دراسة تكشف تأثير تناول القهوة يوميًا على صحة الدماغ

منذ 10 ساعات
دراسة تكشف تأثير تناول القهوة يوميًا على صحة الدماغ

قد يبدو لك أن تناول كوب ساخن من القهوة في الصباح سيعطيك طاقة جديدة لليوم التالي، لكن دراسة وجدت أنه قد يؤدي أيضًا إلى انكماش دماغك دون أن تلاحظ ذلك. كشفت الأبحاث التي تبحث في آثار استهلاك الكافيين اليومي على الدماغ عن بعض النتائج المفاجئة. اتضح أن تناول كوب من القهوة يوميًا يمكن أن يقلل من حجم المادة الرمادية في دماغك. ومع ذلك، أشارت دراسات سابقة أيضًا إلى أن القهوة تحمي دماغك بالفعل من العديد من الأمراض التنكسية مثل الزهايمر. فما هو الصحيح إذن؟ .

وتؤكد نتائج الدراسة أن الكافيين يمكن أن يحفز اللدونة العصبية المؤقتة، وهو ما يعتقد الباحثون أنه يتطلب المزيد من التحقيق. الفرق بين المادة الرمادية والمادة البيضاء هو أن المادة الرمادية في الدماغ تعالج الأحاسيس والإدراكات والحركات الإرادية والتعلم واللغة والإدراك. ومن ناحية أخرى، تعمل المادة البيضاء على تسهيل التواصل بين مناطق مختلفة من المادة الرمادية، وبين المادة الرمادية وبقية الجسم. وأظهرت الأبحاث السابقة حول تأثيرات الكافيين على الدماغ نتائج متباينة.

أظهرت الدراسات أن القهوة تتمتع بخصائص عصبية قد تقلل من خطر التدهور الإدراكي والأمراض العصبية التنكسية مثل الخرف والزهايمر ومرض باركنسون والسكتة الدماغية. وتشير دراسة Cureus إلى أن تناول القهوة بشكل يومي يوفر فوائد أعظم، ويرجع ذلك أساسًا إلى أن الكافيين يحجب مستقبلات الأدينوزين في الدماغ. وتظهر مركبات أخرى مثل أحماض الكلوروجينيك أيضًا إمكانات علاجية، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتأكيد التأثيرات الدقيقة للقهوة على صحة الدماغ. وأظهرت الأبحاث السابقة أيضًا أن استهلاك الكافيين قد يرتبط بانخفاض كبير في حجم المادة الرمادية.

تهدف هذه الدراسة التي أجريت عام 2021 إلى التحقيق في آثار الكافيين على حجم المادة الرمادية لدى الشباب الأصحاء. ويريد الباحثون أيضًا معرفة ما إذا كان تأثير الكافيين على المادة الرمادية يرجع إلى تأثيره على النوم، حيث أن الحرمان من النوم أو اضطرابات النوم ترتبط أيضًا بانخفاض حاد في المادة الرمادية.

تم تقسيم عشرين شخصا إلى مجموعات، وعلى مدى فترة 10 أيام، تلقت إحدى المجموعات أقراص الكافيين يوميا، في حين تلقت المجموعة الأخرى أقراص الدواء الوهمي. وفي نهاية الدراسة، تم قياس حجم المادة الرمادية باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI)، وتم قياس نشاط النوم البطيء باستخدام تخطيط كهربية الدماغ (EEG). وتبين أن المادة الرمادية انخفضت بشكل ملحوظ لدى الأشخاص الذين تناولوا الكافيين بعد 10 أيام، في حين لم يكن هناك انخفاض لدى الأشخاص الذين تناولوا الدواء الوهمي. وبالإضافة إلى ذلك، لم تجد الدراسة أيضًا أي فرق في نشاط النوم البطيء بين فترة الدواء الوهمي وفترة الكافيين.

وخلص الباحثون إلى أن انخفاض المادة الرمادية لا علاقة له باضطرابات النوم، بل ربما كان أحد الآثار الجانبية المهمة للكافيين. أثر الكافيين على الفص الصدغي الأيمن، وهي منطقة من الدماغ تشمل الحُصين وهي مسؤولة عن وظائف الذاكرة والإدراك المكاني. وقال مؤلف الدراسة: “نتائجنا لا تعني بالضرورة أن استهلاك الكافيين له تأثير سلبي على الدماغ، ولكن من الواضح أن استهلاك الكافيين اليومي يضعف قدراتنا الإدراكية، ولكن هذا يحتاج إلى مزيد من البحث والتحقيق”.

المصدر: وكالات الأنباء


شارك