أبو الغيط : غزة ليست للبيع .. والقطاع جزء من إقليم الدولة الفلسطينية المستقبلية على حدود 1967
![أبو الغيط : غزة ليست للبيع .. والقطاع جزء من إقليم الدولة الفلسطينية المستقبلية على حدود 1967](https://www.mogazmasr.com/uploads/images/202502/image_870x_67adcf8776f71.webp)
أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن غزة ليست للبيع. وبالنسبة للفلسطينيين والدول العربية فهي جزء من أراضي الدولة الفلسطينية المستقبلية ضمن حدود عام 1967، جنباً إلى جنب مع الضفة الغربية، دون فصل بينهما، وفي إطار حل الدولتين الذي اتفق عليه العرب والعالم.
جاء ذلك في كلمة الأمين العام لجامعة الدول العربية خلال الجلسة الافتتاحية لأعمال الدورة (115) العادية للمجلس الاقتصادي والاجتماعي على المستوى الوزاري برئاسة مملكة البحرين.
وقال أبو الغيط إنه من حسن الحظ أن يتزامن اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي مع رئاسة البحرين للدورة الحالية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، لتتولى مملكة البحرين الشقيقة قيادة العمل العربي المشترك بمختلف جوانبه السياسية والاقتصادية والاجتماعية في هذه المرحلة.
وأعرب عن تقديره العميق لدولة الإمارات العربية المتحدة على حسن تعاملها مع ملف العمل الاقتصادي والاجتماعي العربي المشترك خلال رئاستها للدورة الأخيرة لهذا المجلس خلال الأشهر الستة الماضية.
وأضاف أبو الغيط أن “اجتماعنا اليوم يأتي في ظل تطورات متسارعة ومتلاحقة لم يسبق أن غابت عن المنطقة العربية”. “ما إن دخل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ، والذي طال انتظاره قرابة عام ونصف العام، حتى استأنف الاحتلال الإسرائيلي خططه التوسعية في الضفة الغربية، ونقل معداته العسكرية، واستمر في ارتكاب جرائم الحرب ضد الشعب الفلسطيني بأكمله. “ومرة أخرى ارتفعت أصوات إسرائيلية وأمريكية غير مقبولة تطالب بطرد الفلسطينيين أصحاب الأراضي وترحيلهم من منازلهم.”
وجدد أبو الغيط الموقف الثابت للجامعة العربية، باعتبارها المنظمة المظلة لكل الدول العربية، والذي يرفض بشكل كامل ومطلق أية محاولات لطرد الفلسطينيين من أرضهم تحت أي ذريعة، لما في ذلك من تأثير مباشر على مبادئ وقواعد القانون الدولي التي بنيت عليها المنظمة الدولية اليوم. وأشار إلى أن هذه القضية تمثل ظلماً صارخاً لحقوق الشعب الفلسطيني، وتهديداً مباشراً بتصفية القضية الفلسطينية، القضية المركزية للعرب، وأتحدث هنا عن الشعوب والحكومات على حد سواء.
وأشار إلى أن الحرب المريرة التي تخوضها إسرائيل منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 لم تكشف بعد عن خسائرها النهائية. وإضافة إلى الخسائر البشرية، والتي تمثل الأغلى على الإطلاق، هناك خسائر مادية ومعنوية هائلة تركت ندوباً عميقة في الضمير والذاكرة العربية، وسوف يستغرق التعافي منها سنوات طويلة.
ودعا أبو الغيط إلى استمرار استخدام القوة العربية بشكل فعال على كافة المستويات الدولية والإقليمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية للتخفيف من الآثار الكارثية لهذه الجرائم الإسرائيلية.
كما دعا المجلس إلى اعتماد خطط إغاثة طارئة لمساعدة الأشقاء الفلسطينيين الذين يعانون تحت وطأة قبضة إسرائيل الإجرامية، ووضع ضوابط محددة لمراقبة تنفيذ هذه الخطط بشكل متكامل، وتنسيق المساعدات العربية المقدمة لهم في هذا الإطار.
وأشار إلى خطة الطوارئ التي أعدتها دولة فلسطين للتعامل مع آثار العدوان الإسرائيلي، والتي أشارت إليها قمة البحرين، ودعا إلى تمويلها وتنفيذها بالتنسيق مع الحكومة الفلسطينية والأمانة العامة لجامعة الدول العربية. وأشار إلى مشروع إنقاذ حياة الفقراء في غزة الذي أقره مجلسكم الموقر في الدورة الماضية والذي يغطي الفئات الأكثر تضرراً من العدوان الإسرائيلي الغاشم، بما في ذلك كبار السن وذوي الإعاقة والأسر التي تعيلها نساء، فضلاً عن برنامج المساعدات الطارئة للأسر المتضررة من الحرب.
وأشار أبو الغيط إلى أن المجلس ناقش اليوم بنداً يتعلق بدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة في دولة فلسطين بما يتماشى مع خطة الطوارئ.
وتابع: “في اجتماعنا اليوم، بالإضافة إلى ما ذكرناه، سنناقش أيضاً عدداً من القضايا المهمة، من بينها إعداد الملف الاقتصادي والاجتماعي للقمة العربية في دورتها العادية المقبلة في جمهورية العراق هذا العام.. وهذا الملف سيغطي بدوره كل القضايا الاقتصادية والاجتماعية التي ستطرح على القمة”.
وفي هذا السياق، دعا إلى تضمين هذا الملف القضايا ذات الأولوية في مختلف القطاعات الاقتصادية والاجتماعية التي اكتسبت أهمية ملحة على أجندة التنمية العربية، خاصة في ظل تعقيد الجهود المبذولة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. وهذا يتطلب إعادة ترتيب الأولويات العربية لتحقيق التنمية العاجلة والعادلة والمنصفة وضمان استجابة إنسانية أكثر فعالية، مع الأخذ بعين الاعتبار خصوصيات المنطقة العربية وأبعادها. وأكد أيضاً على دور مجالس الوزراء العرب والمنظمات المتخصصة باعتبارها الأذرع الفنية للمنظومة العربية وتخدم أهدافها.
وأضاف أن “هذا العام يصادف الذكرى الثمانين لتأسيس جامعة الدول العربية (بيت العرب).. 80 عاماً من العمل العربي المشترك واجهت خلالها الجامعة والدول العربية العديد من التحديات المصيرية والبنيوية والموضوعية والجماعية.. تحديات لم يكن من السهل التغلب عليها أو التعامل معها.. إلا أن الدول العربية بفضل إرادتها القوية استطاعت أن تحافظ على هذه الوحدة الشاملة.. وناضلت من أجل نصرة القضايا العربية وحماية الهوية الوطنية والدفاع عن المصالح الوطنية على مدى الثمانين عاماً الماضية”.
واختتم أبو الغيط كلمته قائلاً إن “الظروف الراهنة لا تقل خطورة عن تلك التي عاشها آباؤنا، وكانت حافزا لهم للوحدة والتكامل والاندماج وإيجاد وحدة شاملة يستطيعون من خلالها الحفاظ على الحقوق العربية والدفاع عنها وترسيخ القيم العربية الأصيلة وحماية المصالح الوطنية”. ومن المناسب أن نواصل هذا المسار النبيل، مسلحين بالإرادة والتصميم، ونجدد عزمنا على القضاء على كل تهديد لأمتنا… والوفاء بالعهد والثقة الموكلة إلينا”.
عين ش ا