وزير الإسكان يلتقى نظيره فى غينيا الإستوائية ويبحثان سبل التعاون المشترك

أكد وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية المهندس شريف الشربيني، على العلاقات الوثيقة بين رئيسي دولة وحكومة مصر وغينيا الاستوائية، وشدد على ضرورة العمل على تحسين وتطوير إطار التعاون بين القاهرة ومالابو، خاصة وأن وزارتي الإسكان في البلدين تقومان بدور شامل ومسئوليات واسعة في التنمية.

جاء ذلك خلال لقاء وزير الإسكان خلال زيارته للعاصمة الغينية مالابو اليوم مع وزير الدولة للأشغال العامة والتخطيط العمراني بغينيا الاستوائية كليمنتي فيريرو فيلاريانو، وخلال جولة مباحثات موسعة بحضور مسئولين من البلدين والسفير المصري في مالابو حداد عبد التواب الجوهري، لبحث عدد من موضوعات التعاون المشترك بين مصر وغينيا الاستوائية، فضلاً عن تبادل الخبرات.

وفي بداية اللقاء شكر المهندس شريف الشربيني نظيره الغيني على دعوته لزيارة مالابو، ودعا نظيره لزيارة مصر. وأكد أهمية مشاركة وفود وزارة الأشغال العامة بغينيا الاستوائية في الفعاليات والمعارض التي تنظمها وزارة الإسكان المصرية وأهمية التعرف على التجربة العمرانية المصرية. وأشار إلى أنه تم تعيين نائب رئيس مكتب الوزير مسؤولا عن التواصل مع الجانب الغيني.

وشرح الشربيني مسؤوليات وزارة الإسكان وأدوار كل قطاع بدءاً من هيئة التخطيط العمراني التي تقع على عاتقها مسؤوليات شاملة في التخطيط العمراني وتحديث الخطط الاستراتيجية. وأكد استعداد مصر للمساهمة في إنشاء هيئة أو إدارة للتخطيط الحضري والتصميم المعماري في غينيا الاستوائية وتوفير الكوادر لتدريب إخواننا الغينيين الاستوائيين سواء في مالابو أو في القاهرة على آليات عمل هذه الهيئة وتخصصها، وإرسال خبراء مصريين إلى مالابو لمدة يتم الاتفاق عليها لإنشاء المكتب/الإدارة في غينيا الاستوائية.

وأشار الوزير أيضاً إلى الطفرة التي حققتها الدولة المصرية في قطاع الإسكان الاجتماعي أو متوسط الدخل وغيره، مشيراً إلى أنه تم تنفيذ ملايين الوحدات لفئات دخل مختلفة، وأن الشركات المصرية اكتسبت خبرة واسعة في هذا القطاع خلال السنوات الأخيرة. ورحب بالتعاون مع إخواننا في غينيا الاستوائية في تنفيذ مشروع الإسكان (100 ألف وحدة سكنية) على عدة مراحل في مختلف المدن الإكوادورية في غينيا. وأعرب عن رغبته في التعرف أكثر على تفاصيل هذا المشروع الطموح واستعداده للمشاركة مع الجانب الغيني في تنفيذه من خلال تحالف مصري تحت إشراف وزارة الإسكان المصرية يضم أكبر شركات المقاولات العامة والخاصة المصرية، ومن الممكن البدء في بناء عدد من الوحدات تحت هذا المشروع كنموذج قابل للتعميم.

واستعرض وزير الإسكان تجربة مصر في تطوير المناطق غير الآمنة، وأوضح كيف استطاعت الدولة المصرية حشد جهودها لإنهاء هذه الأزمة ونقل سكان هذه المناطق إلى مشاريع إسكان مخططة وحضارية تتوفر بها الخدمات العامة. وأكد استعداد الوزارة للتعاون في هذه القضية المهمة ومشاركة تجربتها مع أشقائنا في غينيا الاستوائية.

كما أوضح الوزير دور ومهام هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة والتقدم الكبير الذي يتم تحقيقه حالياً في تنفيذ مدن جديدة بأعلى مستوى ومدن ذكية مستدامة وخدمات متميزة، فضلاً عن المدن التي نفذتها الدولة على مستوى الجمهورية منذ إنشائها في أواخر سبعينيات القرن الماضي، مؤكداً استعداد الوزارة للمساهمة بخبراتها في هذا المجال.

واستعرض الشربيني دور قطاع المرافق بالوزارة في تقديم خدمات مياه الشرب والصرف الصحي، وكذلك التشغيل والصيانة لتأمين الاستثمارات، فضلاً عن الدور الرقابي والتنظيمي لخدمات القطاع.

وأشار وزير الإسكان إلى المشروعات القومية التي ينفذها الجهاز المركزي للتعمير على مستوى الجمهورية، وكذلك مشروعات الإحياء وغيرها. كما استعرض دور المؤسسات البحثية التابعة للوزارة كالمركز الوطني لأبحاث البناء والإسكان وغيرها، مؤكدا أن كافة طاقاتنا في مختلف القطاعات ستكون متاحة لمصلحة أشقائنا في غينيا الاستوائية.

من جانبه، رحب وزير الدولة للأشغال العامة والتخطيط العمراني في غينيا الاستوائية بوزير الإسكان المصري والوفد المرافق له، ونقل لهم تحيات رئيس الجمهورية ونائبه.

وقال: “هدفنا هو جعل التعاون بين الوزارتين أحد أهم الروابط الأساسية بين البلدين”. وأضاف أن وزارة الإسكان والطرق والأشغال العامة هي دائماً المحرك الرئيسي للتنمية في بلدينا وسنبدأ التعاون بما يعود بالنفع على البلدين وسنعزز التعاون من خلال توقيع مذكرة تفاهم بين البلدين، مشيراً إلى أن مدير عام الوزارة هو من سيكون جهة الاتصال لتسهيل كافة الأمور في أي وقت.

وأضاف: “نتطلع إلى الاستفادة من خبراتكم ونتمنى من الجانب المصري مساعدتنا في الهيئات الحديثة التي سننشئها والأهم من ذلك الحصول على الخبرات المصرية والتدريب في مواقع البناء”. وأصر على أن يكون لمصر خبراء في غينيا الاستوائية مساعدون لتدريب كوادرنا وفنيينا، وأن يتلقى المهندسون حديثو التخرج تدريبا في مصر”.

وأوضح أن رؤية رئيس غينيا الاستوائية ونائبه هي بناء وحدات سكنية للمواطنين ولدينا مشروع قومي لبناء “100 ألف وحدة سكنية” ونأمل دعم الجانب المصري منذ بداية المشروع من الفكرة والتصميم حتى التنفيذ والتسليم. وأوضح أن المشروع سيكون تحت إشراف الوزارة، لافتاً إلى أن هذا المشروع تسبقه مراحل تنفيذ البنية التحتية والمرافق المختلفة، ولذلك نفضل أن نحظى بدعم وخبرة دولة كبيرة مثل مصر. وبالإضافة إلى ذلك، هناك توجيهات من نائب الرئيس باستيراد المواد الخام المصرية لتنفيذ الوحدات، حيث شاهد الوحدات المنفذة خلال زيارته الأخيرة لمصر وأعجب بها.

وأكد أنهم مستعدون للبدء في تنفيذ 200 وحدة سكنية نموذجية في إحدى المحافظات، منها 100 وحدة منخفضة التكلفة، و50 لمتوسطي الدخل، و50 شقة فاخرة. وأشار إلى أننا أيضاً في مرحلة بناء «مدينة إدارية جديدة» ونحتاج إلى نماذج سكنية مختلفة.

ومن جانبه أكد المهندس شريف الشربيني استعداد الوزارة الكامل لتنفيذ مطالب الوزير الغيني. وأشار إلى أن الجهاز المركزي لإعادة الإعمار بالوزارة سيتولى متابعة تنفيذ الاتفاقيات. كما سيكون لدينا مقاولين تحت قيادة المقاولون العرب جاهزين للبدء في رسم مخطط المنطقة والتصاميم المختلفة.

المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (مينا)