سوريا تتعهد بتدمير مخزون الأسلحة الكيميائية المتراكمة منذ عهد الأسد

منذ 4 ساعات
سوريا تتعهد بتدمير مخزون الأسلحة الكيميائية المتراكمة منذ عهد الأسد

وفي خطاب تاريخي ألقاه أمام منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي، تعهد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني بتدمير مخزونات الأسلحة الكيميائية المتراكمة في عهد الرئيس المخلوع بشار الأسد.

وقال الشيباني إن الهجمات الإسرائيلية تشكل تحديات لوجستية وفنية وعملياتية، كما أنها تؤدي إلى تفاقم انعدام الأمن فيما يتعلق بالأسلحة الكيميائية.

أسعد الشيباني هو أول ممثل لسوريا يلقي كلمة أمام المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية.

وتحت الضغط الروسي والأميركي، وافقت سوريا في عام 2013 على الانضمام إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والكشف عن مخزوناتها وتسليمها من أجل تجنب الضربات الجوية من قبل الولايات المتحدة وحلفائها. وكانت القوات الحكومية قد اتُهمت في وقت سابق بتنفيذ هجوم بالأسلحة الكيميائية في منطقة دمشق أدى إلى مقتل أكثر من ألف شخص.

ونفت السلطات السورية استخدام هذه الأسلحة في حينها.

وفي حين أكدت الحكومة السورية في عهد الأسد أنها سلمت كامل مخزونها المعلن من الأسلحة الكيميائية للتدمير، أعربت المنظمة عن مخاوفها من أن دمشق لم تعلن عن كامل المخزون، ومن أن أسلحة إضافية تم إخفاءها.

خلال النزاع الذي اندلع في عام 2011، تمكنت المنظمة من إثبات استخدام الأسلحة الكيميائية أو الاشتباه باستخدامها في سوريا في 20 حالة.

وبعد الإطاحة بالأسد على يد جماعات المعارضة بقيادة هيئة تحرير الشام في 8 ديسمبر/كانون الأول، قالت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إنها طلبت من السلطات الجديدة تأمين مخزوناتها من هذه الأسلحة. وأكدت أنها تواصلت مع دمشق “للتأكيد على أهمية ضمان أمن المواد والمنشآت المرتبطة بالأسلحة الكيميائية” في البلاد.

وأكدت إسرائيل، التي شنت مئات الغارات الجوية على مواقع ومنشآت عسكرية بعد سقوط الأسد، أن هجماتها شملت أيضا “الأسلحة الكيميائية المتبقية” لمنع وقوعها “في أيدي المتطرفين”.

وأقر الشيباني بأن هذه الهجمات “تطرح تحديات إضافية بالإضافة إلى التحديات اللوجستية والفنية والعملياتية”.

وأضاف أنه “بالتالي فإن هناك حالة من عدم اليقين بشأن نوعية الأسلحة الكيميائية التي قد لا تزال موجودة في سوريا”.

وقال الشيباني أمام الوفود المشاركة في الاجتماع إن “برنامج الأسلحة الكيميائية لنظام الأسد يمثل أحد أحلك الفصول في تاريخ سوريا والعالم”، وتعهد “بإعادة بناء مستقبل سوريا على أساس الشفافية والعدالة والتعاون مع المجتمع الدولي”.

وأضاف أن “برنامج الأسلحة الكيميائية الذي أطلق في عهد الأسد ليس برنامجنا”. “ولكن لا يزال من واجبنا تفكيك ما تبقى ووضع حد لهذا الإرث المؤلم”.

من جانبه، قال المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية فرناندو أرياس في كلمة افتتاحية أمام الوفود اليوم الثلاثاء إن الإطاحة بالأسد تقدم “فرصة جديدة وتاريخية” لتوثيق وتدمير مخزونات الأسلحة الكيميائية السورية.

وفي الشهر الماضي، التقى أرياس الرئيس السوري أحمد الشرع في أول زيارة له إلى دمشق منذ الإطاحة بالأسد على يد فصائل المعارضة بقيادة هيئة تحرير الشام.

وقال أرياس “من خلال هذه الزيارة بدأنا بوضع أسس التعاون المبني على الثقة والشفافية مع السلطات السورية الجديدة”، مضيفا: “كل هذا يمثل قطيعة كبيرة مع الماضي”.

المصدر: وكالات


شارك