الأمم المتحدة تحذر من عواقب مدمرة لإغلاق المعابر ومنع المساعدات عن أهل غزة

وأكد المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أن إغلاق المعابر الحدودية ومنع وصول المساعدات إليها سيكون له عواقب مدمرة على شعب غزة، الذي بدأ للتو في التعافي من أشهر من الحرمان والجوع. ودعا كافة الدول والشخصيات المؤثرة إلى استخدام كل الوسائل المتاحة لضمان استمرار وقف إطلاق النار.
وذكر مركز الأمم المتحدة للإعلام، أن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أكد أن المعابر المؤدية إلى غزة – كرم أبو سالم، وزيكيم، وإيريز – ظلت مغلقة أمام الشاحنات لليوم الثالث على التوالي.
وقال دوجاريك إن السلطات الإسرائيلية رفضت محاولات الأمم المتحدة لجمع المساعدات الإنسانية التي مرت عبر معبر كرم أبو سالم قبل إغلاقه. من جانبه، قال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني إن قرار إسرائيل بقطع المساعدات عن غزة “يهدد حياة المدنيين المنهكين جراء 16 شهرا من الحرب الوحشية”. وأضاف أن المساعدات الإنسانية يجب أن تستمر في التدفق على نطاق واسع، على غرار ما حدث خلال الأسابيع الستة الماضية عندما بدأ وقف إطلاق النار.
ورغم التطورات الأخيرة، فإن الأمم المتحدة وشركائها الإنسانيين على الأرض يبذلون كل ما في وسعهم لمواصلة عملياتهم في مختلف أنحاء قطاع غزة. وقال المكتب الإقليمي لصندوق الأمم المتحدة للسكان في الدول العربية إن قرار الحكومة الإسرائيلية بمنع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة يسبب المزيد من المعاناة للنساء والفتيات اللاتي يفتقرن بالفعل إلى الضروريات الأساسية للبقاء على قيد الحياة. صحتهم في خطر وكرامتهم منتهكة.
وأكد مكتب الأمم المتحدة أن القيود المفروضة تمثل تجاهلاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي. وهذا أمر غير قابل للتفاوض وينص بوضوح على أن إسرائيل يجب أن تسهل وصول المساعدات الإنسانية، بغض النظر عما إذا كان وقف إطلاق النار قائما أم لا.
وقال الصندوق إن إعادة فرض الحصار على غزة من شأنه أن يعكس التقدم المحرز في وقت حرج يكافح فيه الناس من أجل البقاء على قيد الحياة. ومنذ بدء وقف إطلاق النار، ركز صندوق الأمم المتحدة للسكان وشركاؤه، من بين أمور أخرى، على استعادة الخدمات الأساسية للنساء والفتيات، وتوفير خدمات الصحة الإنجابية والحماية لـ 170 ألف امرأة وفتاة، وبناء وتجهيز 16 مرفقاً صحياً مؤقتاً لتوفير الرعاية الطبية الحيوية لآلاف النساء الحوامل والأمهات.
ورغم هذه الجهود، فإن احتياجات النساء والفتيات تظل هائلة، وفقا للصندوق. لقد خلفت الحرب وراءها دمارًا لا يمكن تصوره، وانتشر المرض والجوع على نطاق واسع، وأصبح النظام الصحي في حالة يرثى لها.
ودعا الصندوق جميع الأطراف إلى الامتثال الفوري والكامل لالتزاماتها بموجب القانون الدولي، ورفع الحصار والسماح بتدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة دون عوائق.
وأكد دوجاريك أن العمليات الإسرائيلية في مخيم جنين للاجئين (شمال الضفة الغربية) استمرت وامتدت إلى الجزء الشرقي من مدينة جنين، “مما أسفر عن المزيد من القتلى والتدمير والنزوح”.
وقال إن قوات الاحتلال أمرت سكان ذلك الجزء من جنين بإخلاء منازلهم، ما أدى إلى تهجير نحو 30 عائلة، بما في ذلك ثلاث عائلات على الأقل كانت قد تهجرت في وقت سابق.
وأضاف: “خلال العملية استخدمت قوات الاحتلال الجرافات، ما أدى إلى تدمير البنية التحتية وانقطاع الكهرباء وتشديد القيود على الوصول والحركة داخل المدينة وخارجها”.
المصدر: A.Sh.A