الأمم المتحدة: إثيوبيا بحاجة إلى مليارى دولار للاستجابة الإنسانية فى 2025

وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن الوضع الإنساني في إثيوبيا لا يزال حرجاً. بسبب الصراعات المستمرة والصدمات المناخية؛ وبحسب التقرير، ستكون هناك حاجة إلى ملياري دولار للمساعدات الإنسانية في عام 2025. تجدر الإشارة إلى أن هناك فجوة تمويلية قدرها 496 مليون دولار في النصف الأول من هذا العام.
وقال مكتب الأمم المتحدة في أحدث تقرير له عن المساعدات الإنسانية ذات الأولوية وفجوات التمويل الحرجة، إن انعدام الأمن الغذائي لا يزال يشكل مصدر قلق كبير، خاصة وأن سوء التغذية بين الأطفال والنساء وصل إلى مستويات مثيرة للقلق في أجزاء مختلفة من البلاد. وأشارت إلى أن الاحتياجات الإنسانية لا تزال مرتفعة بسبب الصراعات المستمرة والصدمات المناخية وحالات الطوارئ الصحية.
وحذر من أن الوضع الإنساني لا يزال “حرجا”، وخاصة في المناطق المتضررة من الصراع مثل أمهرا وأوروميا الغربية، حيث أثر انعدام الأمن على الوصول إلى الخدمات. وأشار إلى أن المخاوف الأمنية لا تزال قائمة، بما في ذلك العنف القائم على النوع الاجتماعي، وفصل الأطفال، والإخلاء القسري، وتدمير الممتلكات، ووجود ذخائر غير منفجرة في بعض المناطق. وقال مكتب الأمم المتحدة إن النشاط الزلزالي في عفار وأوروميا أدى إلى تفاقم الأزمة، حيث تم تسجيل 232 زلزالا منذ ديسمبر/كانون الأول 2024. وأكدت أن مثل هذه المخاطر تؤدي إلى زيادة التحديات التي تواجه الفئات السكانية الضعيفة.
وذكرت تقارير صحفية سابقة أن النشاط الزلزالي المتكرر أدى إلى نزوح آلاف الأشخاص في مناطق عفار وأوروميا وأمهرا. لجأ العديد من النازحين داخليا من شعب عفار إلى مجمع دايدو في منطقة أميبارا بعد أن أجبروا على مغادرة منازلهم في منطقة أواش-فينتالي. وقوبلت جهود الحكومة لإعادة توطينهم في موقع نيو فيجن في أواش أربا بالمقاومة والرفض. وأفادت المجتمعات الرعوية بأن الموقع المقترح يفتقر إلى الموارد الأساسية مثل المياه والأشجار للمأوى والحطب ومرافق الصرف الصحي المناسبة.
وأشار مكتب الأمم المتحدة إلى أن التحديات المتعلقة بالمناخ ساهمت أيضًا في زيادة الاحتياجات الإنسانية، حيث كان معدل هطول الأمطار الناجم عن ظاهرة النينيا منخفضًا في المناطق ذات الأغلبية الزراعية خلال الفترة أكتوبر – ديسمبر 2024. وقد أدى هذا إلى ظروف شبيهة بالجفاف. لا تزال مشكلة ندرة المياه وانعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية الحاد سائدة في المجتمعات التي لا تزال تتعافى من الجفاف الذي ضرب المنطقة في الفترة 2020-2023. وتظل توقعات هطول الأمطار الموسمية لشهري مارس/آذار ومايو/أيار في عفار وغيرها من المناطق المنخفضة “مثيرة للقلق”.
تؤدي الأزمات الصحية إلى ارتفاع تكلفة المساعدات الإنسانية. يصف مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية تفشي وباء الكوليرا الحالي في إثيوبيا بأنه “الأطول في تاريخ البلاد”. وتشير إلى زيادة حالات الإصابة بالملاريا والحصبة وتقول إن حالات الطوارئ الصحية هذه، إلى جانب التأثيرات المستمرة للجفاف والصراع، أدت إلى “تآكل” قدرة المجتمعات المتضررة على الصمود.
ورغم هذه التحديات، أفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن العمليات الإنسانية ستواصل استخدام تمويل عام 2024، فضلاً عن التمويل الجديد لعام 2025. وفي الوقت نفسه، حذرت من أن القيود المالية أدت بالفعل إلى تعليق بعض المساعدات المنقذة للحياة.
المصدر: A.Sh.A