مجلس النواب يوافق على مجموع مواد مشروع قانون الإجراءات الجنائية الجديد

عقد مجلس النواب برئاسة المستشار القانوني الدكتور وافق المستشار حنفي الجبالي، رئيس مجلس النواب، على جميع مواد مشروع قانون الإجراءات الجنائية الجديد، الذي أعدته اللجنة الفرعية للجنة الدستور والتشريع بمجلس النواب. وفي الوقت نفسه، قرر المجلس تأجيل الموافقة النهائية على المشروع إلى إحدى جلساته المقبلة.
ووافق المجلس على جميع مواد مشروع القانون، بعد أن ناقش وأقر خلال جلسة اليوم المواد من 529 إلى 541، مع إضافة ثلاث مواد جديدة. وناقشت الجمعية العامة مجددا المواد 63 و178 و408 من مشروع القانون. وفي الجلسة تقدم النائب عبدالله الشيخ وأكثر من عشرة أعضاء من المجلس بطلب إعادة مناقشة المادتين 63 و178، كما تقدم مستشار وزير العدل بطلب إعادة مناقشة المادة 408 من مشروع القانون. وقد استوفى كلا الطلبين الشروط المنصوص عليها في المادة 170 من النظام الداخلي للمجلس.
ومن أهم ما يميز مشروع قانون الإجراءات الجزائية الجديد هو النص الصريح على أن للمساكن حرمة، ولا يجوز دخولها أو تفتيشها أو مراقبتها أو التنصت عليها إلا بناء على أمر قضائي معلل يحدد المكان والزمان والغرض. وبالإضافة إلى ذلك، هناك قيود على صلاحيات الشرطة الجنائية في حالات الاعتقالات وتفتيش المواطنين والدخول إلى المنازل وتفتيشها.
كما أكد مشروع قانون الإجراءات الجزائية الجديد على الاختصاص الأصيل للنيابة العامة بالتحقيق ومباشرة الدعوى الجزائية وتنفيذها تطبيقاً للمادة (189) من الدستور. وعلاوة على ذلك، ينبغي الحفاظ على الطبيعة الاحترازية والوقائية للحبس الاحتياطي والغرض منه المتمثل في ضمان نزاهة التحقيقات. ينبغي أن يتم ذلك عن طريق تقصيرها وتحديد مدة قصوى لها. ويجب أيضًا أن ينص على أن مذكرة التوقيف يجب أن تتضمن أسبابًا. وبالإضافة إلى ذلك، ينبغي الموافقة على التعويض المعنوي والأخلاقي عن الحبس الاحتياطي الخاطئ. ويلزم هذا النيابة العامة بنشر أي حكم نهائي بالبراءة صادر ضد متهم كان موقوفاً سابقاً، وكذلك أي أمر يقضي بعدم وجود أسباب تبرر إقامة دعوى جنائية ضد هذا الشخص، على نفقة الحكومة، في صحيفتين يوميتين واسعتي الانتشار. كما سيتم إنشاء تنظيم شامل ومنضبط لقضايا التعويض المادي عن الحبس الاحتياطي.
وتضمن المشروع أيضاً إنشاء منظمة لمنظومة إعلانية متكاملة تتماشى مع تطور الدولة نحو التحول الرقمي، بالإضافة إلى الإعلان التقليدي، وإنشاء مركز إعلاني هاتفي في دائرة كل محكمة فرعية تابعة لوزارة العدل تابع لدائرة الأحوال المدنية لإرسال الإعلانات الهاتفية والإلكترونية. وهذا من شأنه أن يمثل نقلة نوعية في نظام الإعلان القضائي في مصر، ويواجه ظاهرة تشابه الأسماء من خلال إلزام ضباط الشرطة الجنائية بالتحقق من بيانات بطاقة هوية المتهم فور التأكد من هويته، وإلزام النيابة العامة بتسجيل كافة البيانات المتعلقة بإثبات الهوية عند ظهور المتهم لأول مرة في التحقيق.
ومن بين أهم ملامح مشروع قانون الإجراءات الجنائية الجديد أيضا تقييد صلاحيات فرض حظر السفر وإدراج الأشخاص على قوائم المراقبة، والتي أصبحت تقع ضمن اختصاص المدعي العام أو ممثله أو قاضي التحقيق المختص. ويجب أن نوضح أيضاً أن أوامر منع السفر يجب أن تكون مسببة وصادرة لمدة زمنية محددة، ويجب وضع إجراءات للطعن على تلك الأوامر أمام المحكمة المختصة. وينص المشروع أيضا على تحديد مهلة للبت في هذا الاستئناف لا يجوز أن تتجاوز 15 يوما من تاريخ التبليغ.
كما عمل المشروع على تنظيم القضايا وإجراءات التحقيق والمحاكمة عن بعد بما يتوافق مع التقنيات الحديثة لضمان تبسيط إجراءات المحاكمة وسرعة تحقيق العدالة، مع توفير الحماية القانونية الفعالة للشهود والمخبرين والخبراء والضحايا والمتهمين، وتعزيز حق الدفاع من خلال إدخال مبدأ “لا محاكمة بدون محام” الذي يعطي لكل متهم الحق في الحصول على محام. وفي حالة عدم وجود المحامي، فإن مشروع القانون يلزم سلطات التحقيق أو القضاء بتعيين محام للدفاع عن المتهم في جميع مراحل التحقيق والمحاكمة.
وينص مشروع القانون على تفعيل حماية حقوق المرأة والطفل، وتوفير المساعدة اللازمة للأشخاص ذوي الإعاقة والمسنين، فضلا عن إلغاء الفصل المتعلق بالإكراه البدني واستبداله بإلزام العمل من أجل الصالح العام.
كما نظم المشروع التعاون القضائي في القضايا الجنائية بين مصر والدول الأخرى وأعاد تنظيم الطعن على الأحكام الغيابية بهدف الحد منها وتخفيف العبء على المحاكم وتحقيق التوازن بين الحق في المحاكمة وضمان حق الدفاع وسرعة العدالة.