لأول مرة منذ 230 عامًا .. إعادة بناء وجه موزارت تكشف ملامحه الغامضة

منذ 1 يوم
لأول مرة منذ 230 عامًا .. إعادة بناء وجه موزارت تكشف ملامحه الغامضة

نجح فريق من العلماء في إعادة بناء وجه الموسيقار الشهير فولفغانغ أماديوس موزارت باستخدام جمجمة يُعتقد أنها تخصه، وذلك بهدف حل اللغز المستمر حول مظهره الحقيقي.

ظلت صورة موتسارت غير مؤكدة دائمًا، حيث لم يتبق سوى عدد قليل من صوره، ومعظمها غير مكتملة أو من طفولته، في حين تم رسم معظم صوره الشهيرة بعد وفاته بفترة طويلة.

كتب عالم الموسيقى ألفريد أينشتاين في عام 1962: “لم تنج أي بقايا أرضية لموتسارت، باستثناء بعض الصور الفوتوغرافية الرديئة، ولا يوجد اثنتان منها متماثلتان”.

قاد شيشرون مورايس، الخبير في مجال إعادة بناء الوجه الجنائي، فريقًا دوليًا استخدم تقنيات متطورة لإعادة بناء ملامح وجه موزارت.

وأوضح أنه عثر على الجمجمة بالصدفة أثناء مشاركته في مشروع آخر، مضيفًا: “نعمل على تقريبات الوجه منذ أكثر من عقد من الزمان، وندعم فرق الطب الشرعي التابعة للشرطة ونعمل باستمرار على إعادة بناء الشخصيات التاريخية”.

بدأ الفريق بإعادة بناء الجمجمة افتراضيا باستخدام صور مرجعية مكانية. ورغم غياب الفك السفلي وفقدان بعض الأسنان، إلا أنهم تمكنوا من استكمال خصائصه استناداً إلى البيانات الإحصائية والتماسك التشريحي.

اعتمدت عملية إعادة البناء على عدة تقنيات. وشمل ذلك تحديد سمك الأنسجة الرخوة التي تحدد ملامح الوجه، وتحليل قياسات الأنف والأذنين والشفتين استناداً إلى بيانات من مئات البالغين الأوروبيين.

واستخدم الفريق أيضًا تقنية “التشويه التشريحي”، حيث تم تعديل رأس المتبرع الافتراضي لتتناسب مع أبعاد الجمجمة المنسوبة إلى موزارت.

وكانت نتيجة هذه الجهود تمثال نصفي يظهر وجه موتسارت ويكمله بتفاصيل مثل تسريحة الشعر والملابس وفقًا لأزياء عصره.

وزعم مورايس أن الوجه النهائي بدا “رشيقا”، وهو ما يتفق مع صورتين نادرتين باقيتين من حياة موزارت: صورة غير مكتملة لجوزيف لانج من عام 1783، والتي وصفتها زوجة موزارت كونستانس بأنها “أفضل صورة له”، ورسمة لدورا ستوك من عام 1789.

وأشار مورايس إلى أن اللوحة الأكثر شهرة لموتسارت، التي رسمتها باربرا كرافت عام 1819، رسمت بعد 28 عاما من وفاته، وهو ما يثير تساؤلات حول دقتها.

وتظل هوية الجمجمة مثيرة للجدل، إذ يعتقد أنها عثر عليها بعد عشر سنوات من وفاة موزارت عندما تذكر أحد حفاري القبور قبره الذي لم يكن له علامة في فيينا. كانت لها عدة مالكين قبل أن يتم تسليمها إلى متحف موزارت في سالزبورغ في عام 1902.

وقد توصلت الدراسات العلمية إلى نتائج متضاربة حول ما إذا كانت الجمجمة هي بالفعل لموتسارت، لكن مورايس صرح بأن “الجمجمة تظهر سمات متسقة مع تصويره من عصره”، مما يجعل القضية أكثر غموضا.

أعرب مورايس عن مدى فخره بالمشاركة في هذا المشروع: “أنا من محبي الموسيقى الكلاسيكية، وأستمع إليها كل يوم وغالبًا ما أجد مقطوعات لموتسارت في قائمة التشغيل الخاصة بي”.

توفي موتسارت في 5 ديسمبر 1791 عن عمر يناهز 35 عامًا في فيينا. سبب الوفاة غير معروف.

المصدر: وكالات


شارك