فلسطينيان يفوزان بجوائز التصوير الصحفي في “إكسبوجر 2025”

منذ 8 ساعات
فلسطينيان يفوزان بجوائز التصوير الصحفي في “إكسبوجر 2025”

فاز اليوم السبت المصور الفلسطيني مصطفى حسونة والمصور الفلسطيني ساهر الغرة بجائزة المصور الصحفي المستقل في المهرجان الدولي للتصوير الفوتوغرافي “إكسبوجر 2025” في إمارة الشارقة في الإمارات العربية المتحدة.

سيعرض الوصيف مصطفى حسونة مجموعة من الصور الفوتوغرافية التي التقطها خلال العام الماضي في Exposure 2025. إنها تعكس حجم الدمار والمعاناة في فلسطين، وتركز على التفاصيل التي تعكس صمود الشعب الفلسطيني رغم الألم.

وقال المصور الصحفي مصطفى حسونة إن المشاهد التي وثقها في قطاع غزة لا يمكن وصفها، الشوارع تتحول إلى قبور مفتوحة، والمنازل إلى أكوام من الأنقاض، والعائلات إلى أسماء في قوائم الضحايا.

وأضاف: «الكاميرا لا تكذب، لكنها لا تكفي وحدها». في غزة، نلتقط صورًا لأطفال نائمين تحت الأنقاض، ولأمهات يحتضنّ جثث أطفالهن، ولمدينات يتم تدميرها. “هذه ليست مجرد صور صحفية، بل هي دليل على جريمة ترتكب أمام أعين العالم”.

وأضاف حسونة أن أصعب لحظات عمله ليست تلك التي يرى فيها جثثاً أو دماراً، بل عندما يلتقط صورة لشخص قد يفقد حياته خلال دقائق.

وأوضح أن أصعب لحظة في عملي ليست عندما أرى الدمار، بل عندما ألتقط صورة لشخص قد يموت بعد لحظات. “هنا في غزة، كل صورة هي بمثابة وداع محتمل، وكل وجه خلف العدسة لا يمكن أن يكون هنا غداً.”

وأشار حسونة إلى أن الحرب لا تتعلق فقط بقذائف المدفعية والخسائر البشرية، بل تتعلق بمجموعة من التفاصيل الصغيرة التي لا يراها العالم. وقال: “الحرب ليست مجرد صواريخ وضحايا، بل هي طفل يبحث عن لعبته بين الأنقاض، وأب يحمل بقايا منزله بين يديه، وينتظر بعينيه إلى السماء القذيفة التالية”. “هذه هي التفاصيل التي تحاول عدستي الحفاظ عليها من النسيان.”

وأكد أن التصوير في غزة لم يكن توثيقا للأحداث فقط بل توثيقا لصمت العالم أيضا، مضيفا: “نحن لا نوثق الحرب فقط بل نوثق صمت العالم أيضا”. في كل مرة أنشر صورة أسأل نفسي: هل سيتغير أي شيء؟ لكنني أستمر لأن الحقيقة يجب أن تُقال، حتى عندما لا يستمع إليها أحد”.

وعن واقع الحياة في غزة، قال حسونة إن الناس هناك ليس لديهم وقت للحزن لأن القصف لا يتوقف والجنازات تقام على عجل.

واختتم حسونة حديثه مؤكداً أن الصورة رغم أنها لن تنهي الحرب إلا أنها قد تظهر للعالم الحقيقة: “عندما ترى جثة طفل يتم انتشالها من تحت الأنقاض، تدرك أن العالم فقد إنسانيته”. وعندما ترفع الكاميرا لتوثيقها، تدرك أن دورك ليس التقاط الصورة فقط، بل الصراخ بها في وجه من يفضلون الصمت”.

الفائز بالمركز الأول ساهر الغرة، بعنوان “ليس لدينا مفر”، يتضمن صوراً تكشف عن الرعب اليومي الذي يعيشه الفلسطينيون تحت القصف. ويوثق لحظات الإنقاذ وسط الدمار، والجنازات التي لا تنتهي، والوجوه المليئة بالحزن واليأس.

لا تقتصر الصور القادمة من غورة على نقل المأساة، بل تؤكد على مقاومة الفلسطينيين للحرب من خلال تحديد تاريخهم ورفضهم أن يكونوا مجرد أرقام في التقارير الدولية.

وقال الغرة في رسالة أرسلها عبر وسيط، إنه لا يزال في غزة لتوثيق ما يحدث لسكان البلاد. خلف الأرقام التي تنشرها الأخبار عن أعداد القتلى في غزة تكمن قصص مؤلمة لا تصل إلى العالم.

وفي رسالته، أوضح أن عمله لا يقتصر على توثيق الدمار. بل إنه يريد تسليط الضوء على الجانب الإنساني وراء كل رقم في قائمة الضحايا.

وأشار الغرة إلى أن التقارير الإعلامية الدولية غالباً ما تنظر إلى الحرب من منظور إحصائي بحت، متجاهلة الأرواح البشرية التي تنتهي مع كل رقم جديد في قائمة الضحايا. الأرقام تسلب إنسانيتنا، والصور تعيدها إلينا.

وشددت الغرة على أن العدسة قد تكون الوسيلة الوحيدة التي يمكن من خلالها للضحايا مواصلة رواية قصصهم بعد رحيلهم.

المصدر: A.Sh.A


شارك