المشاط: توقعات باستمرار تعافى نمو الناتج المحلى الإجمالى فى الربع الثانى من العام المالى الجارى

منذ 12 ساعات
المشاط: توقعات باستمرار تعافى نمو الناتج المحلى الإجمالى فى الربع الثانى من العام المالى الجارى

استعرضت الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي تقرير وزارة التخطيط حول “رصد الأداء الاقتصادي والاجتماعي في السنة المالية 2023/2024″، ومرتكزات ومحددات خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية للعام المالي المقبل، وأهم التطورات الاقتصادية للعام المالي الحالي. جاء ذلك خلال اجتماع موسع عقدته لجنة المالية والشئون الاقتصادية والاستثمار بمجلس الشيوخ برئاسة هاني سري الدين وبمشاركة أعضاء اللجنة، بحسب بيان نشر على الموقع الإلكتروني لمجلس الوزراء اليوم الثلاثاء.

وأوضح الوزير أن خطة العام المالي الماضي قدرت النمو الاقتصادي بنحو 4.1% في 2023/2024، بينما انتهى العام بتباطؤ نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي لمصر إلى 2.4% في 2023/2024، مواصلاً تراجعه مقارنة بمعدل النمو المحقق البالغ 3.8% في 2022/2023 و6.6% في 2021/2022. وكان للصدمات الخارجية والتحديات الاقتصادية والجيوسياسية تأثير سلبي على أداء بعض القطاعات الاقتصادية الرئيسية، وخاصة قناة السويس، وقطاعي الاستخراج والنفط، وقطاع الصناعات التحويلية. يضاف إلى ذلك السياسة النقدية والمالية التقييدية التي تنتهجها الدولة، والتي تهدف إلى استعادة الاستقرار الاقتصادي الكلي وإدارة الاستثمار العام.

وأوضحت أن إجمالي حجم الاستثمارات المنفذة في موازنة 2023/2024 يبلغ نحو 1626 مليار جنيه، بنسبة نمو 5.8% مقارنة بما تم تنفيذه في العام المالي السابق، وأن نسبة تنفيذ مستهدف الخطة والمقدر بنحو 1650 مليار جنيه تبلغ نحو 98.5%.

وأضافت أن إجمالي الاستثمارات العامة بلغ نحو 926 مليار جنيه مصري، بنسبة نمو بلغت 6.3% عن العام السابق، و88% من المستهدف المقدر بـ1050 مليار جنيه مصري. ونتيجة لذلك، انخفضت حصة الاستثمار العام من إجمالي الاستثمار إلى نحو 57% مقارنة بالهدف البالغ 64% كجزء من جهود الحكومة لتحقيق التنمية الاقتصادية الموجهة للقطاع الخاص.

وأشارت إلى أن خطة العام المالي الماضي ارتكزت على عدد من العوامل. واستهدفت الخطة التركيز على مشروعات التنمية البشرية (الصحة والتعليم) ومتطلبات رؤية مصر 2030 المحدثة، ومراعاة توفير الاستثمارات اللازمة للمشروعات المتوقع الانتهاء منها، والتركيز على المشروعات التي تجاوزت نسبة تنفيذها 70%، ومراعاة تأثير الظروف الاقتصادية على ارتفاع تكلفة الاستثمار العام، واستبعاد المشروعات الجديدة التي لم يبدأ تنفيذها بعد، والانسحاب من تمويل بعض المشروعات، مع السماح بمشاركة القطاع الخاص في ضوء وثيقة سياسة ملكية الدولة.

واستعرض الوزير مؤشرات الناتج المحلي الإجمالي للربع الأول من السنة المالية الحالية والتي سجلت نمواً بنحو 3.5% وأظهرت تطورات إيجابية في الصناعة التحويلية غير النفطية والقطاعات الإنتاجية. وأشارت إلى أن المؤشرات الأولية تشير إلى استمرار معدلات النمو الإيجابية للناتج المحلي الإجمالي في الربع الثاني من العام المالي الجاري، مؤكدة أن الحكومة أعطت أولوية قصوى لإعادة هيكلة الاقتصاد المصري نحو القطاعات القابلة للتداول بهدف زيادة معدلات التصدير.

وتحدثت عن الأثر الإيجابي لإدارة الاستثمار العام وإجراءات الإصلاح الاقتصادي والهيكلي التي نفذتها الحكومة، والتي ساهمت في زيادة استثمارات القطاع الخاص في الربع الأول من العام المالي الجاري لتصل إلى 63% من إجمالي الاستثمارات، متجاوزة الاستثمار الحكومي خلال الفترة.

وأشارت إلى المنهجية الجديدة التي وضعتها الوزارة لإعداد مشروع خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية للعام المالي المقبل 2025/2026. ويهدف هذا إلى توجيه الاستثمار العام نحو المشاريع ذات الأولوية التي تدعم جهود الدولة نحو التنمية المستدامة وفق منظور تنموي شامل. وسيتم تحقيق ذلك من خلال تحديد دور كل وزارة في تنفيذ رؤية مصر 2030 وخطة عمل الحكومة والاستراتيجيات القطاعية ذات الصلة. يتم تحليل الوضع الحالي لمشاريع خطة الاستثمار لكل وزارة. ويتم استعراض القرارات الرئاسية والمشاريع الوطنية والبروتوكولات التي يتم تنفيذها حاليا فيما يتعلق بكل وزارة. يتم توفير أدوات التخطيط لتحسين جودة عملية التخطيط. وسيتم إعداد مقترح رؤية لأولويات خطة الاستثمار والتدابير الداعمة المرتبطة بها، بحيث يمكن لكل وزارة أن تستخدمه لتوجيه تطويرها. ويتم تحليل آليات التنفيذ التي تعتمد عليها كل وزارة لتحقيق أهداف التنمية ذات الصلة، وتحديد فجوات مؤشرات الأداء في كل آلية.

وأوضح الوزير أن الوزارة تعمل حالياً على إعداد خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية للعام المالي المقبل 2025/2026. ومع ذلك، اعتبارًا من بداية السنة المالية 2026/2027، سيتم إعداد الخطة على مدى ثلاث سنوات، وفقًا لقانون المالية الموحد (القانون المالي الموحد)، وليس كخطة سنوية. وأشارت إلى أن الوزارة تعمل بشكل متواصل مع مختلف الوزارات لمناقشة خطة العام المالي المقبل وإعداد خطة متوسطة المدى.

وفي هذا السياق أوضحت المشاط أن وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي وضعت إطاراً متكاملاً للاستدامة وتمويل التنمية الاقتصادية. ويهدف هذا إلى سد فجوات التنمية من خلال جعل النمو النوعي أولوية قصوى للحكومة. إن النمو النوعي في مصر يجب أن يتجاوز نمو الناتج المحلي الإجمالي ليشمل أيضاً توزيع المنافع والاستدامة والتنمية البشرية. ويرتكز الإطار على ثلاثة محاور رئيسية: تحديد فجوات التنمية في مختلف القطاعات وسدها، وتحسين الاستقرار الاقتصادي الكلي وتنفيذ الإصلاحات الهيكلية، وتخصيص الموارد وتحسينها وتشجيع الاستثمار الخاص.

وأكدت أن استراتيجية مصر المتكاملة لتمويل التنمية ستدعم جهود الحكومة المصرية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. إن آليات وإجراءات التعاون واتخاذ القرار وإشراك أصحاب المصلحة في مصر من شأنها أن تساعد في سد فجوة التمويل والتخفيف من المخاطر المالية المستقبلية. وتركز الاستراتيجية على مجالات ذات أولوية مثل الحماية الاجتماعية والتعليم والصحة والنظافة وتغير المناخ وتمكين المرأة والنقل.

كما تم استعراض أهم مميزات المرحلة الأولى من مشروع الحياة الكريمة. وتبلغ قيمة تمويل المرحلة الأولى من المبادرة 350 مليار جنيه مصري (350 مليار يورو). وسيسمح ذلك بتنفيذ نحو 23 ألف مشروع في 1477 قرية بـ52 مركزاً و20 محافظة، ويستفيد منها 18 مليون مواطن. ومن المقرر أن تحصل محافظات الصعيد على 68% من تمويل المرحلة الأولى. ويستفيد من هذا البرنامج 11 مليون مواطن، وهو ما يعادل 61% من إجمالي المستفيدين.

وأبرزت النتائج الرئيسية للمشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية، حيث وصل إجمالي عدد المستفيدين من خدمات المشروع إلى ما يقرب من 28 مليون مواطن بحلول أكتوبر 2024، منهم 90% سيدات و10% رجال، بما يمثل نسبة المقابر الثقافية والحفظية التي يستخدمها المشروع بنسبة 66%. مراكز تنمية الأسرة وإنشاء 3 مراكز أخرى من إجمالي مستهدف 52 مركز تنمية الأسرة التي تقدم الرعاية الأسرية والطفل والأم، وإنشاء وتطوير 1641 روضة أطفال متجاوزة المستهدف وهو 1000 قاعة، بالإضافة إلى غياب وإدخال التجهيزات الاقتصادية وإنشاء الدرجات الاقتصادية وإنشاء الأنشطة والإنتاج ووظائف الإنتاج … تم تنفيذ المشروع وساهم في خلق حوالي 120 ألف فرصة عمل.

وأشارت المشاط إلى أن الحكومة المصرية أطلقت البرنامج الوطني للإصلاح الهيكلي في عام 2021. ويرتكز هذا على ثلاثة محاور رئيسية تهدف إلى تعزيز النمو الشامل والمستدام وزيادة الإنتاجية. وينفذ هذا البرنامج استراتيجيات وتدابير مختلفة تعكس أولويات الدولة: تعزيز الاستقرار الاقتصادي الكلي والمرونة، وزيادة القدرة التنافسية، وتحسين بيئة الأعمال، وتنويع الهيكل الإنتاجي للاقتصاد المصري، ودعم التحول الأخضر. قامت وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي بالتنسيق مع الوزارات والجهات الوطنية بصياغة استراتيجيات وإجراءات الإصلاح الهيكلي لكل محور بما يتوافق مع الاستراتيجيات القطاعية الوطنية. وبالإضافة إلى ذلك، تقوم الوزارة بالتفاوض بشأن أموال دعم الميزانية مع شركاء التنمية المتعددين والثنائيين لدعم تنفيذ هذه الإصلاحات الهيكلية، مما سيفتح آفاقاً جديدة للاقتصاد المصري.

وفيما يتعلق بالمجموعة الوزارية لريادة الأعمال، أكدت المشاط أن هدفها هو تعزيز قدرات الشركات الناشئة ومنظومة ريادة الأعمال لتحقيق نمو اقتصادي مستدام ومتسارع قائم على التنافسية والمعرفة، بما يساهم في خلق فرص عمل لائقة. وقد عقدت المجموعة الوزارية حتى الآن اجتماعين، وتم إنشاء هيكل تنظيمي مع إنشاء أمانة فنية وأربع مجموعات عمل تتألف من ممثلين عن مجتمع الأعمال. وتتولى هذه المجموعات مسؤولية صياغة السياسات والأطر القانونية والتمويلية، وتنسيق مبادرات ومشاريع الشركات الناشئة، وتطوير الأسواق العالمية مع الاحتفاظ بالمواهب المحلية، وربط التحديات في مختلف القطاعات بالحلول المبتكرة من الشركات الناشئة.

المصدر: بيان منشور على موقع مجلس الوزراء


شارك