عباس أمام القمة الإفريقية : واهم من يعتقد أن بإمكانه تهجير شعبنا والاستيلاء على أرضه
![عباس أمام القمة الإفريقية : واهم من يعتقد أن بإمكانه تهجير شعبنا والاستيلاء على أرضه](https://www.mogazmasr.com/uploads/images/202502/image_870x_67b1acd6b5e53.webp)
أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس رفضه التام لكل الدعوات لطرد الشعب الفلسطيني من وطنه، لأن ذلك من شأنه إبقاء المنطقة في حلقة مفرغة من العنف بدلا من العمل نحو السلام.
وقال معاليه في كلمته أمام القمة الإفريقية الـ38 التي عقدت اليوم السبت في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، إن من يعتقد أنه يستطيع تنفيذ صفقة القرن الجديدة أو طرد الشعب الفلسطيني واستعباد حتى شبر واحد من أرضنا فهو واهم.
وأضاف الرئيس الفلسطيني أن الدعوات لتهجير وطرد الشعب الفلسطيني من أرضه تهدف إلى صرف أنظار العالم عن جرائم الحرب والإبادة والتدمير في قطاع غزة وجرائم الاستيطان ومحاولات ضم الضفة الغربية.
وشدد عباس على أن المكان الوحيد الذي يجب أن يعود إليه مليون ونصف المليون لاجئ في قطاع غزة هو مدنهم وقراهم التي طردوا منها عام 1948 تنفيذا للقرار الأممي رقم 194.
وشدد معاليه على أن ممارسات إسرائيل الاستعمارية تتطلب تحركا عاجلا من المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي قبل أن تنتشر القوى المتطرفة وتعمل على دفن حل الدولتين.
وأكد الرئيس عباس أن التزامنا بالشرعية الدولية والاتفاقيات الموقعة يتطلب إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتنفيذ قراري مجلس الأمن الدولي 242 و338 ومبادرة السلام العربية حتى تتمكن كل شعوب المنطقة من العيش في أمن وسلام وحسن جوار.
وشدد معاليه على أن تحقيق الأمن والاستقرار الدوليين يتطلب مشاركة فعالة للجميع في التحالف العالمي لتطبيق حل الدولتين، وكذلك دعم المؤتمر الدولي للسلام المزمع عقده منتصف يونيو المقبل في الأمم المتحدة، وحشد القوى الدولية من أجل الاعتراف الدولي بدولة فلسطين وحصولها على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة وتنفيذ حل الدولتين على أساس الشرعية الدولية.
ودعا عباس دول الاتحاد الأفريقي إلى المشاركة في مؤتمر الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقيات جنيف في مارس المقبل.
كما أعرب عن تقديره لمواقف كافة الدول في رفض الدعوات لطرد الشعب الفلسطيني من وطنه والتمسك بحقه في أرضه. وشكر الاتحاد الأفريقي ودوله الأعضاء على دعمهم الثابت للشعب الفلسطيني في نضاله من أجل الحرية والاستقلال.
وفيما يلي نص كلمة الرئيس الفلسطيني:
أصحاب السعادة، الضيوف الكرام،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أولاً، نود أن نهنئ فخامة الرئيس جواو لورينسو، رئيس جمهورية أنغولا، على توليه رئاسة الاتحاد الأفريقي في عام 2025 ونتمنى له كل النجاح والازدهار. كما نود أن نشكر فخامة الرئيس محمد ولد الغزواني على رئاسته للدورة الماضية للاتحاد.
وأتطلع إلى لقائكم مرة أخرى نيابة عن الشعب الفلسطيني. ويشعر الشعب في قلوبهم بالتقدير العميق لشعوب وزعماء البلدان الأفريقية، التي نفخر بصداقتها والتي دعمت وتدعم بإخلاص نضالنا العادل من أجل الحرية والاستقلال.
حضرات رؤساء الدول والحكومات الأعزاء،
في الوقت الذي نعمل فيه مع دول العالم ومنظماته الدولية من أجل تحقيق وقف إطلاق النار وتقديم المزيد من المساعدات الإنسانية وتمكين دولة فلسطين من تحمل مسؤولياتها في قطاع غزة ومساعدة النازحين على العودة إلى مناطقهم وتأمين الاحتياجات الحيوية لأهلنا الأصيلين في قطاع غزة والإعداد لإعادة الإعمار، فإننا نتلقى دعوات لطرد شعبنا من أرضه وتهجيره وتقويض سيادة دول أخرى. وتهدف هذه الدعوات إلى صرف أنظار العالم عن جرائم الحرب والإبادة والتدمير في غزة، والجرائم التي يرتكبها المستوطنون وسكانها، وسرقة الأراضي، ومحاولات الضم، والاعتداءات على المقدسات في الضفة الغربية والقدس من قبل قوات الاحتلال وعصابات المستوطنين الإرهابية، بهدف تقويض حل الدولتين وإضعاف السلطة الفلسطينية.
ويعيش في قطاع غزة اليوم مليونان وثلاثمائة ألف فلسطيني، منهم مليون ونصف المليون لاجئ طردوا من أرضهم عام 1948 وتعرضوا لأكثر من خمسين مذبحة على يد العصابات الإرهابية الصهيونية. المكان الوحيد الذي يجب أن يعودوا إليه هو مدنهم وقراهم التي طردوا منها أثناء النكبة. ويأتي ذلك تنفيذاً لقرار الأمم المتحدة رقم 194 الذي ينص على عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى المدن والقرى التي طردوا منها، ويطالب بتعويضهم عن كل الأضرار التي لحقت بهم.
ونؤكد مجددا رفضنا المطلق لكل المطالب التي تهدف إلى طرد شعبنا الفلسطيني من وطنه، الأمر الذي من شأنه أن يوقع المنطقة في حلقة مفرغة من العنف بدلا من خلق السلام. أي شخص يعتقد أنه قادر على تمرير صفقة القرن الجديدة أو طرد شعبنا والاستيلاء على كل شبر من أرضنا يعيش في وهم.
وفي هذا السياق نشيد بموقف كافة الدول التي رفضت الدعوات لطرد شعبنا من وطنه وتمسك بحقه في أرضه، ونثمن عاليا موقف الاتحاد الأفريقي ودوله الأعضاء في هذا الصدد.
وتتطلب هذه الممارسات الاستعمارية الإسرائيلية تدخلا عاجلا من المجتمع الدولي ومجلس الأمن قبل أن تتمكن القوى المتطرفة من نشر هذا العمل الهادف إلى دفن حل الدولتين.
حضرات رؤساء الدول والحكومات الأعزاء،
قضيتنا الفلسطينية قضية عدالة لشعب يسعى للحرية والاستقلال. إن التزامنا بالشرعية الدولية والاتفاقيات الموقعة، بما في ذلك تنفيذ الرؤية القائمة على حل الدولتين، يتطلب إنهاء الاحتلال الإسرائيلي الذي يسيطر بالقوة العسكرية على أرض دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967، وقراري مجلس الأمن 242 و338 وتنفيذ مبادرة السلام العربية حتى تتمكن جميع شعوب المنطقة من العيش في أمن وسلام وحسن جوار. ويأتي ذلك تنفيذاً لرأي محكمة العدل الدولية الذي وجد عدم شرعية الاحتلال وضرورة إنهائه خلال 12 شهراً وفقاً لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، فضلاً عن انعقاد مؤتمر الأطراف السامية المتعاقدة في اتفاقيات جنيف الشهر المقبل. وفي هذه المناسبة ندعو دول الاتحاد الأفريقي للمشاركة في هذا المؤتمر الهام.
حضرات رؤساء الدول والحكومات الأعزاء،
ولتحقيق الأمن والاستقرار الدوليين، لا بد من المشاركة الفاعلة في التحالف العالمي لتطبيق حل الدولتين ودعم المؤتمر الدولي للسلام المقرر عقده في منتصف يونيو/حزيران المقبل في الأمم المتحدة، برئاسة مشتركة بين المملكة العربية السعودية وفرنسا. كما أنها توفر فرصة لحشد الطاقات الدولية من أجل الاعتراف الدولي بدولة فلسطين، والحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وتنفيذ حل الدولتين على أساس الشرعية الدولية.
إن انعقاد القمة الأفريقية تحت شعار “العدالة للأفارقة والأشخاص ذوي الأصول الأفريقية من خلال التعويضات” يعكس التزامكم الصادق بالعدالة كقيمة إنسانية عالمية. وهذا التزام يتجلى في دعمكم المتواصل لشعبنا الفلسطيني الذي لا يزال يعاني من الآثار الوحيدة المتبقية من الاستعمار البغيض الذي عانى منه شعبكم وتحرر منه.
وأخيرا، نود أن نشكر مرة أخرى الاتحاد الأفريقي ودوله الأعضاء على دعمهم الثابت لنضال الشعب الفلسطيني من أجل الحرية والاستقلال ونتمنى لكم النجاح والازدهار في عمل قمتكم ومستقبلا مشرقا للقارة الأفريقية وشعوبها الحرة.
المصدر: وكالات