محمد عبد اللطيف: التعليم هو الأساس الذى تبنى عليه الأمم مستقبلها وتضمن ازدهارها
![محمد عبد اللطيف: التعليم هو الأساس الذى تبنى عليه الأمم مستقبلها وتضمن ازدهارها](https://www.mogazmasr.com/uploads/images/202502/image_870x_67ab5be2c5805.webp)
أكد وزير التربية والتعليم والتدريب الفني محمد عبد اللطيف أن التعليم هو الأساس الذي تبني عليه الأمم مستقبلها وتضمن ازدهارها. وأوضح أننا في مصر ندرك أن نجاح نظامنا التعليمي له تأثير مباشر على نمونا الاقتصادي وتماسكنا الاجتماعي وقدرتنا التنافسية العالمية. وتحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، بادرنا إلى إطلاق عملية تحول جريئة لنظامنا التعليمي الوطني، وهو التحول الذي يعطي الأولوية للمساواة والابتكار والتميز.
كان هذا هو موضوع كلمة وزير التربية والتعليم والتدريب الفني خلال مشاركته في احتفالية اليونسكو باليوم العالمي للتعليم والإطلاق الوطني للتقرير العالمي لرصد التعليم 2024-2025 (GEM) “القيادة في التعليم” هذا الثلاثاء.
واستعرض الوزير الإجراءات التي تم تنفيذها في الميدان وقال: لقد نجحنا في تقليص حجم الفصل من 250 طالبًا في الفصل إلى 50 طالبًا كحد أقصى في الفصل؛ ويهدف هذا إلى ضمان بيئة تعليمية أكثر فعالية للطلاب واتخاذ التدابير اللازمة لمعالجة النقص في عدد المعلمين. ويهدف أيضًا إلى ضمان حصول المدارس على الموارد اللازمة لتوفير تعليم عالي الجودة. بالإضافة إلى ذلك، سيتم إعادة هيكلة المناهج الدراسية في المرحلة الثانوية وفقاً للنماذج العالمية، وهو ما أدى إلى تقليص العدد الإجمالي للمواد الدراسية. “لتخفيف الأعباء التي واجهها طلاب المدارس الثانوية في السابق وضمان بيئة أكاديمية أكثر إنصافًا وتنافسية.”
وأضاف أنه تم إدخال أساليب التقييم المستمر، بما في ذلك التقييمات التكوينية، والتعلم القائم على المشاريع، والأدوات الرقمية، والتي تسمح بقياس أكثر شمولاً لتقدم الطلاب طوال العام الدراسي.
وأوضح أن جوهر الإصلاح يكمن في الاعتقاد بأن القيادة لها أهمية قصوى في التعليم وأن مديري المدارس ليسوا مجرد إداريين؛ بل إنهم عملاء للتغيير حيث يلعبون دوراً هاماً في تحقيق التغيير الإيجابي. وفي إطار إدراك هذا الأمر، شارك آلاف مديري المدارس في مبادرة وطنية تهدف إلى تحسين عملية اتخاذ القرار والإدارة والقيادة في التعليم. وقد أدت هذه الجهود بالفعل إلى تحسينات ملحوظة. على سبيل المثال، تظل معدلات حضور الطلاب في الفصل الدراسي الأول ثابتة عند مستوى 85% على الأقل، وتكون بيئة التعلم أكثر شمولاً ودعماً وتفاعلاً للطلاب.
وأشاد الوزير بالشراكة مع اليونسكو والالتزام المستمر من جانب القيادة الإقليمية في مجال التعليم، والتي تلتزم بصياغة الجهود المشتركة في مجال تحديث المناهج الدراسية والمساواة بين الجنسين والتعلم الرقمي وتعزيز قدرات المعلمين. وأكد أنه من خلال هذه الجهود المشتركة نجحنا في تعزيز تحديث المناهج الدراسية ومبادرات المساواة بين الجنسين واستراتيجيات التعلم الرقمي وبرامج بناء قدرات المعلمين التي توفر للمعلمين الأدوات التي يحتاجونها لتحسين نتائج التعلم لدى الطلاب.
وقال إن نشر تقرير الرصد العالمي للتعليم هذا العام كان بمثابة تذكير في الوقت المناسب بأن القيادة في التعليم مسؤولية مشتركة. إنها ليست مجرد واجب الحكومات أو صناع القرار، بل هي مسؤولية مشتركة تشمل المعلمين وأولياء الأمور والمجتمعات المحلية. إن الأفكار المقدمة في هذا التقرير تحتاج إلى أن تترجم إلى إجراءات ذات قيمة.
وأكد الوزير أن اليوم لا يقتصر على الاحتفال بالإنجازات فحسب، بل يتطلب أيضا مضاعفة الجهود والمضي قدما بتصميم متجدد لضمان أن يظل التعليم المفتاح لإطلاق العنان للإمكانات وتعزيز الإبداع وبناء عالم أفضل للأجيال القادمة.
وفي الختام، أعرب الوزير عن خالص تقديره لمنظمة اليونسكو على الشراكة القوية ولكل من ساهم في هذا الحوار المهم. وشدد على أهمية العمل معًا لإنشاء نظام تعليمي ليس قويًا وشاملًا فحسب، بل يزود الأفراد أيضًا بالمعرفة والمهارات والمرونة اللازمة لتشكيل المستقبل.
دكتور. من جانبها، أعربت نوريا سانز، مديرة المكتب الإقليمي لليونسكو في مصر، عن تقديرها الكبير للتقدم الذي أحرزته مصر في مجال التعليم، وأشادت بالتعاون المثمر بين اليونسكو ووزارة التربية والتعليم بقيادة الوزير محمد عبد اللطيف. وأكدت أن مصر تمتلك تجربة راسخة في تطوير نظم التعليم سواء على المستوى الإداري أو الإداري المباشر، ما يجعلها نموذجاً يحتذى به في المنطقة.
وفي ضوء تقرير الرصد العالمي للتعليم، أشار د. وأقرت نوريا سانز بالتقدم الذي أحرزته بعض الدول العربية، بما في ذلك مصر، في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، لكنها شددت على الحاجة إلى بذل المزيد من الجهود في المنطقة لسد الفجوة مع بقية العالم. وأشارت إلى أن النزاعات المسلحة والأزمات الإنسانية تشكل تحدياً كبيراً، إذ أن 30 مليون طفل وشاب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا غير قادرين على تلقي التعليم بسبب هذه الظروف.
وقالت إنه فيما يتعلق بمصر، يشير التقرير إلى أنها تتميز بعدة إنجازات رئيسية، منها تدريب المعلمين والتحول الرقمي، حيث شارك معظم معلمي المدارس الابتدائية في برامج تدريبية مكثفة. كما أطلقت اليونسكو مشروع المدارس المفتوحة للجميع لتعزيز التعلم الرقمي وخاصة في المناطق المهمشة والمواطنة العالمية والتنمية المستدامة، وهو ما يعكس التزام مصر بدمج هذه المفاهيم في السياسات التعليمية والتعليم العالي والإدماج الاجتماعي.
وأخيرا، د. وقالت نوريا سانز إن تحسين القيادة الفعالة في التعليم يتطلب تطوير استراتيجيات تدعم استقلالية القادة وتوفر لهم التدريب المستمر. وأشارت إلى أن التقرير يتضمن أربع توصيات رئيسية لتحقيق هذا الهدف. ويتضمن ذلك تحديد توقعات واضحة بشأن دور القادة في التعليم، والتركيز على تحسين جودة التعلم، وتحسين التعاون والتنسيق بين مختلف الجهات الفاعلة في قطاع التعليم، وبناء مهارات القيادة من خلال برامج تدريبية متخصصة ومستدامة.
وتضمنت فعاليات اليوم حلقة نقاشية بعنوان “القيادة في التعليم: الفرص والتحديات في مصر”، شارك فيها الدكتور أحمد عبد السلام، أستاذ التعليم العالي بجامعة القاهرة. هالة عبد السلام رئيس الإدارة المركزية للتعليم العام، د. إيمان أحمد فريدي عميد كلية الدراسات العليا للتربية بجامعة القاهرة، د. هالة عبد الجواد نائب رئيس اللجنة الوطنية المصرية لليونسكو، د. أميرة سنيل عميدة كلية الصيدلة بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، د. وحيد حماد الخبير الوطني والأستاذ المشارك بقسم أصول التربية والإدارة بجامعة السلطان قابوس، والأستاذة كريستين صفوت المدير التنفيذي لمؤسسة علمني، والدكتور. شاركت في الندوة الدكتورة هدى بشير عميدة كلية الطفولة المبكرة بجامعة الإسكندرية سابقًا.
دارت مناقشات الندوة حول مواضيع مختلفة، منها كيفية مواءمة استراتيجية قطاع التعليم في مصر مع الأهداف التنموية للهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة 2030، وما هي الأولويات الرئيسية التي يمكن التركيز عليها، واستعراض التحديات الرئيسية في تنفيذ الاستراتيجية وكيفية التغلب عليها، واستعراض المبادرات المهمة في تدريب المعلمين والقيادة التربوية لمواكبة متطلبات اليوم وكيفية دمج هذه التدريبات في المناهج الدراسية، ودور اليونسكو واللجنة الوطنية لليونسكو وأصحاب المصلحة الرئيسيين الآخرين في ممارسة وتعزيز القيادة التربوية الفعالة لتسريع التقدم نحو تحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة وضمان الوصول إلى التعليم الجيد في مصر.
وتناول النقاش أيضًا الدور المركزي للقادة في تعزيز تعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات من خلال صياغة السياسات وتشجيع الابتكار وضمان تكافؤ الفرص في الوصول ودعم مبدأ المساواة والإدماج في هذه التخصصات، وكذلك من خلال السياسات أو المبادرات المتكاملة في المناهج الدراسية لدعم الأشخاص ذوي الإعاقة في تعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. المصدر: مجلس الوزراء