النائب العام يلقى كلمة خلال احتفالية إطــلاق “استراتيجية النيابة العامة للتدريب”

منذ 23 ساعات
النائب العام يلقى كلمة خلال احتفالية إطــلاق “استراتيجية النيابة العامة للتدريب”

خلال الحفل الذي حضره رئيس الوزراء د. وفي اجتماع حضره الدكتور مصطفى مدبولي مساء الخميس لإطلاق “استراتيجية تدريب أعضاء النيابة العامة” بحضور عدد من الوزراء وعدد من وكلاء النيابة العرب ومجموعة من القضاة ورؤساء الهيئات والجهات القضائية، ألقى النائب العام المستشار محمد شوقي كلمة رحب فيها أولاً برئيس مجلس الوزراء والوزراء الحاضرين ووكلاء النيابة العرب من دول فلسطين ومملكة البحرين والسودان ورئيس محكمة النقض البحرينية والسادة القضاة المصريين ورؤساء الهيئات والجهات القضائية.

وقال النائب العام في بداية كلمته: “قبل أن أقف أمامكم اليوم وأتأمل هذا المشهد الرائع الذي كنت أعتبره حلماً وهدفاً، خطرت في بالي فكرة أن أتوقف وأبحث عن الأسباب البعيدة والواقعية التي أدت إلى حدوثه وجعلته واقعاً”. وأشار إلى أن الرؤية والتخطيط والتنفيذ والمتابعة ـ بفضل الله أولاً وأخيراً ـ كانت بلا شك جانباً مباشراً وراءها، إلا أن السبب الأبعد كان لابد أن يكون أعمق وأسمى.

وفي هذا الصدد أوضح المستشار محمد شوقي أن السبب في ذلك هو أننا بعد رؤية واضحة وقراءة للمشهد العام في السنوات الماضية واستنتاج صحيح كما نطبقه في أحكامنا، توصلنا إلى أن سبب كل ذلك أننا في مصر ونحن مصريون، في هذا الوطن المنيع المتماسك بوحدة رجاله وتكاتف أبنائه. فكانوا في حالة تتغير فيها حدود العالم من حولهم دون أن يتغيروا، وتشتعل فيها الصراعات من حولهم دون أن ينحرفوا أو يتزعزعوا، وتد مغروس بقوة في جذور التاريخ، يرسم خطوطه العريضة مهما حاول المخططون إخفاء المؤامرة وإعادة رسمها عبثاً.

وفي ذات السياق أضاف النائب العام: كانت فرصة لأبنائها وبناتها أن ينعموا بوطن يبدعون ويفكرون فيه، وجيشه ورجال أمنه وقضاؤه يحرسون الوطن والعرض ويمهدون الظروف التي تمكن الإبداع والثقافة والعلم. لذا لدينا الفرصة للالتقاء في حدث قيم مثل الذي التقينا به اليوم. هذا هو السبب الواقعي والبعيد المنال الذي كنت أفكر فيه وأريد أن أقدمه بصراحة لنفسي وإليكم – كنعمة عظيمة من الله – وهبة لوطننا الحبيب مصر، حيث أعيش كإنسان ومواطن قبل أن أصبح قاضياً أو نائباً عاماً.

وتابع النائب العام: ومن هذا المنطلق الإنساني لم يسعني في كتابة كلمتي إلا أن أكشف ما يمليه علي ضميري القانوني ـ فيما يجري حولنا ـ من ارتداد إلى الأعراف والمواثيق والاتفاقيات الدولية، بل وحتى إلى حقوق الإنسان البدائية التي رضيت بها الطبيعة البشرية قبل أن يوجد التشريع ويعرف القانون. لم يسود قانون الغاب على الأرض إلا في العصور القديمة، وهو ما تغلبت عليه البشرية ـ بلا مبالغة ـ منذ آلاف السنين. وأما كشف الظلم وشرحه وتشجيع تطبيع المخالفات القانونية فهو صدمة حطمت الآمال ودفنت تاريخ التطور الأخلاقي.

وأضاف النائب العام في الوقت نفسه: أنا أدرك جيداً أنني قاضٍ أولاً وأخيراً ولا أتعامل مع قضية قد يعتبرها البعض عملاً سياسياً. لكن ما تحدثت عنه للتو ليس له علاقة بالسياسة. بل هو من أهم واجبات الضمير القضائي الذي يجب عليه أن يقول الحقيقة في حالات العداء للإنسانية ومخالفة القوانين والاتفاقيات الدولية. لقد كانت السلطة القضائية معروفة دائما بأنها ضمير تلك الأمة التي عهد الله إليها بمصيرها ـ ليس فقط أن تكون حارسة للسلام في محيطها الإقليمي والقاري ـ بل كان مصيرها أن تمنح الإنسانية الحضارة والمعرفة وحماية كرامة الإنسان في كل أنحاء الأرض، ولو بالعدل. الكلمة أو الدعوة للوقوف وراء الحقيقة لأنها السبيل الوحيد للقضاء على التمرد والقضاء على جرائم الحرب.

وأضاف النائب العام في كلمته: “لقد تعلمنا من التاريخ أن أحلك أوقات البشرية لا يمكن التغلب عليها إلا من خلال الكلمة والمعرفة. ولذلك أعلن أن النيابة العامة المصرية، موطن المعرفة القانونية والقضائية، تمارس دورها كمؤسسة مستقلة وأصيلة من مؤسسات الدولة لتنفيذ مبادرة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، وبناء الإنسان المصري بما يتفق مع رؤية مصر 2030، التي نعتزم متابعتها بكل عزم وإصرار كل في موقعه”.

وعن الجهود المبذولة في هذا الشأن، قال المستشار محمد شوقي، إننا بذلنا جهوداً كبيرة وركزنا بشكل مكثف خلال الأشهر الماضية لإطلاق مبادرة اليوم بعنوان “استراتيجية تدريب أعضاء النيابة العامة 2025-2030” بحضور نخبة من رجال ونساء مصر ونخبة من الإخوة العرب والشخصيات الأكاديمية والطلاب الوافدين. ويقع على عاتقهم عبء المشاركة والمساهمة في أي عمل أو مبادرة تهدف إلى تقدم الأمم وتعزيز العلوم وإعلاء القيم الإنسانية.

واختتم النائب العام كلمته بالإشارة إلى أن معالي القاضي بصفته قاضياً محباً للحقيقة وجه هذه الكلمات إلى الضمير الحي للعالم -أرجو الله أن تصل كلماتنا إلى مسامعه- حتى تتأمل، وقال: “أفسحوا المجال للتكامل والعلم والثقافة، ولا تسحبوا الإنسانية إلى الوراء، دافعوا عن العلم والسلام، واجتهدوا في ما نجاهد من أجله اليوم: التعليم والتدريب والتكامل والتنمية والأهداف الاستراتيجية المستنيرة، والتي سأتناولها مرة أخرى بعلم أحد الكوادر الحكماء في النيابة العامة”. وشكر مرة أخرى دولة رئيس الوزراء والضيوف الحاضرين، كما أعرب عن فخره ومحبته الصادقة لتقديرهم للاحتفال بإطلاق استراتيجية تدريب أعضاء النيابة العامة.

المصدر: صفحة مجلس الوزراء


شارك