فى ذكرى اغتيال والده.. سعد الحريرى يعلن من بيروت عودة تياره للحياة السياسية

أكد رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سعد الحريري أمام آلاف من أنصاره وسط بيروت، الجمعة، أن تيار المستقبل الذي يتزعمه سيكون صوتهم في الانتخابات والحملات الانتخابية المقبلة في لبنان، وذلك بعد توقفه عن ممارسة نشاطه السياسي لمدة ثلاث سنوات.
وفي كلمة له بمناسبة الذكرى العشرين لاغتيال والده رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، خاطب الحريري أنصاره قائلاً: “إن هذا التيار، تيار المستقبل، وهذا الجمهور، جمهور رفيق الحريري، سيبقون هنا وسيبقون معكم، وسيُسمع صوتكم في كل المجالس الوطنية وفي كل البثوث المستقبلية”.
وهذا أول خطاب سياسي للحريري منذ إعلان تعليق العمل السياسي في لبنان في 24 كانون الثاني/يناير 2022، أعرب فيه عن اعتقاده بأنه “في مواجهة النفوذ الإيراني والفوضى الدولية والانقسام الوطني وتصاعد الطائفية وانهيار الدولة، لا مجال للفرص الإيجابية للبنان”.
وتجمع عشرات الآلاف من أنصار الحريري في وسط بيروت الجمعة لإحياء الذكرى العشرين لاغتيال والده، ودعوه إلى استئناف نشاطه السياسي في ظل المتغيرات الداخلية والإقليمية، وفي مقدمتها الإطاحة بنظام بشار الأسد. ويتهم تيار المستقبل وحلفاؤه النظام بالتورط في اغتيال رفيق الحريري.
في 14 فبراير 2005، توفى الحريري الأب. تعرض لهجوم بقنبلة ضخمة أثناء مرور موكبه أمام فندق سان جورج على الواجهة البحرية في بيروت. أدى ذلك إلى مقتله مع اثني عشر شخصاً آخرين، معظمهم من مرافقيه، بالإضافة إلى الوزير السابق باسل فليحان. وأصيب 226 آخرون.
وفي كلمته اليوم، أعلن الحريري الابن عودة تياره إلى العمل السياسي والمشاركة في الانتخابات المقبلة، وأعرب عن تأييده لخطاب القسم الذي ألقاه رئيس الجمهورية الجديد جوزيف عون، وبيان رئيس الحكومة الجديد نواف سلام.
“قبل عشرين عامًا طالبتم بالعدالة في هذه الساحة وبإرادتكم الحرة طردتم نظام بشار الأسد المجرم من لبنان. وقال الحريري في كلمة أمام الحشود: “بعد عشرين عاماً انتفض الشعب السوري البطل وطرد المجرم من سوريا”، في إشارة إلى انسحاب قوات النظام السوري السابق بعد اغتيال والده في عام 2005.
وأعرب الحريري عن دعمه لإرادة السوريين واستقرار بلادهم وإعادة إعمارها. وقال “إننا نريد أفضل العلاقات المتساوية الممكنة بين الدول مع الاحترام الكامل للسيادة والاستقلال، كما أكدت القيادة السورية الجديدة مراراً”.
وفي كلمته، تناول الحريري الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان، قائلاً: “نحن نقف وراء الجيش وانسحاب الاحتلال الإسرائيلي من كل القرى التي يتواجد فيها”.
وأكد الحريري أن “الجيش سيبذل كل جهد ممكن من أجل فرض التطبيق الكامل لوقف إطلاق النار والقرار 1701، أي انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من كل القرى التي لا يزال موجوداً فيها”.
واعتبر الحريري أن “حل الأزمة الاقتصادية مسؤولية الجميع”، وتحدث عن فرصة ذهبية أتيحت اليوم مع انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة.
وتوجه الحريري إلى سكان جنوب لبنان والبقاع والضاحية الجنوبية معقل حزب الله، الذين كانوا الأكثر تضرراً من الحرب الإسرائيلية الأخيرة، قائلاً: “أنتم شركاء في هذه الفرصة، ولكن عليكم أن تتعاملوا مع كل انطباع حتى الآن بأنكم قوة تعطيل ومضايقة وسلاح”.
وأضاف: أنتم شركاء في بناء الجسور مع أشقائنا العرب وشركاؤنا في إعادة الإعمار. والأهم من ذلك أنهم شركاء أقوياء في استعادة هيبة الدولة، التي وحدها تحمي اللبنانيين بجيشها وقواها الأمنية ومؤسساتها”.
وجدد الحريري دعوته إلى دولة يكون فيها “احتكار السلاح بيد الجيش الوطني والقوى الأمنية الشرعية، والاقتصاد حر ومنتج يوفر العمل والعيش الكريم لكل اللبنانيين، والقضاء مستقل ويطبق القانون ويحمي الحريات الخاصة والعامة”.
وشدد أيضاً على ضرورة العدالة “لإنصاف الجميع، وخاصة الشهداء والجرحى وضحايا الانفجار في مرفأ بيروت”.
وفي إشارة إلى العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة والخطة التي كشف عنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسيطرة على القطاع الفلسطيني وطرد سكانه، قال الحريري: “المشكلة مع رئيس وزراء عدو إسرائيل بنيامين نتنياهو أنه يتهرب من المسؤولية ويهرب من السلام إلى الحرب”.
وأضاف أن المشكلة “مشكلة احتلال وقتل وتهجير لشعب” ولا يمكن حلها على حساب مصر أو الأردن أو المملكة العربية السعودية.
المصدر: وكالات