شيخ الأزهر يدعو لوقف خطابات الكراهية وتعزيز وحدة الصف الإسلامى

سماحة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب أكد الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف أن الأمة الإسلامية تواجه تحديات خطيرة تهدد وجودها وتعرضها لخطر الفناء والدمار. وأشار إلى أن العديد من هذه التهديدات أصبحت واضحة بالفعل، لكن تأثيراتها المستقبلية لا تزال غير معروفة.
وأكد شيخ الأزهر خلال كلمته في مؤتمر الحوار الإسلامي الإسلامي الذي عقد اليوم الأربعاء في مملكة البحرين تحت رعاية الملك حمد بن عيسى ويستمر حتى يوم غد، ضرورة وضع حد لخطاب الكراهية والصراع والعمل على تعزيز قيم المحبة والسلام، داعياً الجميع إلى لقاء بعضهم البعض بقلب نقي وسواعد ممدودة بالتعاون والأخوة.
وأشار إلى أن أوروبا قادرة على تشكيل اتحاد يحافظ على هويتها ويحقق النمو الاقتصادي رغم الاختلافات العرقية والتعدد اللغوي. وتساءل: إذا كان غير المسلمين قد نجحوا في التغلب على عوائق الوحدة، فلماذا لا يتمكن المسلمون من تحقيق الوحدة على أساس القواسم التاريخية والثقافية والجغرافية والدينية المشتركة؟
وأكد أن القضية الفلسطينية تبقى الدليل الأوضح على معاناة الأمة الإسلامية، محذرا من تصاعد محاولات تهجير الفلسطينيين ومصادرة أرضهم، وأشاد بالموقف الموحد والمشرف للدول العربية والإسلامية في رفض الظلم والعدوان على غزة.
فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب وأشار شيخ الأزهر أحمد الطيب إلى أن الانقسام بين أبناء الأمة الإسلامية يمثل خطراً داهماً يهدد وحدة المسلمين، مشيراً إلى أن هناك جهوداً تاريخية بذلت منذ عقود لتوحيد المذاهب، لكنها على أرض الواقع لم تنفذ بالشكل المطلوب.
وقال إنه بين عامي 1949 و1957 أصدرت دار التقريب في القاهرة، بإشراف الأزهر الشريف، مجلة «رسالة الإسلام» في تسعة مجلدات، تتضمن مقالات لعلماء الأزهر ومراجع شيعية إمامية مهمة، بهدف إرساء ثقافة التقارب والوحدة الإسلامية.
وأضاف أن قضية التقارب كانت في أذهان العلماء منذ عقود ويريدون تذكير الناس بها في المجتمعات الإسلامية المختلفة، لكنها لا تزال تناقش وكأنها لم تحدث من قبل. المشكلة أن النقاشات تقتصر على مجرد جدل نظري دون تطبيق عملي في واقع المجتمعات الإسلامية.
تحدث الإمام الأكبر شيخ الأزهر عن جذور الصراع بين السنة والشيعة. وأوضح أن هذا الصراع ربما يعود إلى القرنين السابع والثامن الميلاديين ويستمر حتى يومنا هذا بسبب استغلال بعض القوى السياسية له. وأكد أن هذا الصراع يتم استغلاله بشكل خطير لتدمير وحدة الأمة الإسلامية.
وأشار إلى أن كثيراً من علماء السنة والشيعة ومنهم الزيديين أكدوا أن الخلاف حول الإمامة لا يعني كفر أحد الفريقين، بل هو اختلاف في الرأي لا ينبغي أن يكون سبباً للفرقة والفتنة. وأشار إلى أن بعض مراجع الشيعة المعاصرين أصدروا فتوى مفادها أن الإمامة ليست من شروط الإسلام، بل هي من شروط التشيع، مما يعني أن الخلاف عليها لا يحتاج إلى خلاف عقائدي.
ودعا شيخ الأزهر إلى ترك الصراع الطائفي والدفاع عن مصالح الأمة الإسلامية. وقال: يجب على الشيعة أن يبقوا على مبدأ الإمامة، وعلى أهل السنة أن يبقوا على مبدأ الخلافة. ولكن يجب على كل واحد منهم أن يظل ملتزماً بمبدأ حماية الدين والوطن والشعب”. وشدد على أن موجات الصراع بين المسلمين يجب أن تختفي مع مرور الوقت وألا تتكرر.
المصدر: A.Sh.A