رئيس الوزراء: الحكومة تسعى إلى توفير بيئة استثمار أكثر جاذبية في مجال البترول والطاقة

منذ 6 أيام
رئيس الوزراء: الحكومة تسعى إلى توفير بيئة استثمار أكثر جاذبية في مجال البترول والطاقة

ترأس رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي، جلسة نقاشية حول “التحول في مجال الطاقة في مصر”، بمقر مجلس الوزراء بالعاصمة الإدارية الجديدة، صباح اليوم الثلاثاء. حضر اللقاء الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، والدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، والدكتور أحمد كوجك وزير المالية، والدكتور كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية، بالإضافة إلى ممثلي ورؤساء تنفيذيين لعدد من شركات الطاقة الإقليمية والدولية العاملة في مصر وهي شركة أبوظبي الوطنية للتوزيع (أدنوك)، وأرسيوس إنرجي، وأكسينز، وكابريكورن إنرجي، وشنايدر، وشيرون، ودراجون أويل، وإنرجيان، وفيرتيجلوب، وهيلينك إنرجي، وهوج إيفي، وسكاتيك، وتيسيان، ويونايتد إنرجي جروب، وفولكان جرين إنرجي، وسيمنز إنرجي، وإكسون موبيل، وهاربور إنرجي، ومبادلة إنرجي، وشيفرون وشل.

وفي بداية اللقاء، رحب رئيس الوزراء بالمشاركين في هذه المائدة المستديرة، التي يشارك فيها عدد كبير من أعضاء الحكومة ورؤساء وممثلي كبرى الشركات العاملة في مصر، بديوان مجلس الوزراء بالعاصمة الإدارية الجديدة، معرباً عن سعادته بهذا اللقاء مع الشركات العاملة في مختلف مجالات قطاع الطاقة. سواء النفط أو الغاز أو الطاقات المتجددة.

وقال إن “هناك اهتماما كبيرا بعقد هذه الطاولة المستديرة”. “لتقديم آراء واتجاهات مختلفة حول مختلف موضوعات الطاقة الحالية والمستقبلية، فضلاً عن استعراض ومناقشة الفرص المتاحة التي يوفرها هذا القطاع الواعد في الدولة المصرية، فضلاً عن عرض خططكم للاستثمار في هذا القطاع خلال الفترة المقبلة.”

وفي هذا السياق، أكد رئيس الوزراء أن الطاقة تعد أحد أهم السبل لتلبية تطلعات الشعوب نحو مستقبل أفضل في مختلف المجالات. ليس هناك شك في أن الطاقات المتجددة على وجه الخصوص هي المستقبل الذي تعتمد عليه مختلف بلدان العالم. ومع ذلك، يبدو أن العالم سوف يظل معتمداً على الوقود التقليدي لفترة طويلة قادمة.

وفي ذات الوقت، أكد رئيس الوزراء أن الدولة المصرية بدأت في إعداد استراتيجية متكاملة ترتكز على عدة محاور وتتوافق مع متطلبات المرحلة الحالية. وبالمحصلة، يتطلب ذلك تلبية الطلب المحلي على المنتجات البترولية من خلال زيادة الإنتاج، وتكثيف برامج الحفر والاستكشاف، وتعظيم استخدام البنية التحتية والطاقة الفائضة في قطاعي التكرير والبتروكيماويات لتوليد القيمة المضافة، وزيادة مساهمة قطاع التعدين في الناتج المحلي الإجمالي.

وأضاف رئيس الوزراء أن الحكومة ملتزمة بخلق بيئة استثمارية أكثر جاذبية في قطاع النفط والطاقة من خلال إقرار حزمة من الإصلاحات الواقعية والشفافة والقابلة للتنفيذ، بما يحقق أهدافنا ويأخذ في الاعتبار مصالح شركائنا. وفي هذا السياق أشار إلى أن هذه الاستراتيجية توفر العديد من الفرص الواعدة للشركات العاملة في قطاع الطاقة وقال: “نحن نعتمد عليكم لزيادة إنتاج مختلف مصادر الطاقة”.

وفي هذا السياق، أشار رئيس الوزراء إلى أن هذه القضية تتطلب تضافر الجهود والتعاون بين الحكومة وممثلي الأعمال لضمان التحول الفعال في قطاع الطاقة، باعتبار التحول في قطاع الطاقة قضية معقدة تتطلب العمل المشترك والتعاون على المستوى العالمي في إطار مناقشات واقعية وشاملة ومتوازنة. وأضاف أن مصر أصبحت مركزا مهما لاستضافة المؤتمرات الدولية الكبرى حيث يجتمع قادة الشركات العالمية في قطاع الطاقة لبحث كيفية تمكين الدول من الاستفادة من مواردها وبنيتها التحتية من خلال شراكة قوية وتعاون وثيق بين مصر وشركائها لتحقيق المنافع المتبادلة في هذا الصدد.

وقال رئيس الوزراء “في هذا السياق، أدعوكم جميعا للمشاركة في مثل هذه المناقشات المثمرة حول مختلف القضايا اليوم”. “إننا بحاجة إلى الاتفاق على السياسات المستقبلية التي تمكننا من مواجهة كافة التحديات التي نواجهها وضمان مستقبل أفضل.”

وواصل رئيس الوزراء حديثه حول قطاع البترول والغاز في مصر، مؤكداً أن الدولة أعطت الأولوية لهذا القطاع. في إطار الجهود الرامية إلى زيادة الإنتاج وتسريع تطوير الاستكشاف، مع التركيز على التقنيات الرقمية الجديدة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي؛ لتسريع الاكتشافات الجديدة وزيادة الإنتاجية.

وفيما يتعلق بجهود التحول في مجال الطاقة والطاقة المتجددة، أشار رئيس الوزراء إلى أن مصر تدرك الخطر المتزايد الذي تشكله ظاهرة تغير المناخ، وتدعم ضرورة اتخاذ إجراءات عالمية جادة لمكافحة آثارها السلبية. وأشار إلى أن فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية أكد خلال مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين أن مصر تدرك الحاجة الملحة للعمل على تكثيف العمل الجماعي والعاجل لمواجهة تحديات تغير المناخ.

وأضاف: “تواصل الحكومة المصرية تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية وتعزيز جهود الدولة نحو الاقتصاد الأخضر من خلال العديد من الجهود والخطوات، بما في ذلك تحسين مناخ الاستثمار ودعم القطاع الخاص لجذب المزيد من الاستثمارات في مشروعات الطاقة النظيفة”.

من جانبه، تحدث كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية عن قدرات مصر كمركز إقليمي لتجارة الطاقة، مشيراً إلى البنية التحتية القوية التي تم بناؤها خلال السنوات الأخيرة في مختلف قطاعات صناعة النفط والغاز.

وفي هذا السياق أوضح الوزير أن استراتيجية وزارة البترول تستهدف الاستفادة من موقع مصر الجغرافي المتميز وبنيتها التحتية المتطورة وتعزيز دورها كمركز إقليمي للطاقة وأن تكون مركزاً لإنتاج الطاقة المتجددة والخضراء، فضلاً عن كونها مركزاً لإنتاج البتروكيماويات. وقال الوزير إن هذه الاستراتيجية سيتم تنفيذها بالتعاون مع الشركاء، مؤكدا عزم الوزارة على تجاوز التحديات المقبلة لضمان نجاحها في هذا الصدد.

وعرض المهندس كريم بدوي نموذج عمل بالشراكة مع الشركات العاملة في مصر، قائلا: “نموذج العمل سيكون مفيدا للطرفين سواء للحكومة المصرية أو للشركات العاملة في قطاع الهيدروكربونات، ونحن نفكر جديا في كيفية تحقيق نموذج عمل جيد ومرضي في هذا الصدد”.

وقال وزير البترول: “إدراكاً منا للأهمية المتزايدة للتكنولوجيا الحديثة في الاستكشاف والحفر، عملنا مع شركائنا على تطبيق أحدث الأساليب التكنولوجية لتعظيم إنتاج النفط والغاز. ونحن مهتمون أيضًا باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي. وقال مخاطبا مديري وممثلي الشركة: “من أجل زيادة كفاءة عمليات الحفر والاستكشاف وتسريع عمليات الإنتاج وخفض تكاليفها، نريد أن نساعدكم في استخدام المزيد من التقنيات التي ستساعد في تمكين الزيادة المرجوة في الإنتاج”.

واستعرضت وزيرة البيئة ياسمين فؤاد جهود الحكومة في مجال تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من خلال تقنيات احتجاز الكربون وتخزينه، قائلة: “لقد حققنا تقدماً كبيراً في هذا المجال، ولكننا ما زلنا بحاجة إلى المزيد من التقنيات والدعم للمساهمة في تحقيق نتائج أفضل في مجال احتجاز الكربون وتخزينه”.

كما استعرض الدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة عدداً من النماذج الهادفة إلى خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في مصانع الأسمدة.

بدورهم، أعرب ممثلو الشركة عن ارتياحهم لهذا اللقاء الذي يوفر فرصة لمناقشة عدد من قضايا الطاقة المهمة بكافة أشكالها المختلفة وإبداء الآراء والمواقف حول القضايا ذات الصلة.

وفي هذا السياق، أكد ممثلو الشركة ثقتهم في السوق المصرية، وأشاروا إلى النجاحات التي حققتها الحكومة المصرية خلال السنوات الأخيرة في حل المشكلات والتغلب على التحديات في قطاع الطاقة، وخاصة في مجال إنتاج النفط والغاز. وأشاروا في ذات الوقت إلى أن هناك العديد من الشركات تعمل في مصر منذ أكثر من مائة عام وترغب في الاستمرار في العمل والاستثمار في الدولة المصرية.

خلال الاجتماع، ناقش ممثلو الشركة قضية دفع الرسوم وأشاروا إلى ضرورة الالتزام بسداد رسوم الشركة بانتظام وفي الوقت المناسب. وهو ما يسمح للشركات بإعادة استثمار هذه الأموال في السوق المصري. وفي الوقت نفسه، تم التأكيد على ضرورة تعزيز التعاون مع الحكومة المصرية لجلب المزيد من التكنولوجيات الحديثة لقطاع النفط والغاز، بما يساهم في زيادة الإنتاج.

واستعرض ممثلو الشركة تجربة شركاتهم في عدد من الأسواق الأخرى التي تم فيها اختبار التقنيات الحديثة والمبتكرة، بما في ذلك تقنيات الذكاء الاصطناعي، وأعربوا عن رغبتهم في تعزيز التعاون مع الحكومة المصرية في هذا المجال. وطالبوا أيضا الحكومة ببناء مرافق تخزين الكربون وزيادة طاقة هذه المرافق في إطار الجهود المبذولة للحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية.

وأشار ممثلو الشركات إلى وجود بعض العوائق التي تمنع انتقال ثاني أكسيد الكربون بين مختلف البلدان وبالتالي أصبح من الضروري تنظيم هذه السياسات على مستوى العالم. وسيتطلب ذلك مراجعة الخطط الرامية إلى تحسين كفاءة الطاقة وخفض استهلاك الطاقة، وخاصة في المباني الحكومية. وأكدوا أن مصر تتمتع بإمكانات هائلة. وتهدف المدينة إلى أن تصبح مركزًا للطاقة المتجددة والهيدروجين، بما يتماشى مع الاتجاهات العالمية نحو الحد من الانبعاثات. وأكد مسؤولو الشركة أيضًا أن مصر لديها فرص كبيرة لتصدير الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة والهيدروجين، وهو ما من شأنه أن يساعد في جلب العملة الأجنبية إلى البلاد.

وفي نهاية اللقاء رحب رئيس الوزراء مجددا برؤساء وممثلي شركات الطاقة وأشاد بعملهم المتميز في مصر. وأكد استمرار الدولة المصرية في التزامها بسداد الرسوم المستحقة عليها في مواعيدها، مشيرا إلى أنه كلف وزير البترول بتقديم تقرير شهري عن موقف سداد هذه الرسوم وفقا للخطط الموضوعة في هذا الشأن.

وفي هذا السياق، أكد رئيس الوزراء: “نعتقد أن الالتزام بسداد هذه الرسوم أمر ضروري لضمان استمرار الاستثمارات، وبالتالي الأنشطة الإنتاجية في مصر”. وأشار في الوقت نفسه إلى استعداد الدولة المصرية لاستخدام التقنيات المختلفة التي من شأنها تحسين أنشطة الاستكشاف وزيادة الإنتاج.

وأعرب رئيس الوزراء عن رغبته في لقاء مجددا في محادثات ثنائية مع رؤساء وممثلي الشركات العاملة في قطاع الطاقة المصري. ووجه وزير البترول بترتيب هذه اللقاءات، معرباً عن أمله في أن يتم منحهم جولة مجانية في العاصمة الإدارية الجديدة.

المصدر: بيان منشور على موقع مجلس الوزراء


شارك