباء المولدة سنوياً، وتخفيض الرسوم الجمركية على مكونات وقطع غيار أنظمة الطاقة المتجددة.
وأشار إلى أن مجلس إدارة هيئة تنظيم قطاع الكهرباء وحماية المستهلك اتخذ قراراً بإلغاء رسم الاندماج لمشاريع الطاقة المتجددة. كما أصدرت الهيئة قواعد تنظيمية للاتفاقيات الثنائية بين القطاع الخاص في مجالات الإنتاج والاستهلاك.
وأوضح أنه في إطار جهود الوزارة نحو الاستدامة وتقليل الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية، وضع قطاع الكهرباء خطة عاجلة لإدخال مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة (الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وكذلك الاستخدام الأول لبطاريات تخزين الطاقة)، وأن مشاريع الطاقة المتجددة تعتمد بشكل كبير على مشاركة القطاع الخاص في الاستثمارات في هذا القطاع.
وأكد أنه على هذا الأساس وقعت وزارة الكهرباء عقود مشاريع توليد الكهرباء من مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة وتخزين الطاقة بهدف زيادة الاعتماد على مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وتقليل الاعتماد على العملات الأجنبية اللازمة لشراء الوقود وتشغيل محطات الكهرباء التقليدية. وفي هذا الصدد، يجري العمل حالياً بوتيرة متسارعة لإضافة نحو 15 جيجاواط من الطاقة المتجددة وربطها بالشبكة الوطنية لتخفيف العبء على الوقود الأحفوري. ومن المتوقع أن ترتفع قدرة الطاقة المتجددة (الرياح والطاقة الشمسية) إلى 22,815 ميجاواط بحلول عام 2030.
وأوضح أن قطاع الطاقة المصري اكتسب ثقة عدد كبير من المستثمرين، وتقدم عدد كبير من المستثمرين الأجانب والمحليين للاستثمار في مشروعات القطاع. وبالإضافة إلى ذلك، نجح القطاع في الحصول على عروض تنافسية لكيلووات الساعة من الطاقة المولدة في محطات الطاقة المتجددة.
وأكد أن الإمكانات الضخمة للطاقة المتجددة وهذه المشاريع الضخمة في مصر ستساعد في استدامة برامج التصنيع المحلي لمكونات طاقة الرياح والطاقة الشمسية، خاصة اعتمادا على توافر المواد الخام والعمالة الماهرة.
وأشار إلى أن هذا يعد أحد أهم قصص النجاح المصرية كنموذج للمشاركة المشتركة بين القطاع الخاص والحكومة في تحقيق أهداف مصر في مجال الطاقة المتجددة. ويتمثل ذلك في مشروع بنبان للطاقة الشمسية، وهو مشروع رائد من حيث آلية تمويله وحجم المشروع.
وأكد أن 32 مستثمراً دولياً ومحلياً شاركوا في هذا المشروع. إنها أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم في موقع واحد بإنتاج إجمالي متفق عليه تعاقديًا يبلغ 1465 ميجاواط. وقد وفر هذا المشروع استثمارًا أجنبيًا مباشرًا لتسخير موارد الطاقة الشمسية الهائلة في مصر بإجمالي استثمارات بلغت نحو 2 مليار دولار. علاوة على ذلك، ساهم المشروع في تحفيز النمو الاقتصادي المحلي من خلال خلق أكثر من 10 آلاف فرصة عمل مؤقتة ودائمة أثناء تنفيذ المشروع وتشغيله، وخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بما يعادل 2 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون. تم الانتهاء من المشروع وربطه بالشبكة في أكتوبر 2019 وحصل على جائزة البنك الدولي لأفضل مشروع في العالم عام 2019.
وأشار إلى أن قطاع الكهرباء يعمل حالياً على رفع كفاءة شبكات الكهرباء من خلال خطة متكاملة لتحسين وتطوير شبكات نقل الكهرباء بهدف استيعاب الكم الهائل من الطاقة الكهربائية المولدة وتقليل الفاقد وتعزيز الشبكة الوطنية. وفي هذا الإطار، سيتم التعاون مع الشركة البلجيكية “إيليا غريد” لتقديم خدمات استشارية لقطاع الكهرباء لدراسة احتياجات الشبكة الوطنية لاستيعاب الطاقة المتجددة لمشاريع إنتاج الهيدروجين الأخضر والربط الكهربائي، وتحديد المتطلبات اللازمة لتعزيز الشبكة لمواجهة الزيادة القوية المتوقعة في إنتاج الطاقة من المصادر المتجددة.
وأكد أن الرؤية المستقبلية لقطاع الكهرباء المصري ترتكز على التحول التدريجي للشبكة الحالية من شبكة عادية إلى شبكة ذكية، وهو ما يمثل حالياً نقلة نوعية في مستقبل نقل وتوزيع الكهرباء.
جدير بالذكر أنه تم الانتهاء من إنشاء مركز التحكم القومي للطاقة بالعاصمة الإدارية الجديدة للشبكة الكهربائية القومية الموحدة. يهدف المشروع إلى تطوير ومراقبة وتشغيل الشبكة الكهربائية الموحدة على مستوى جمهورية مصر العربية بجهد 500 كيلو فولت و220 كيلو فولت و132 كيلو فولت بإجمالي 228 محطة منها 72 محطة لتوليد الطاقة الكهربائية من مصادر مختلفة، وأيضا مراقبة تبادل الطاقة الكهربائية مع دول الجوار.
وأضاف أن قطاع الكهرباء يتخذ العديد من الإجراءات لتحسين كفاءة استخدام الطاقة الكهربائية في كافة جوانب استخدامها. ويتم حالياً تنفيذ مشاريع لتحسين كفاءة الطاقة من خلال إنشاء وتطوير 19 مركز تحكم في شبكات توزيع الكهرباء لتقليل الفاقد من الطاقة وتحسين أداء شبكات توزيع الكهرباء وتحسين الخدمة للمشتركين. وفي المرحلة المقبلة سيتم العمل على بقية مراكز التحكم حسب جاهزية الشبكة الكهربائية.
وأضاف: “نهدف إلى تعزيز مشاريع الربط الكهربائي بشكل مكثف، والتي تلعب دوراً مهماً في تحسين أمن الطاقة وزيادة استخدام الطاقة المتجددة على المدى المتوسط والطويل. “إننا ندرك الأهمية الكبرى لمشاريع الربط الكهربائي في تعزيز الأمن والاستقرار السياسي بين الدول من خلال خلق أجواء التعاون والحوار ووجود مصالح اقتصادية مشتركة وخلق فرص عمل جديدة خلال مرحلتي البناء والتشغيل”.
وأكد أن مصر تشارك بفعالية في كافة مشروعات الربط الكهربائي الإقليمي، حيث ترتبط مصر كهربائيا بدول الجوار شرقا (مع الأردن)، وغربا (مع ليبيا)، وجنوبا (مع السودان). ويجري حالياً دراسة زيادة قدرات الربط الكهربائي مع دول المشرق والمغرب العربي، فضلاً عن مشروع الربط الكهربائي مع المملكة العربية السعودية، والذي سيربط مصر بدول الخليج وآسيا.
وفي إطار المتابعة المستمرة لمشروع الربط المصري السعودي لتذليل كافة العقبات التي تعترض تنفيذ المشروع، انعكس ذلك بشكل واضح في ارتفاع معدلات التنفيذ. بلغت نسبة التنفيذ حاليا أكثر من 68% من المشروع لدى كلا الجانبين. بالإضافة إلى ذلك يتم عقد اجتماعات وزيارات ميدانية مستمرة على أعلى مستوى في الدولة لضمان المتابعة الدقيقة ونقل الرسالة بأن المشروع يجب أن يكتمل في الموعد المحدد. ونتطلع إلى افتتاح المرحلة الأولى من المشروع قريبًا بتبادل 1500 ميجاوات. وتبدأ المرحلة الثانية بتبادل 3 آلاف ميغاواط في 25 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. ويجري حاليا استكمال الإجراءات الأولية لبدء مشروعات الربط الكهربائي بين مصر والقارة الأوروبية عبر خط الأنابيب، حيث ستعمل مصر كجسر للطاقة بين أفريقيا وأوروبا.
وأكد أن مصر تولي أهمية كبيرة لعلاقتها بأوروبا. وفي هذا السياق، يتم العمل حالياً على عدة محاور، مثل الربط مع اليونان بهدف تصدير 3000 ميغاواط من الطاقة المتجددة. وبالإضافة إلى ذلك، يجري العمل أيضًا على الاتصال بإيطاليا، حيث تتمتع الشبكة الإيطالية بالقدرة على استيعاب الطاقة الاستيعابية. وبهذه الطريقة ستصبح مصر جسرًا للطاقة بين أفريقيا وأوروبا.
وقال إن الدولة المصرية وضعت لنفسها هدف أن تصبح من الدول الرائدة عالميا في اقتصاد الهيدروجين منخفض الكربون، وأيضا دعم استراتيجية مصر للطاقة المتكاملة والمستدامة ومواءمة مشاريع إنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته مع أهداف هذه الاستراتيجية.
وأضاف أنه تم اتخاذ العديد من الإجراءات لدفع هذا الاتجاه في مصر، وأن رئيس الوزراء قرر إنشاء المجلس القومي للهيدروجين الأخضر ومشتقاته في سبتمبر 2023. ويهدف المجلس إلى توحيد جهود الدولة وتحفيز الاستثمار في هذا القطاع وضمان قدرته التنافسية على المستوى الدولي والإقليمي.
المصدر: A.Sh.A