شيخ الأزهر: كرم الله مطلق لا يشوبه نقص.. وكرم البشر محدود بطبائع النفس وغواية الشيطان

منذ 5 ساعات
شيخ الأزهر: كرم الله مطلق لا يشوبه نقص.. وكرم البشر محدود بطبائع النفس وغواية الشيطان

فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، أن اسم “الكريم” من أسماء الله الحسنى الواردة في القرآن الكريم والسنة النبوية، والتي أجمع عليها المسلمون.

وخلال كلمته اليوم في الحلقة الخامسة عشرة من برنامج “الإمام الطيب”، شرح سماحته اسم الله “الكريم” بالتفصيل. وقد ورد اسم “الكريم” صراحة في القرآن الكريم، حيث يقول الله تعالى: (يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم). بالإضافة إلى الأحاديث النبوية، مثل قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إن الله تعالى ذو فضل عظيم). “إنه يحب الأخلاق العليا ويكره الأخلاق الدنيا.” وأوضح أن كلمة “منخفض” تعني الأشياء المنخفضة والحقيرة.

وأوضح شيخ الأزهر أن اسم “كريم” مشتق من كلمة “فاعل”، والتي قد يكون معناها “مفعول” (مثل “مكروم”) بدلاً من “فاعل”. قال: «وقد جاء الشرع بهذا الاسم من غير اشتقاق، لأن الأسماء الحسنى ثابتة ومقبولة». وأضاف أن الأهمية المستحقة لله تعالى هي “المكرم” الذي كرمه لا ينفصل عن وجوده، بخلاف البشر الذين يعتبر الكرم عندهم “فعلاً” مؤقتاً.

وأشار سماحته إلى شرح القاضي أبو بكر ابن العربي في كتابه “العمود الأقصى” حيث ذكر 16 معنى لـ “الكريم”، منها ما ينطبق على الله تعالى، مثل “الغني بالنعمة”، و”السريع العطاء”، و”الخالي من العيوب”، و”الذي يعطي دون انتظار مقابل”. واستثنى معنى لا يليق بالله، وهو “الذي يعطي وينتظر من المعطي” وأكد أن الله تعالى يعطي دون أن ينتظر شكرا أو منة.

وأكد الإمام الأكبر أن الكرم الإنساني محدود بفطرة النفس وغوايات الشيطان، فالإنسان متأرجح بين البخل والكرم، بينما كرم الله مطلق لا غبار عليه. وأشار أيضاً إلى أن كرم الله يجمع بين صفات الجلال (كصفة ذاتية) وصفات الفعل (كالإعطاء مرة أخرى)، في حين أن كرم الإنسان مرتبط بأحواله وملابساته. وحذر المؤمنين من الغرور بكرم الله، مع أنه أكد أن اسم “الكريم” يبعث على التفاؤل، قائلاً: “لا يغركم هذا الكرم، فإن الله مسؤول ومراقب”، مشيراً إلى التوازن بين رحمة الله وعدله.

المصدر: أ.ش.أ.


شارك