أوكرانيا على رأس مباحثات ماكرون وترامب الاثنين المقبل في واشنطن

يزور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون العاصمة الأميركية واشنطن، غدا الأحد، ويلتقي نظيره الأميركي دونالد ترامب بعد غد الاثنين، لبحث قضايا مختلفة، وفي مقدمتها الصراع في أوكرانيا، بعد ثلاث سنوات من بدء الحرب الروسية الأوكرانية.
وتتزامن هذه الزيارة، وهي الأولى لماكرون إلى العاصمة الأميركية واشنطن منذ عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، مع الذكرى الثالثة للحرب الروسية ضد أوكرانيا. وكان ماكرون قد التقى الرئيس الأمريكي في باريس في أوائل ديسمبر/كانون الأول قبل تنصيبه الرسمي في اجتماع ثلاثي مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في قصر الإليزيه على هامش حفل إعادة افتتاح كاتدرائية نوتردام في باريس.
بدوره، أعلن البيت الأبيض، الخميس الماضي، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيستقبل نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون الإثنين المقبل.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت في مؤتمر صحفي إن ترامب تحدث مع ماكرون عدة مرات خلال الأسبوع الماضي. وأضافت: “لقد جمع الرئيس ماكرون الزعماء الأوروبيين وسيكون هنا يوم الاثنين. “سيكون رئيس الوزراء ستارمر هنا يوم الخميس.”
وتكتسب زيارة ماكرون إلى واشنطن أهمية كبيرة، خاصة وأن قضية أوكرانيا ستكون على رأس قائمة محادثاته، في وقت يدعو فيه دونالد ترامب إلى إنهاء الصراع، وبدأ فريقه مفاوضات مع روسيا دون حضور الأوروبيين.
وتهدف هذه الزيارة إلى تحقيق الهدف المشترك المتمثل في إنهاء الصراع الروسي الأوكراني، وضمان مشاركة أوكرانيا الكاملة في الجهود المبذولة لتحقيق هذه الغاية، والدفاع عن مصالح أوكرانيا “التي هي أيضا مصالحنا”، وفقا للرئاسة الفرنسية، وضمان اتخاذ تدابير لدعم أوكرانيا وأيضا العمل على تعزيز الأمن الأوروبي.
وتأتي زيارة الرئيس الفرنسي في وقت تضاعف فيه الولايات المتحدة مبادراتها وتطلق تصريحات واضحة بشأن القضية الأوكرانية. وبالإضافة إلى ذلك، انطلقت الثلاثاء الماضي المفاوضات الأميركية الروسية بمحادثات بين روسيا والولايات المتحدة في العاصمة السعودية الرياض. التقى المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى أوكرانيا، كيث كيلوج، مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الخميس الماضي، خلال زيارته الأولى إلى كييف منذ تعيينه. في المقابل، أجرى ماكرون محادثات موسعة مع عدد من رؤساء الدول والحكومات الأوروبية وغير الأوروبية في الأيام الأخيرة. وفي يوم الاثنين الماضي، عقد اجتماعا غير رسمي في باريس مع سبع دول أوروبية، بما في ذلك ألمانيا وبريطانيا وإيطاليا وبولندا وإسبانيا وهولندا والدنمارك. وتركزت المناقشات على الأمن الأوروبي والقضية الأوكرانية، وذلك في الوقت الذي تنوي فيه الحكومة الأميركية التفاوض مباشرة مع روسيا بشأن إنهاء الحرب.
وحضر الاجتماع أيضًا رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته.
وكانت الرئاسة الفرنسية قد ذكرت أن هدف هذا الاجتماع هو بدء مشاورات بين رؤساء الدول والحكومات الأوروبية بشأن الوضع في أوكرانيا والقضايا الأمنية في أوروبا. وقالت إن المحادثات بين الزعماء الأوروبيين يمكن أن تستمر “بأشكال أخرى” بهدف جمع كل الشركاء المهتمين بالسلام والأمن في أوروبا.
وفي الواقع، انعقد اجتماع آخر حول نفس الموضوع الأربعاء الماضي عبر الفيديو، حضره أكثر من عشرين رئيس دولة وحكومة. وفي المجمل، تحدث الرئيس الفرنسي مع أكثر من 30 رئيس دولة وحكومة بشأن القضية الأوكرانية في الأيام الأخيرة، وفق ما ذكره قصر الإليزيه.
وفي أعقاب هذه اللقاءات، أكد ماكرون: “نحن نقف إلى جانب أوكرانيا وسنتحمل كل مسؤولياتنا لضمان السلام والأمن في أوروبا”. ونحن نتشارك مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هدف إنهاء الحرب مع روسيا المستمرة منذ ما يقرب من ثلاث سنوات”. وأكد أيضاً أن جهود السلام يجب أن تستمر وفقاً لعدد من المبادئ. وشملت هذه النقاط إشراك أوكرانيا واحترام حقوقها، وأن السلام يجب أن يكون مصحوبًا دائمًا بضمانات قوية وموثوقة، وأن المخاوف الأمنية الأوروبية يجب أن تؤخذ في الاعتبار. ولم يجمع الرئيس الفرنسي رؤساء الدول والحكومات الأوروبية على طاولة المفاوضات بشأن القضية الأوكرانية فحسب، بل أشرك المواطنين أيضًا في هذه القضية المهمة وأجرى حوارًا عبر الإنترنت مع مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي حول أوكرانيا.
وخلال هذا الحوار، أجاب الرئيس الفرنسي على أسئلة المواطنين، وأكد أنه سيبلغ نظيره الأميركي دونالد ترامب، خلال لقائهما في واشنطن بعد غد الاثنين، بأنه يجب عليه ألا يظهر ضعفا تجاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن أوكرانيا.
وأعلن أيضا أن بلاده ليس لديها نية لإرسال قوات إلى أوكرانيا قبل التوصل إلى اتفاق سلام بين كييف وموسكو. “لا، لم أقرر إرسال قوات إلى أوكرانيا غدًا. وقال “نحن نفكر في إرسال قوات لتأمين السلام بمجرد التفاوض عليه”، داعيا الأوروبيين إلى “زيادة جهودهم الحربية لأننا ندخل حقبة جديدة”.
وفي أعقاب هذا الحوار عبر الإنترنت، أجرى ماكرون محادثة هاتفية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، هي الرابعة خلال الأسبوع الماضي. وأشار ماكرون في منشور له على منصة “إكس” إلى أنهم “راجعوا جميع الاتصالات التي أجريتها مع الشركاء والحلفاء الأوروبيين المستعدين للعمل من أجل سلام دائم ومتين في أوكرانيا وتعزيز الأمن الأوروبي”.
وفي الوقت الذي تضاعف فيه الولايات المتحدة مبادراتها، وبدأت المفاوضات الأميركية الروسية، تأتي زيارة ماكرون إلى البيت الأبيض في سياق لقاءات تهدف إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا. وبعد غد (الاثنين) سيلتقي رئيسا الدولتين، ويريد ماكرون إقناع ترامب بتقارب المصالح الأميركية والأوروبية.
وتؤكد مصادر داخل الرئاسة الفرنسية على ضرورة إشراك أوكرانيا بشكل كامل في المحادثات. منذ بداية الحرب، أكدت فرنسا أن الأمن الأوروبي مرتبط ارتباطا وثيقا بالقضية الأوكرانية. وفي هذا الصدد، “من الأهمية بمكان أن يشارك الأوروبيون بشكل نشط في هذا الجهد المشترك”.
من جهة أخرى، سيكون لقاء الرئيس الفرنسي مع نظيره الأميركي فرصة “لمناقشة كل القضايا التي تشكل جوهر شراكتنا الاستراتيجية وعلاقاتنا الثنائية”، بحسب الرئاسة الفرنسية. وبالإضافة إلى قضية أوكرانيا، فإن هذا يوفر أيضًا فرصة لمناقشة القضايا التجارية والمشاريع التي ترغب فرنسا في مواصلة تنفيذها مع الولايات المتحدة.
المصدر: A.Sh.A