خلال مأدبة غداء .. السيسى يؤكد العلاقة التاريخية مع أسبانيا
التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، جلالة الملك فيليبي السادس، في إطار زيارته الرسمية إلى إسبانيا. من اسبانيا معا.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئيس الجمهورية السفير محمد الشناوي، أن جلالة الملك فيليبي رغب في بداية اللقاء في الترحيب بالرئيس السيسي ضيفاً عزيزاً في إسبانيا. وأعرب عن اعتزاز بلاده بالعلاقات والروابط التاريخية التي تجمع البلدين والشعبين الصديقين، وعن أمله في أن تؤدي الزيارة إلى مزيد من التعاون في مختلف المجالات والبناء على الزخم الذي شهدته العلاقات الثنائية في السنوات الأخيرة. كما أعرب جلالة الملك فيليبي عن تقدير إسبانيا لدور مصر وجهودها المهمة باعتبارها حجر الزاوية في تحقيق الاستقرار والأمن في منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف السفير محمد الشناوي أن الرئيس السيسي أعرب عن شكره لحفاوة الاستقبال. وأكد السيسي للملك الإسباني تقدير مصر الكبير لبلاده وقيادتها وشعبها، وحرصها على تعزيز التعاون بين البلدين، خاصة في مجالات الاقتصاد والاستثمار. كما أنه يسعى إلى تعزيز التنسيق السياسي، وهو ما يتجسد في رفع العلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية. وقد شكل هذا بداية مرحلة جديدة من التعاون المكثف والوثيق في مختلف المجالات. وأكد استعداد الحكومة المصرية لتقديم كافة التسهيلات اللازمة لضمان نجاح الشركات الإسبانية في مصر وتذليل أي عقبات قد تواجهها.
وأشار المتحدث الرسمي إلى أن الرئيس السيسي أشاد بالموقف الإسباني التاريخي الداعم للقضية الفلسطينية، وشدد على ضرورة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتبادل الأسرى والمعتقلين، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة لإنهاء المأساة الإنسانية التي يعاني منها أبناء القطاع. وبالإضافة إلى ذلك، يجب أن تبدأ أعمال إعادة الإعمار في القطاع دون طرد الفلسطينيين أو مغادرة أراضيهم. كما أنه من الضروري أن يواصل البلدان جهودهما لضمان احترام حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، لأن هذا هو السبيل الوحيد لضمان السلام الدائم في المنطقة.
وأوضح المتحدث الرسمي أن الرئيس السيسي وجه الدعوة لجلالة ملك وملكة إسبانيا لزيارة مصر وحضور حفل افتتاح المتحف المصري الكبير. جلالة الملك فيليبي السادس. وأعرب عن رغبته في قبول الدعوة وزيارة مصر في أقرب فرصة.
فيما يلي نص كلمة الرئيس خلال الغداء الرسمي الذي أقامه الملك فيليبي السادس. إسبانيا على شرفه، وحضره أيضًا جلالة الملكة ليتيزيا ملكة إسبانيا، وبيدرو سانشيز، رئيس الوزراء الإسباني، بالإضافة إلى كبار رجال الدولة الإسبان:
“جلالة الملك/ فيليبي السادس…” ملك مملكة اسبانيا الصديقة جلالة الملكة ليتيزيا…. ملكة اسبانيا الطيبة، معالي رئيس الوزراء الإسباني، سيداتي وسادتي،
اسمحوا لي أن أتوجه بالشكر والتقدير للجانب الإسباني على حفاوة الاستقبال والضيافة الكريمة التي حظيت بها منذ وصولي إلى مملكة إسبانيا، في زيارتي الثانية لبلدكم الصديق الذي تربطنا به علاقات تاريخية على المستوى الحكومي والشعبي. وأغتنم هذه الفرصة لأؤكد من جديد رغبتي في استقبال جلالة الملك والملكة الإسبانيين في زيارة رسمية إلى مصر في أقرب وقت ممكن، كما أتطلع إلى استقبال جلالتهما في مصر لحضور حفل افتتاح المتحف المصري الكبير، المقرر في يوليو 2025.
صاحب الجلالة، صاحب الجلالة، الضيوف الكرام،
وتأتي زيارتي اليوم في وقت تشهد فيه علاقاتنا الثنائية تطوراً كبيراً. وأكدت لقاءاتي اليوم مع جلالة الملك ورئيس الوزراء الإسباني وجود التزام مشترك ورغبة في تعزيز وتعميق كافة جوانب العلاقات الثنائية، وهو ما انعكس في التوقيع اليوم على الإعلان المشترك لرفع العلاقات بين بلدينا إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية. وفي هذا السياق، أؤكد التزامنا بالعمل معًا في تنفيذ كافة جوانب شراكتنا الاستراتيجية، وخاصة فيما يتصل بتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، مع الأخذ في الاعتبار الفرص والقدرات التي يتمتع بها البلدان.
ضيوفنا الأعزاء، ولا يسعني إلا أن أشير إلى الأزمات والتحديات غير المسبوقة التي تواجه منطقة الشرق الأوسط. وفي هذا السياق، أود أن أشكركم على موقف إسبانيا المشرف والتاريخي في دعم القضية الفلسطينية، وأؤكد التزام مصر بمواصلة العمل مع مملكة إسبانيا الصديقة لإيجاد حل عادل ودائم للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وفي هذا السياق، أؤكد على أملنا في أن تواصل إسبانيا الدعوة إلى التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإفراج عن الرهائن والسجناء، وإتاحة الوصول الإنساني إلى قطاع غزة من أجل معالجة الكارثة الإنسانية غير المسبوقة في قطاع غزة. وبالإضافة إلى ذلك، من الضروري البدء فوراً بإعادة إعمار قطاع غزة دون تهجير سكان القطاع، ووقف الممارسات العدوانية ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية.
وأود أن أؤكد هنا أننا نسعى إلى السلام الدائم ونتطلع إلى أن يقوم الرئيس ترامب بالدور الذي نتوقعه منه في تحقيق هذا الهدف الذي طال انتظاره وهو إقامة الدولة الفلسطينية جنباً إلى جنب مع إسرائيل، ونتمنى التعايش السلمي بين جميع شعوب منطقة الشرق الأوسط.
وفيما يتعلق بالوضع في سوريا، فإننا نؤكد على أهمية إطلاق عملية سياسية تشارك فيها جميع أطياف الشعب السوري، ويجب أن تنتهي في أقرب وقت ممكن باعتماد دستور للبلاد وإجراء الانتخابات. وفي الوقت نفسه فإننا نرفض احتلال أراضي هذا البلد الشقيق من قبل إسرائيل أو أي دولة أخرى.
كما نتطلع إلى إنهاء الصراعات والأزمات التي يعيشها عالمنا حالياً، سواء في السودان أو ليبيا أو اليمن أو في أي مكان آخر، وكذلك الحرب في أوكرانيا، بالطرق السلمية، وبما يحفظ سيادة هذه الدول ومقدرات شعوبها.
صاحب الجلالة، صاحب الجلالة، الضيوف الكرام، وأود أن أعبر مرة أخرى عن امتناني وتقديري للضيافة الكريمة وأكرر رغبتي في مواصلة جهودنا لتعميق التعاون والتنسيق بين بلدينا. شكرًا لك”.
