مقتنيات “كوكب الشرق” تزين معرضا للنجمات العرب بالأردن

منذ 6 ساعات
مقتنيات “كوكب الشرق” تزين معرضا للنجمات العرب بالأردن

خمسون عاماً مرت على رحيل نجمة الشرق أم كلثوم. اعتبرت من أشهر وأهم الشخصيات الفنية، حققت شهرة كبيرة واستطاعت أن تحتل مكانة لا تضاهى في قلوب الملايين من محبي الفن والغناء الأصيل، سواء في الوطن العربي أو العالمي. ورغم رحيلها، فإنها كانت ولا تزال رمزاً للفن العربي بفضل صوتها وأغانيها الإبداعية التي لا تزال حية في أذهان محبي الفن والعاطفيين الباحثين عن الحب والعاطفة.

في وسط العاصمة الأردنية عمّان، كانت أم كلثوم حاضرة منذ أكثر من أربعة أشهر ليس فقط مع فنها، بل أيضاً بمقتنياتها الثمينة في معرض دولي يجمع نجوم الفن العربي في تاريخه. ويأتي هذا المعرض من العاصمة الفرنسية باريس، ويجول على عواصم العالم ومن بينها مصر منتصف العام الجاري. في هذه الأثناء، ينظم معهد العالم العربي في باريس المعرض في هذه العواصم لإرسال رسالة فنية عربية تكشف أسرارها من خلال مقتنيات وأفلام خاصة ومقابلات إعلامية قديمة مع نجوم العالم العربي، وفي مقدمتهم أم كلثوم «كوكب الشرق».

ويعد معرض مقتنيات النجوم العرب الذي أقيم في عمّان تحت عنوان «من أم كلثوم إلى داليدا»، المحطة الثانية في الأردن بعد باريس والأول في الشرق الأوسط الذي يعرض باللغة العربية لأول مرة. ويحتوي على العديد من متعلقات النجوم العرب، أبرزهم “أم كلثوم”، التي خصصت لها مكانة بارزة عند مدخل المعرض مع صورة ضخمة لـ “سيدة الأغنية في الشرق الأوسط”، وسط مقتنيات ثمينة من ملابسها وعدد من الأدوات التي كانت تستخدمها كإكسسوارات زخرفية خلال حفلاتها.

بين حبال الزجاج والخشب والألوان المتنوعة، تأخذ إكسسوارات أم كلثوم وملابسها الساحرة المشاهد إلى عصر الفنون الجميلة، فيظهر كيف أن هذه الملابس والإكسسوارات، على الرغم من بساطتها الظاهرية، تكشف عن جمال ورقي لا مثيل لهما، وكأنها متقدمة على عصرها في عالم الموضة والملابس الفاخرة اليوم. وإلى جانب هذه المقتنيات، ستجد صوراً فريدة للسيدة المغنية في الشرق الأوسط، تشير إلى أنه في وقت التقاطها، كانت هذه الصور ترمز إلى الخلود في أذهان أولئك الذين يشاهدونها، على الرغم من سنوات غيابها الطويلة.

عندما تجولنا في قاعات العرض بمقر وكالة أنباء الشرق الأوسط في عمان وتحدثنا إلى الزوار، كانت الكلمات الوحيدة التي قالوها عن أم كلثوم هي أنها كوكب الشرق والهرم الرابع في مصر. وأكد أن أم كلثوم وأغانيها مازالت تعيش في وجدان المستمعين من كل الأعمار. رغم أنها تعود إلى العصور القديمة، إلا أنها لا تزال تسمع من قبل جيل اليوم، الذين لا يتجاوز عمرهم 17 عامًا، لأنها تعبر عن مشاعر الحب تجاه الآخرين.

وقال زوار المعرض إن المعرض يجعلنا نعيش الماضي وسط الحاضر، ويسمح لنا بالاطلاع على المقتنيات التاريخية لنجوم العرب. ويضم جيلاً فنياً كاملاً من أشهر الفنانين العرب الذين أثروا العالم بالفن والموسيقى ولا زالوا يعيشون في ذاكرة البشرية من خلال أجمل وأشهر أغانيهم. وأشاروا إلى أنهم استمعوا خلال المعرض إلى عدد من أغاني “أم كلثوم” وكأنهم يسمعونها للمرة الأولى، حيث كانت على أسطوانات موسيقية فريدة من الزمن الجميل.

بدأت أم كلثوم الغناء مع والدها في المهرجانات والأعراس عندما كانت طفلة صغيرة. وفي عام 1922 انتقلت إلى القاهرة وأنشأت أول فرقة موسيقية لها عام 1926. كانت نقطة انطلاقها هي اللقاء مع الشاعر أحمد رامي والملحن محمد القصبجي. في عام 1928 نشرت مونولوجًا بعنوان “إذا سامحت ونسيت الحزن”، والذي جلب لها شهرة كبيرة. وفي عام 1932، أعطت صوتها لفيلم “أولاد الذوات”. انضمت أم كلثوم إلى الإذاعة المصرية عند تأسيسها عام 1934. كانت أول فنانة تؤدي أغانيها عبر الإذاعة وظهرت في العديد من الأفلام. وبعد ذلك، تفرغت للغناء حصريًا. ومن أهم أغانيها: «أنت حياتي»، و«الأطلال»، و«ما الحب»، و«ألف ليلة وليلة»، و«الصبر له حدود». كما غنت العديد من الأغاني الوطنية. في سبعينيات القرن العشرين، أصيبت أم كلثوم بالتهاب في الكلى فسافرت إلى لندن للعلاج، وبقيت هناك حتى وفاتها في 3 فبراير/شباط 1975. يصادف هذا اليوم مرور 50 عامًا على صدور “سوما العصر وكل العصور”.

ولم تكن أم كلثوم وحدها في هذا المعرض الذي أقيم في الأردن وفتح أبوابه للزوار من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي إلى فبراير/شباط الماضي. بل تم عرض العديد من متعلقات وإكسسوارات النجوم المصريين والعرب، مثل السيدة فيروز، وهي النجمة الوحيدة الباقية من المعرض. في هذه الأثناء، كان للفنانة الجزائرية وردة أيضًا جناحها الخاص، الذي عرض فيه جواز سفرها وبعض متعلقاتها وملابسها وتسجيلات لأغانيها المميزة.

كما حضر في قاعات العرض الفنانات أسمهان وسامية جمال وداليدا وسعاد حسني وفاتن حمامة وصباح وغيرهن، بالإضافة إلى المخرج المصري يوسف شاهين، بمقتنياتهن الثمينة وملابسهن النادرة. ويتضمن المعرض أيضًا مقابلات حصرية تكشف عن حياة وتجارب هؤلاء الفنانين الذين تركوا بصمة مميزة لم تتكرر حتى اليوم في تاريخ الفن العربي والعالمي.

يهدف معرض “نجوم العرب من أم كلثوم إلى داليدا” إلى تكريم النساء الرائدات في مجالات الموسيقى والسينما والمسرح والرقص. وبحسب منظمي المعرض، فإنه يتضمن مجموعة مختارة من الصور النادرة، وملصقات الأفلام، والرسوم البيانية، والأزياء المسرحية، والأشياء الشخصية. ويسلط البرنامج الضوء أيضًا على دور المرأة في الثقافة العربية، ويحتفي بالأداء النسائي في السينما والموسيقى والتأثير الدائم الذي أحدثته هذه النجمات على الثقافة والفن العربي، وسط حنين عربي واسع النطاق ليوم من عصر الفنون الجميلة.

المصدر: A.Sh.A


شارك