في مائدة مستديرة .. السيسى يؤكد أهمية دعم التعاون الاقتصادى مع إسبانيا
على هامش زيارته الرسمية إلى مملكة إسبانيا، شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم في مائدة مستديرة مع ممثلي مجتمع الأعمال ورؤساء الشركات الإسبانية الكبرى بحضور عدد من كبار السياسيين الإسبان.
وصرح المتحدث الرسمي باسم الرئيس بأن الرئيس أكد خلال الفعالية على أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري بين مصر وإسبانيا.
وأعرب الرئيس أيضاً عن تقدير مصر للدور المهم والناجح الذي تقوم به الشركات الإسبانية الكبرى العاملة في عدد من القطاعات الهامة بمصر.
ودعا الرئيس الشركات الإسبانية إلى زيادة حجم استثماراتها والاستفادة من المزايا والفرص الاستثمارية المتاحة في مصر، خاصة في القطاعات ذات الاهتمام المشترك.
وفيما يلي نص كلمة الرئيس السيسي في افتتاح المائدة المستديرة:
بسم الله الرحمن الرحيم
عزيزي الوزراء…
سيداتي وسادتي، ممثلي مجتمع الأعمال الأعزاء.
ضيوفنا الأعزاء،
أود في البداية أن أعرب عن سعادتي بلقائكم اليوم بمناسبة زيارتي لمملكة إسبانيا الصديقة، لاسيما وأن الاقتصاد والتجارة والاستثمار تشكل أولوية قصوى في العلاقات الثنائية بين البلدين.
وأود أن أشير إلى أنه تم اليوم التوقيع على البيان المشترك الذي يهدف إلى رفع العلاقات الثنائية إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، وهو ما سيعطي دفعا إضافيا للعلاقات الطيبة بين بلدينا في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية. واتفقنا أيضًا على إقامة حوار اقتصادي مشترك لزيادة الاستثمارات الإسبانية في مصر وزيادة التجارة بين البلدين.
وفي هذا السياق أؤكد على أهمية دور المجلس الاقتصادي المشترك بين البلدين وضرورة تفعيل وتكثيف أعماله وأنشطته بما يجسد الشراكة الاستراتيجية بين البلدين. ومن المقرر عقد اجتماع في القاهرة في عام 2025، تزامنا مع الزيارة المقبلة لجلالة الملك إلى مصر، وذلك في إطار تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية الثنائية والترويج لمصر كوجهة للاستثمار الإسباني المباشر. ونتطلع أيضاً إلى أن يوفر اجتماع المجلس الاقتصادي المشترك في القاهرة فرصة للإعداد لمؤتمر استثماري مصري إسباني يعقد على هامش القمة المصرية الإسبانية المقبلة.
ضيوفنا الأعزاء،
ولا يسعني خلال تواجدي في هذا المنتدى الهام إلا أن أعرب عن خالص امتناني لمجتمع الأعمال الإسباني على دعمه لعملية التنمية الاقتصادية في مصر. ونحن نعتقد أن مشاركة الشركات الإسبانية الكبرى في مختلف المشروعات الاستثمارية في مصر، وخاصة في مجالات البنية التحتية والنقل، خطوة إيجابية للغاية يجب البناء عليها. وأود أيضًا أن أسلط الضوء على قضية تشكل أولوية قصوى بالنسبة لنا ونحتاج إلى مساعدتكم لتحقيقها. ويتضمن ذلك توطين الصناعات وتحقيق أقصى زيادة ممكنة في الحصة المحلية في مختلف القطاعات، بما في ذلك القطاعات التي تعمل فيها الشركات الإسبانية في مصر.
سيداتي وسادتي،
وكما تعلمون فإن الحكومة المصرية تبذل قصارى جهدها لجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وخاصة من إسبانيا. ويرجع ذلك في المقام الأول إلى الفرص والإمكانات التي تجعل من مصر سوقاً واعداً للاستثمار الأجنبي. تتمثل هذه المزايا في الموقع الجغرافي الاستراتيجي والتوسع الهائل في البنية التحتية خلال السنوات العشر الأخيرة (الطرق والسكك الحديدية والموانئ والمطارات). يضاف إلى ذلك الموارد الطبيعية الوفيرة التي تتمتع بها مصر، وتوافر العمالة الشابة والماهرة، والحوافز التي تقدمها الحكومة المصرية للمستثمرين، وتنوع مجالات الاستثمار، والإصلاحات القانونية التي تنفذها الحكومة لتحسين بيئة الأعمال في مصر. يضاف إلى ذلك أن السوق المصري يعتبر أكبر سوق في المنطقة وبوابة للأسواق العربية والإفريقية خاصة مع اتفاقيات التجارة الحرة ذات الصلة التي تم إبرامها لتعزيز الصادرات وتسهيل التجارة.
وفي هذا السياق، أدعوكم جميعا للاستفادة من فرص الاستثمار المتعددة في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وخاصة في مجالات الطاقة المتجددة والخضراء، وخاصة في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر، حيث نأمل في إقامة شراكة استراتيجية مع الجانب الإسباني لتلبية احتياجات الاتحاد الأوروبي في هذا المجال.
كما يمكنكم استكشاف فرص الاستثمار في قطاعات تصنيع السيارات والأدوية واللوجستيات وغيرها، مع الأخذ في الاعتبار الموقع الجغرافي واللوجستي الممتاز للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، ما يجعلها مركزاً لإنتاج وإعادة تصدير المنتجات إلى العديد من دول العالم، وخاصة تلك التي تربطنا بها اتفاقيات تجارة حرة.
وأؤكد هنا على انفتاحنا الكامل للتعاون مع المستثمرين والصناعيين الإسبان الراغبين في العمل في مصر، بغض النظر عن شكل وإطار هذا التعاون. وعلى سبيل المثال، نحن مستعدون لاستكشاف إمكانية إقامة شراكات اقتصادية، وخاصة في قطاعات التصنيع، وكذلك في مجالات الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم، والطاقة، وتحلية مياه البحر، والزراعة، وتربية الأسماك، والأسمدة، والمنسوجات، وأحواض بناء السفن البحرية، والاتصالات، والسياحة.
وأخيرًا، أود أن أشكر الجانب الإسباني على تنظيم هذا اللقاء، الذي سيساهم في تعميق العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين بلدينا. وأتطلع إلى أن يكون هذا اللقاء فرصة للتعرف على رؤيتكم لتعزيز الاستثمار الإسباني في مصر وتحديد أي عقبات حتى نتمكن من النظر في سبل التغلب عليها، مما يساعد على تعظيم المصالح المتبادلة والاستفادة القصوى من الفرص المتاحة.
شكرا لكم مرة أخرى وأتطلع إلى مناقشة مثمرة معكم.
المصدر: تصريح لرئيس الجمهورية
