رئيس الوزراء: جار إعداد خطة لإعادة إعمار غزة بمشاركة جامعات مصرية ومكاتب استشارية

منذ 2 أيام
رئيس الوزراء: جار إعداد خطة لإعادة إعمار غزة بمشاركة جامعات مصرية ومكاتب استشارية

رئيس الوزراء الدكتور وأكد مصطفى مدبولي أنه يتم بالفعل إعداد الإطار العام لرؤية إعادة إعمار قطاع غزة. وبمشاركة عدد كبير من الجامعات المصرية وعدد من مكاتب الاستشارات، يتم تسليط الضوء على الإمكانيات العملية لإعادة الإعمار من الناحية الفنية والهندسية، فضلاً عن الخبرة الكبيرة التي تمتلكها الدولة المصرية في هذا الصدد، استناداً إلى المشروعات العديدة التي تم تنفيذها في مصر في مجالات التنمية.

وأشار رئيس الوزراء خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده عقب اجتماع الحكومة الأسبوعي اليوم الأربعاء، إلى أن فترة الثلاث سنوات تعتبر مدة مقبولة لإعادة إعمار وتأهيل قطاع غزة، وتنفيذ الأعمال المختلفة لجعله أفضل مما كان عليه قبل بدء الحرب. وأكد أن هذا التقدير جاء بناء على الواقع العملي والفعلي على الأرض وتم تنفيذه.

وأشار إلى أن الشركات المصرية والعربية والعالمية العاملة في منطقة الشرق الأوسط لديها المهارات والقدرات اللازمة لتنفيذ أعمال إعادة الإعمار في قطاع غزة خلال المدة المحددة بثلاث سنوات.

وأشار مدبولي إلى اجتماعه الأخير مع رئيس الوزراء الفلسطيني، والذي تم خلاله عرض العديد من الدراسات الفنية والهندسية التي قدمتها العديد من المؤسسات الدولية، وفي مقدمتها البنك الدولي، للدولة المصرية والتي توضح مراحل جهود إعادة الإعمار. وأشار إلى أن هذه الدراسات التي نفذتها مؤسسات دولية والسلطات المصرية، ستأتي في إطار الرؤية الشاملة التي تعدها مصر لإعادة إعمار قطاع غزة.

وتعليقاً على لقائه مع رئيس دولة فلسطين محمود عباس (أبو مازن)، قال مدبولي: “كلفني الرئيس الفلسطيني وسلمني رسالة شخصية منه ومن الشعب الفلسطيني بأكمله، يعبر فيها عن امتنانه وتقديره للرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية والشعب المصري بأكمله على موقف مصر التاريخي في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، خاصة في هذا الوقت الحرج”. وقال إن هذا ليس جديدا بالنسبة لمصر، وإن مصر كانت دائما الداعم الرئيسي للشعب الفلسطيني.

وأضاف مدبولي: “ناقشنا خلال اللقاء الوضع الراهن على الأرض وآليات الجهود المبذولة للحفاظ على وقف إطلاق النار، وكذلك تفاصيل إعادة إعمار قطاع غزة، والرؤية الخاصة بهذا الأمر وكيفية تنفيذه بإذن الله خلال الفترة المقبلة”.

وأشار رئيس الوزراء إلى لقائه مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، الذي أكد أيضاً تقديره واحترامه لموقف مصر وجهودها الداعمة على المستويين السياسي والإنساني، وكذلك تقديم المساعدات والدعم للشعب الفلسطيني وقطاع غزة في هذه المرحلة.

وفي سياق متصل، قال: “أتابع يوميا عدد الجرحى الذين يدخلون من غزة للعلاج في مصر، ومنذ وقف إطلاق النار أصبح عددهم في تزايد”. وهذا هو الدور الذي تلعبه مصر دائماً وسنستمر في ذلك ولن نتسبب في أي تأخير في هذا الأمر. “كما انطلق هذا الأسبوع قافلة جديدة لصندوق تحيا مصر لدعم إخواننا في قطاع غزة.”

وأشار رئيس الوزراء إلى الجهود الدبلوماسية المصرية بشأن القضية الفلسطينية، مشيراً في هذا السياق إلى استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي لرئيس الكونجرس اليهودي العالمي، فضلاً عن الأهمية الكبرى لهذه الزيارة التي سلطت الضوء على قضايا عديدة، وفي مقدمتها حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وهو أحد الثوابت الأساسية للأمتين العربية والإسلامية والمجتمع الدولي بشكل عام.

وأشار مدبولي إلى انعقاد الاجتماع الرابع للتحالف الدولي لتطبيق حل الدولتين في القاهرة، بحضور المفوض العام للأونروا ومنسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار.

وأشار إلى أنه تم الإعلان عن موعد انعقاد القمة العربية المصغرة. وستعمل القمة على التحضير للقمة العربية التي ستعقد في الرابع من مارس/آذار المقبل، والتي ستتضمن رؤية شاملة لإعادة إعمار قطاع غزة خلال الفترة المقبلة.

وعن مشاركته في قمة الاتحاد الأفريقي في إثيوبيا نيابة عن الرئيس السيسي، قال رئيس الوزراء إنه عقد عدة لقاءات ثنائية مع العديد من القادة الأفارقة، الذين أشادوا بدورهم بعمق العلاقات المصرية مع دولهم، والانفتاح الكبير الذي شهدته مصر في الآونة الأخيرة، وعودتها القوية لأفريقيا، خاصة منذ تولي الرئيس السلطة. وأشاروا أيضاً إلى أن مصر تعود إلى أفريقيا بقوتها الناعمة في العديد من المجالات. وعلى وجه الخصوص، حظي أداء الشركات المصرية العاملة في قطاعي التشييد والبناء وخاصة في القطاع الصناعي في هذه الدول، سواء كانت خاصة أو مملوكة للدولة، بإشادة كبيرة. والحمد لله أن عودة الدولة المصرية إلى القارة الأفريقية تسير بشكل جيد للغاية.

وتابع: عقب قمة الاتحاد الأفريقي في مصر، عقدت لقاءات أيضًا مع عدد من رؤساء الدول والحكومات الأفريقية، ومن المتوقع إجراء المزيد من اللقاءات والزيارات، إما من رئيس جمهورية زامبيا أو من رئيس جمهورية أنجولا، بحكم منصبه رئيسًا لدولة الاتحاد الأفريقي.

كما ذكر رئيس الوزراء حدثًا آخر؛ تنظم مؤتمر ومعرض مصر الدولي الثامن للطاقة “إيجبس 2025” والذي تشرف بحضور ورعاية الرئيس السيسي والذي يحمل هذا العام شعار “بناء مستقبل آمن ومستدام للطاقة” وتشرف بحضور رئيس قبرص. وأشار إلى أنه تم في إطار المؤتمر توقيع عدد من مذكرات التفاهم مع الجانب القبرصي، وعلى وجه الخصوص اتفاقيات السماح بتصدير الغاز من الحقول القبرصية إلى مصر واعتبارها مركزاً لتسييله وإعادة تصديره، وهو ما يؤكد مكانة مصر كمركز إقليمي للطاقة وتسييل الغاز في شرق المتوسط.

وفي الوقت نفسه، أشار مدبولي إلى أنه تم توقيع اتفاقية أخرى بين وزارة البترول المصرية ووزارة الطاقة السعودية. ولإعداد خطة تنفيذية في مجال استخدام الطاقة، نشير إلى كلمة الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود وزير الطاقة السعودي. وهذا لا يحتاج إلى تعليق، فهو أكد على الأخوة وعمق العلاقات التي تجمعنا بالمملكة العربية السعودية، وما نشهده من تنسيق المواقف في مختلف المجالات، وأيضاً في الفترة المقبلة.

وفي هذا السياق، أوضح رئيس الوزراء أنه التقى وزير الطاقة السعودي على هامش الجلسة الرئيسية لمؤتمر “إيجبس 2025″، حيث ناقشنا مشروعات الربط الكهربائي بين مصر والسعودية، فضلاً عن العديد من مشروعات التعاون الأخرى في هذا المجال.

وأشار مدبولي إلى اللقاء الذي عقده مع رؤساء الشركات العالمية المتخصصة في قطاع الطاقة والذين شاركوا في المؤتمر. وأشار إلى أن الرئيس السيسي التقى في يوم المؤتمر مع الرئيس التنفيذي لشركة إيني الإيطالية للنفط، كما التقى أيضاً بعدد آخر من رؤساء الشركات العالمية العاملة في قطاع النفط والطاقة. وأكد الرئيس التنفيذي لشركة إيني، استئناف العمل بقوة في تنمية حقل ظهر، فضلاً عن تكثيف العمل في المشاريع الأخرى التي تشارك فيها الشركة.

وأوضح رئيس الوزراء أن رئيس مجلس إدارة الشركة أكد – بما في ذلك لرئيس الجمهورية – أن هناك تطورات كبيرة ستشهدها قطاعات الطاقة في مصر خلال العامين المقبلين. ويأتي ذلك استناداً إلى تقديرات الشركة ذاتها، والدراسات التي أجرتها على مناطق الاستكشاف والامتياز التي استحوذت عليها. وأشار إلى أن تصريح الرئيس التنفيذي للشركة الإيطالية أكده أيضا رؤساء شركات الطاقة الذين التقى بهم أمس في طاولة مستديرة بمقر مجلس الوزراء. وتحدث مدبولي بعد ذلك عن زيارة رئيس الوزراء الكرواتي والوفد المرافق له أمس، وكذلك انعقاد المنتدى الاقتصادي المصري الكرواتي، والمحادثات الثنائية التي سبقته، حيث جرى خلال هذه المحادثات التشاور حول العديد من القضايا الهامة. وأشار إلى أنه سواء تعلق الأمر بالأزمة الروسية الأوكرانية أو أزمة الشرق الأوسط أو الأحداث في قطاع غزة، كان هناك اتفاق كامل خلال المحادثات بشأن الخطوات التي اتخذتها مصر وكرواتيا في هذا الصدد. وأضاف أن أحد أهم ما أعلنه رئيس الوزراء الكرواتي خلال الزيارة هو استعداد بلاده لقبول العمالة المصرية المدربة. وشهد رئيس الوزراء الكرواتي أن العمال المصريين في بلاده من بين الجنسيات العشر الأكثر تمثيلا في كرواتيا وأن بلاده ترحب باستقبال عدد أكبر منهم. كما تم الاتفاق على مشاريع أخرى في مجالات السياحة والصناعة في المستقبل.

وقال رئيس الوزراء: “التقيت رئيس مجموعة مستشفيات سان دوناتو الإيطالية، أكبر مجموعة متخصصة في قطاع الصحة في إيطاليا وخامس أكبر مجموعة في القارة الأوروبية تعمل على إنشاء وإدارة المستشفيات”.

وأضاف: “بحثت مع رئيس المجموعة الإيطالية إمكانيات التعاون المشترك في مجال تقديم الخدمة الصحية بالشراكة بين الدولة والقطاع الخاص”. واتفقنا على بناء مستشفى عالمي المستوى في القاهرة كمقدمة لاستثمارات المجموعة في مصر خلال الفترة المقبلة، حيث التزمت المجموعة باستثمارات تبدأ من 100 مليون دولار. الهدف من إنشاء هذا المستشفى هو تقديم خدمات طبية متميزة. وأشاد رئيس المجموعة بكفاءة الكوادر الطبية والأطباء المصريين، وقال إن المستشفى الجديد سيقدم أعلى مستوى من الرعاية الطبية للمصريين والأجانب من سكان المنطقة المحيطة.

وتطرق مدبولي إلى عدد من المؤشرات الاقتصادية الرئيسية، ومنها انخفاض معدل البطالة إلى 6.4% في الربع الرابع من عام 2024. وقال: “كل المؤشرات مهمة، ورغم الأزمة الاقتصادية، فإن تركيزنا على خلق فرص العمل، خاصة في مواجهة النمو السكاني، مؤشر جيد، وهو ما انعكس في انخفاض معدل البطالة”.

وأضاف رئيس الوزراء: كانت هناك أيضًا اجتماعات مستمرة مع اللجان الاستشارية الملحقة بمجلس الوزراء، حيث كان هناك اجتماع مع مجموعة وزراء التصدير العقاري والتنمية العقارية، وتم الاتفاق على عدد من الخطوات التنفيذية التي سنعمل عليها معًا في الفترة المقبلة، بهدف تعظيم العائد من التصدير العقاري وجذب جنسيات مختلفة للاستثمارات العقارية في الدولة المصرية، وبالفعل هناك خطوات تم الاتفاق عليها في هذا الشأن، كما كان هناك أيضًا اجتماع مشترك بين مجلس تنسيق السياسة النقدية والمالية واللجنة الاستشارية الاقتصادية الكلية، وتم الاتفاق أيضًا على عدد من الرؤى والخطوات والسيناريوهات في ضوء التحديات التي تواجهنا والعالم أجمع.

واختتم رئيس الوزراء حديثه بالحديث عن ملف السلع ومدى توفرها في الأسواق، قائلاً: بالإضافة إلى ذلك هناك مراقبة على مدار 24 ساعة لموضوع الأسواق والسلع وتوفيرها قدر الإمكان. افتتحنا معرض (أهلا رمضان) في محافظة القاهرة واليوم إن شاء الله نفتتح المعرض في محافظة الجيزة. افتتحنا حتى الآن أكثر من 120 معرضاً تحت شعار (أهلاً رمضان) على مستوى الجمهورية، كما وزعنا أكثر من 220 سوقاً يومياً بجميع المحافظات. ولحسن الحظ بدأت هذه المبادرة تلقى القبول والنجاح وزاد عدد أسواقها إلى 220 سوقاً. وهذا بالإضافة إلى ما تم الاتفاق عليه مع سلاسل التجزئة الكبرى لإقامة ركن فيها لمبادرة (أهلاً رمضان). وسيتم طرح السلع والمنتجات ضمن المبادرة خلال الفترة المقبلة بالأسعار والخصومات المتفق عليها.

المصدر: A.Sh.A


شارك