وزيرة البيئة تبحث مع نظيرها السعودى تعزيز سبل التعاون البيئى بين البلدين

منذ 19 ساعات
وزيرة البيئة تبحث مع نظيرها السعودى تعزيز سبل التعاون البيئى بين البلدين

عقدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، اليوم الجمعة، اجتماعاً ثنائياً مع وزير البيئة والمياه والزراعة بالمملكة العربية السعودية المهندس عبد الرحمن الفضلي. ويهدف اللقاء إلى مناقشة مجالات التعاون القائمة والمستقبلية بين البلدين على هامش تسليم رئاسة الدورة الحادية والعشرين لمجلس وزراء المنظمة الإقليمية للمحافظة على بيئة البحر الأحمر وخليج عدن إلى المملكة الأردنية الهاشمية.

وخلال اللقاء، أكدت الوزيرة ياسمين فؤاد على عمق ونجاح التعاون بين البلدين في مجال حماية البيئة، ورحبت بتعزيز التعاون خلال الفترة المقبلة. وأشارت إلى أنه رغم التحديات السياسية التي يواجهها العالم فإن مصر لديها طموحات بيئية كبيرة بالتوازي مع مسارات التنمية لديها، وأن هذه فترة صعبة على وزراء البيئة في كل دول العالم. ومن ثم، هناك حاجة إلى تكثيف الجهود المشتركة لإيجاد حلول مستدامة.

وناقش الجانبان خلال اللقاء مجموعة من القضايا البيئية المتعلقة بالطاقة والزراعة والمياه، بالإضافة إلى مجال الاقتصاد الدائري وآليات تنفيذه، وتنمية البحيرات، والتلوث البلاستيكي، وغيرها من المجالات المهمة التي تؤثر بشكل مباشر على الموارد الطبيعية.

وناقش وزير البيئة الجهود المبذولة لتحويل لغة البيئة إلى لغة اقتصادية والجهود المبذولة لتطبيقها عمليا في عدة مجالات. ومن بينها مشكلة حرق المخلفات الزراعية وكيفية تحويل قش الأرز من مشكلة بيئية إلى قيمة اقتصادية. وتتجه الوزارة إلى نهج جديد وإطلاق مشاريع استثمارية لتحويل قش الأرز إلى سماد وأعلاف حيوانية بالتعاون مع الشباب والقطاع الخاص. وأكدت أنها تبذل جهودا كبيرة لزيادة مشاركة القطاع الخاص والشباب ورجال الأعمال في العديد من مشاريع الاستثمار البيئي والمناخي، الكبيرة والصغيرة.

وبحسب الوزير فإن هدف وزارة البيئة هو خلق التوازن بين الصناعة والبيئة. وهو حجر الأساس للتنمية المستدامة ونحن نعمل مع وزارة الصناعة لضمان أن النمو الاقتصادي يلبي معايير الاستدامة. وبطريقة تحافظ على الموارد الطبيعية وتعود بالنفع على الجميع.

تناولت الوزيرة ياسمين فؤاد جهود مصر لتنمية بحيرات مصر، واستعرضت عدة جوانب من جهود استعادة التوازن البيئي لبحيرة قارون. وتشمل هذه المشروعات استزراع الأسماك بالبحيرة، وإعادة تأهيل وتحسين كفاءة محطة معالجة مياه الصرف الصناعي والصرف الصحي، ومشروع استخلاص الأملاح من بحيرة قارون وغيرها من العمليات.

كما تطرق الوزير إلى الاستراتيجية الوطنية للاقتصاد الدائري، مشيراً إلى أنها نتاج إنجازات وجهود عديدة بذلتها الدولة المصرية في سعيها لتحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية وحماية مواردها الطبيعية. وشدد على أهمية إشراك القطاع الخاص كداعم في تطبيق مفهوم الاقتصاد الدائري.

وأشارت إلى إمكانية وضع مناقشة هذا المفهوم على جدول أعمال جامعة الدول العربية في إطار قضايا الإدارة الرشيدة للموارد الطبيعية، ولفتت إلى إمكانية إعطاء الفرصة للشباب والجامعات لتطوير الابتكارات وتقديم أفكار بناءة في هذا الصدد، مع تخصيص جوائز لأفضل الأعمال.

كما استعرضت جهود الوزارة في مجال البلاستيك والحد من استعمال الأكياس البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، بالإضافة إلى التحديات التي تواجه هذه القضية على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية. وأشارت إلى أن مشروع قرار تطبيق مبدأ المسؤولية الموسعة للمنتج على الأكياس البلاستيكية للتسوق وافق عليه مجلس الوزراء، موضحة أن القرار يلزم المنتجين والمستوردين بمراقبة كمية الأكياس البلاستيكية المتداولة عبر نظام إدارة النفايات الوطني وتحسين إجراءات التخلص الآمن منها، فضلاً عن خلق حوافز لاستيراد وإنتاج البدائل الصديقة للبيئة. وتم تنفيذ ذلك بعد عقد عدة اجتماعات مع المصنعين والأخذ بمقترحاتهم بهذا الخصوص.

وتحدثت الوزيرة ياسمين فؤاد عن قضية تغير المناخ وتطوراتها، مشيرة إلى أنه في ظل الوعي الذي أبدته مصر في السنوات الأخيرة؛ وفي سياق التطورات والتأثيرات البيئية وآثارها السلبية على الأنظمة الهشة مثل الغذاء والطاقة والمياه، هناك حاجة ملحة لمعالجة تغير المناخ من خلال نهج شامل ومتكامل يجمع بين الطاقة المتجددة والأمن الغذائي والأمن المائي وتغير المناخ. وكانت هذه نقطة البداية لبرنامج نوفي كمنصة وطنية للمشاريع التي تربط بين الطاقة والغذاء والمياه. وفي إطارها، تم إطلاق عدد من المشاريع المصممة علميًا لتوفير الفرص لتعبئة التمويل والاستثمار العام والخاص لدعم التحول الأخضر مع متطلبات التنمية المستدامة المترابطة وعكس التحول الأخضر العادل القائم على العلاقة بين الغذاء والمياه والطاقة.

وأشار وزير البيئة أيضاً إلى إمكانية التعاون بين البلدين وهيئة تنمية مستقبل مصر لزيادة الاستثمارات في قطاعي البيئة والمناخ، حيث أن هدف هذه الهيئة هو تعزيز التنمية المستدامة بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والاقتصادية في المشروعات المختلفة في مصر.

من جانبه، أعرب وزير البيئة السعودي عن سعادته بالتعاون المثمر والبناء بين البلدين، وقدم عرضاً عن تجارب المملكة في العديد من المجالات. وشملت هذه المواضيع النفايات ومبدأ مسؤولية المنتج الممتدة، والمياه والزراعة، والطاقة والتحديات التي تواجه المملكة في هذا الشأن والحلول المقترحة. وأعرب عن رغبته في التعاون مع مصر في مجال تنمية البحيرات وتحلية المياه وتطبيق مفهوم الاقتصاد الدائري، وأشاد بتجربة مصر في استعادة التوازن البيئي لبحيرة قارون، وتطلع إلى التعاون بين البلدين وتكرار هذه التجربة. كما أراد أن يتعاون في إطلاق حملات إعلامية حول القضايا البيئية على غرار حملة “البيئة سبل العيش” التي أطلقتها وزارة البيئة المصرية للتوعية بأهمية المخلفات الزراعية ومخاطر حرقها.

المصدر: بيان منشور على موقع مجلس الوزراء


شارك