وزير العمل أمام “النواب”: الحكومة حريصة على “قانون عمل” يُراعى معايير العمل الدولية

منذ 2 شهور
وزير العمل أمام “النواب”: الحكومة حريصة على “قانون عمل” يُراعى معايير العمل الدولية

أكد وزير العمل محمد جبران اليوم الثلاثاء أن بدء مناقشة مشروع قانون العمل في الهيئة العامة لمجلس النواب والموافقة المبدئية عليه يؤكد التزام كل الأطراف المعنية بهذا القانون المهم بإقراره في أقرب وقت نظرا لأهميته في إرساء التوازن وتنظيم العلاقات العمالية بين طرفي عملية الإنتاج، وكذلك في خلق بيئة عمل لائقة تراعي معايير العمل الدولية وتوفر مزيدا من الأمان الوظيفي للعمال وتشجع الاستثمار واستقرار عقود العمل وتسرع التقاضي.

جاء ذلك خلال مشاركة الوزير جبران في الجمعية العمومية لمجلس النواب اليوم والتي ترأسها المستشار الدكتور رياض سلامة. حنفي الجبالي رئيس مجلس النواب. وحضر اللقاء أيضًا المستشار محمود فوزي وزير الشئون البرلمانية والقانونية والاتصال السياسي.

وأوضح الوزير أن وزارة العمل تعتزم قبل عرض المشروع على مجلس النواب عقد سلسلة من اللقاءات والمناقشات، تدعو إليها كافة الأطراف المعنية، وخاصة ممثلي أصحاب العمل والعمال، وكذلك منظمة العمل الدولية. والهدف هو تطوير صياغة يمكن تقديمها إلى أعضاء البرلمان. ويهدف المشروع إلى إيجاد تشريعات تتوافق مع معايير العمل الدولية والدستور المصري ومعالجة أوجه القصور في قانون العمل الحالي (قانون رقم 12 لسنة 2003).

وأوضح الوزير أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أكد على أهمية طرح هذا المشروع في الحوار الاجتماعي ومن ثم في مجلس النواب من أجل تحقيق التوازن والعدالة في علاقات العمل، لافتاً إلى أن مشروع القانون الذي تقدمت به الحكومة يتضمن 14 فصلاً بواقع 296 مادة بالإضافة إلى المواد المستحدثة، والذي يهدف الجميع من خلاله أيضاً إلى مواكبة التغيرات والتحديات وأنماط العمل الجديدة الناجمة عن تحديات عالم العمل حول العالم.

وأكد أيضا أن الحق في العمل وحرية تكوين الجمعيات وظروف العمل العادلة حقوق مكفولة، مؤكدا أن مشروع قانون العمل سيركز على ذلك. وأشار إلى أن التشريع الجديد يهدف إلى ربط الأجور بالإنتاج وإيجاد نصوص جديدة تساهم في تنظيم منظومة العمل، خاصة في ظل ظهور أنماط جديدة مثل العمل عن بعد.

وأضاف جبران: “إن الحق في العمل هو حق مكفول دستوريا في إطار حقوق الإنسان ويبرر أهمية قانون العمل كقانون اجتماعي يمكّن العامل من العيش حياة كريمة وكقانون اقتصادي يعزز الإنتاج ويحسن بيئة العمل. وقد أخذنا بعين الاعتبار ضرورة تحقيق التوازن بين حقوق العامل وصاحب العمل ومصلحة الدولة في حماية حقوق العمال والمستثمرين من أجل تحسين العملية الإنتاجية.

وتابع الوزير: لقد استعننا بالخبراء القانونيين والمحامين لتجنب أي شبهة عدم دستورية، وقمنا بالتنسيق في أكثر من مناسبة مع مكتب العمل الدولي في جنيف لتحقيق فوائد إيجابية للعمال والاستثمارات. تم تطوير أكثر من 90% من أحكام قانون العمل، وتم إضافة أحكام للمحاكم العمالية والعمل عن بعد والعمل من خلال المؤسسات الإلكترونية. “لقد عقدنا مشاورات ثلاثية بحضور منظمة العمل الدولية والنقابات والمنظمات العمالية والاتحاد العام لنقابات عمال مصر والنقابات الأخرى واللجان النقابية لتوسيع نطاق المناقشة وتحقيق أفضل النتائج المرجوة الممكنة.”

وأكد أن مشروع القانون يهدف إلى ضمان ألا تكون الحكومة هي المسؤولة الوحيدة عن هذه الملفات، وهذا يتجلى من خلال إنشاء المجالس العليا في مشروع القانون ومن خلال الصناديق لحماية العمال. وتم تقديم تعريفات لـ 48 مصطلحاً، وحافظ مشروع القانون على حماية الحقوق والمبادئ الأساسية في العمل، وحظر العمل الجبري، وحظر التمييز بين العمال، وحظر التحرش والتنمر في مكان العمل، وركز على التدريب المهني وتنمية مهارات الموظفين، وعزز دور القطاع الخاص في التدريب، وربط نتائج التدريب بقواعد البيانات المركزية، ومعالجة احتياجات سوق العمل، وفتح أسواق جديدة في الداخل والخارج بالتنسيق مع الوزارات الأخرى.

وأوضح أن مشروع القانون يتضمن أحكاماً خاصة بتشغيل النساء والأطفال والعمالة غير الشرعية وتصاريح العمل للأجانب. وينص مشروع القانون صراحة على أن عقد العمل يكون لمدة غير محددة ويسري لمدة محددة إذا كانت طبيعة العمل تقتضي ذلك. ويحفظ حق العامل في التعويض بما لا يقل عن راتب شهرين عن كل سنة خدمة، ويحظر فصل العامل كعقوبة تأديبية إلا من قبل محكمة العمل المختصة، وينص على إنشاء محاكم عمل متخصصة وأجهزة مساعدة قضائية، ويعيد تنظيم عمل المجلس الوطني للأجور، ويضع ضمانات للالتزام بالحد الأدنى للأجور، ويضع أحكاماً للصحة والسلامة المهنية وحماية بيئة العمل.

وتابع الوزير: “بعد المناقشة بقي مشروع القانون في مجلس الوزراء لمدة ثلاثة أشهر”. وكانت هناك مناقشات جادة للغاية للتوصل إلى مشروع متوازن يستمر لسنوات عديدة، وليس سنة واحدة أو سنتين أو ثلاث سنوات فقط. أردنا حقًا أن نسمع من جميع الأطراف”.

المصدر: بيان منشور على موقع مجلس الوزراء


شارك