دول “الناتو” تؤكد ضرورة مشاركة أوروبا في مفاوضات السلام بشأن أوكرانيا
![دول “الناتو” تؤكد ضرورة مشاركة أوروبا في مفاوضات السلام بشأن أوكرانيا](https://www.mogazmasr.com/uploads/images/202502/image_870x_67addb41d1b4c.webp)
أكدت عدة دول أعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، الخميس، أنه لا ينبغي استبعاد أوكرانيا وأوروبا من أي محادثات سلام، خاصة بعد أن نفى وزير الدفاع الأميركي بيت هيجسيث أن تتخلى الولايات المتحدة عن أوكرانيا.
وذكرت وكالة أسوشيتد برس أن ذلك حدث أثناء اجتماع لوزراء دفاع دول الحلف في مقر حلف شمال الأطلسي في بروكسل لمناقشة الملف الأوكراني.
تعيش الحكومات الأوروبية حالة من الارتباك الشديد بعد أن أشارت الإدارة الأميركية الجديدة إلى أنها تخطط لإجراء محادثات مباشرة مع روسيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا دون مشاركة الدول الأوروبية. وفي الوقت نفسه، تؤكد أن كييف لا ينبغي أن تنضم إلى حلف شمال الأطلسي وأن من واجب أوروبا حماية نفسها وأوكرانيا من أي شيء قد تفعله روسيا في المستقبل.
من جانبه، قال وزير الدفاع البريطاني جون هيلي: “لا يمكن إجراء مفاوضات بشأن أوكرانيا من دون مشاركة أوكرانيا، ويجب أن يكون صوت أوكرانيا في مركز كل المناقشات”.
وقال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس: “في رأيي، ينبغي لأوروبا أن تشارك في المفاوضات، وخاصة إذا كان لأوروبا أن تلعب دورا مركزيا أو مهما في نظام السلام”.
وأضاف أن “أوروبا سوف تضطر إلى التعايش بشكل مباشر مع العواقب، وبالتالي لا يوجد سبب يدعوها إلى الحذر بشكل خاص بشأن المشاركة في المفاوضات”. ونفى هيجسيث أن تكون الولايات المتحدة قد خانت أوكرانيا من خلال الدخول في مفاوضات حول مستقبلها دون مشاركة كييف الكاملة.
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأربعاء، بعد محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن والرئيس الأوكراني آنذاك فولوديمير زيلينسكي، إنه “من المحتمل” أن يجتمع مع بوتن قريبا، ربما في المملكة العربية السعودية.
وأضاف هيجسيث “ليس هناك خيانة، بل هناك اعتراف بأن العالم بأسره والولايات المتحدة مهتمان بالتوصل إلى سلام عن طريق التفاوض”.
قال وزير الدفاع الأمريكي إن الحرب في أوكرانيا كانت بمثابة “جرس إنذار” لحلفاء الناتو الأوروبيين لإنفاق المزيد على ميزانياتهم الدفاعية. وقال وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان ليكورنو إن الحكومات والبرلمانات في مختلف أنحاء أوروبا وافقت بالفعل على زيادة مشتريات الأسلحة والميزانيات العسكرية وعرضت على أوكرانيا المساعدة في خوض الحرب مع روسيا.
وحذر ليكورنو من أن مستقبل حلف شمال الأطلسي نفسه أصبح الآن موضع تساؤل. وقال بعد أن أشارت الولايات المتحدة – أكبر وأقوى عضو في الحلف – إلى أن أولوياته الأمنية تكمن في أماكن أخرى، بما في ذلك في آسيا: “تاريخيا، من الصحيح وصف حلف شمال الأطلسي بأنه التحالف الأكبر والأقوى في التاريخ، لكن السؤال الحقيقي هو ما إذا كان هذا سيظل الحال بعد 10 أو 15 عاما”.
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته “مهما كان الاتفاق الذي يتم التوصل إليه بين روسيا وأوكرانيا فإن الأمر الحاسم هو أن تكون معاهدة السلام دائمة وأن يعلم بوتن أن هذه هي النهاية وأنه لا يمكنه مرة أخرى محاولة الاستيلاء على قطعة من أوكرانيا”.
وقال وزير الدفاع السويدي بال جونسون إن الدول الأوروبية قدمت نحو 60 في المائة من الدعم العسكري لكييف العام الماضي وينبغي إدراجها في المفاوضات، خاصة في ضوء المطالب الأميركية بأن تتحمل أوروبا المزيد من المسؤولية عن أمن أوكرانيا على المدى الطويل.
وأكد نظيره الإستوني هانو بيفكور أن الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على روسيا، واستثمر بشكل كبير في الدفاع عن أوكرانيا، ويُطلب منه الآن تحمل تكاليف إعادة بناء الدولة التي مزقتها الحرب.
وأضاف بيفكور “علينا أن نكون هناك، وإلا فإن هذا السلام لن يدوم طويلاً”. المصدر: A.Sh.A