الأمم المتحدة: عواقب إنسانية وخيمة لـ “العمليات” الإسرائيلية بشمال الضفة

حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، اليوم الثلاثاء، من أن العمليات الإسرائيلية المستمرة في شمال الضفة الغربية المحتلة لها عواقب إنسانية مدمرة، خاصة بعد أن نشرت قوات الأمن الإسرائيلية دبابات وقوات إضافية في جنين، مما منع السكان من العودة.
وأكد مكتب الأمم المتحدة أن الاستمرار في استخدام تكتيكات الحرب المميتة في المناطق السكنية أمر مقلق للغاية ويبدو أنه “يتجاوز معايير إنفاذ القانون” وقد أدى بالفعل إلى سقوط العشرات من الضحايا منذ بدء العملية في 21 يناير/كانون الثاني. وأشارت إلى أن عشرات الآلاف من الفلسطينيين ما زالوا غير قادرين على العودة إلى ديارهم ويحتاجون إلى مساعدات إنسانية واسعة النطاق في مستوطناتهم المؤقتة الحالية.
وفيما يتعلق بالوضع في غزة، أكد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أنه منذ بدء وقف إطلاق النار، قدم المكتب وشركاؤه الإنسانيون الخيام للأسر في جميع أنحاء قطاع غزة، وخاصة في الشمال، كما قاموا بتوزيع مواد العزل والأقمشة المشمعة لمساعدة سكان المباني المتضررة.
وأضاف أن شركاء الأمن الغذائي أشاروا إلى أن عدد المخابز في مختلف أنحاء غزة والتي تعمل بدعم من برنامج الغذاء العالمي ارتفع من خمسة قبل وقف إطلاق النار إلى 25 الآن. وبالإضافة إلى ذلك، يتم تقديم حوالي 780 ألف وجبة ساخنة يوميًا.
وأشار إلى أنه منذ الشهر الماضي، قام الشركاء في المجال الإنساني بفحص أكثر من 80 ألف طفل تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر و59 شهراً بحثاً عن سوء التغذية، وأحالوا المحتاجين إليه إلى العلاج المناسب.
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن الشركاء قاموا خلال الأسبوع الماضي وحده بتوزيع مستلزمات النظافة على ما يقرب من 8000 أسرة وزجاجات المياه على 3500 أسرة، مؤكدا أن استدامة هذه العمليات الإنسانية الموسعة تتطلب تمويلا سخيا ووقف إطلاق نار مستدام.
أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمس، أن إسرائيل يجب أن توقف هجماتها المتصاعدة على الضفة الغربية، ودعا القوات الإسرائيلية إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والامتناع عن استخدام القوة المميتة عمدا.
وأعرب غوتيريش عن قلقه إزاء تصاعد العنف والهجمات والعمليات واسعة النطاق التي تنفذها قوات الأمن الإسرائيلية في المحافظات الشمالية بالضفة الغربية المحتلة. ويتضمن هذا أول استخدام للدبابات الإسرائيلية منذ أكثر من عقدين من الزمن.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن “الأمين العام يشعر بقلق عميق إزاء العدد المتزايد من الضحايا، بما في ذلك الأطفال، والعدد المتزايد من النازحين الفلسطينيين والدمار الواسع النطاق للبنية التحتية المدنية”. “يرفض الأمين العام بشدة التصريحات الصادرة عن المسؤولين الإسرائيليين والتي تعبر عن نيتهم البقاء في بعض مناطق شمال الضفة الغربية المحتلة لفترة طويلة من الزمن ورفض عودة النازحين الفلسطينيين إلى ديارهم.”
ودعا غوتيريش إسرائيل إلى الامتثال لالتزاماتها ذات الصلة بموجب القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي واتخاذ التدابير اللازمة لحماية السكان المدنيين وضمان أمنهم.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (مينا)