مدبولى يؤكد ضرورة أن يتشارك الجميع فى إيجاد حلول للقضايا الإنمائية المُلحة

منذ 4 ساعات
مدبولى يؤكد ضرورة أن يتشارك الجميع فى إيجاد حلول للقضايا الإنمائية المُلحة

رئيس الوزراء الدكتور وأكد مصطفى مدبولي أن حالة عدم اليقين والاضطراب التي يعيشها عالمنا اليوم هي نتيجة أزمات متتالية ذات طابع اقتصادي وصحي وإنساني وجيوسياسي تؤثر على مسارات التنمية الوطنية وأنظمة التمويل والاقتصاد العالمي. وأشار إلى أن هذه الظروف أدت إلى تباطؤ النمو العالمي، وارتفاع تكلفة تمويل التنمية ونضوب مصادره، وزيادة مخاطر الاستثمار، وأعباء الدين العام، وغيرها من التحديات ذات الصلة. وهذا يتطلب من الجميع المشاركة في إيجاد الحلول لمشاكل التنمية العاجلة وتحديد القواسم المشتركة التي تخلق الفرص الاقتصادية وتحسن رفاهة الناس.

وكان ذلك نتيجة لخطاب ألقاه رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي. مصطفى مدبولي اليوم في إطلاق استراتيجية التمويل الوطنية المتكاملة في مصر. ويجري تنفيذ هذه الاستراتيجية بالشراكة مع الأمم المتحدة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي لتعزيز استدامة التمويل لتنفيذ رؤية مصر 2030 وأهداف التنمية المستدامة. ويهدف المشروع إلى سد فجوة التمويل لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وإنشاء إطار وطني متكامل يشمل مصادر مختلفة لتمويل التنمية من خلال الجمع بين أفضل الممارسات العالمية وحلول تمويل التنمية الوطنية.

وحضر الحفل نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية، ووزير الصحة والسكان، وعدد من الوزراء، ومنسق الأمم المتحدة المقيم في مصر، وممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مصر، وعدد من السفراء، وممثلي المنظمات الدولية ووكالات الأمم المتحدة، وعدد من أعضاء مجلس النواب، ومسؤولي الجهات المعنية، بالإضافة إلى ممثلين عن القطاع الخاص والمجتمع المدني.

وتضمن الحدث عدة حلقات نقاشية شارك فيها رئيس الوزراء أيضًا. وكان أحدها بعنوان “استراتيجية التمويل الوطنية المتكاملة في مصر: خارطة طريق للتمويل المستدام في مصر”، حيث تحدث فيه الدكتور محمد معيط. وقدمت الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي شرحا تفصيليا للاستراتيجية. كما عقدت جلسة أخرى بعنوان “الخطوات التالية: تنفيذ وحوكمة الإطار التمويلي الوطني المتكامل”. وتلا ذلك تصريحات لعدد من الوزراء والمسؤولين حول الوضع التمويلي في مصر.

وبدأ رئيس الوزراء كلمته بالتعبير عن مدى شرفه بالحضور في إطلاق استراتيجية التمويل الوطنية المتكاملة لمصر، وأضاف: “إن اجتماعنا اليوم يجسد الوعد الذي قطعناه جميعا منذ عقود لضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة”.

وأوضح أن تمويل التنمية هو أحد هذه القواسم المشتركة. وتشير التقارير الدولية إلى أن الفجوة التمويلية من المتوقع أن تتسع إلى 6.4 تريليون دولار بحلول عام 2030 ما لم يتم اتخاذ تدابير وقائية عالمية عاجلة. ومنذ إطلاق خطة عمل أديس أبابا بشأن تمويل التنمية في عام 2015، تزامناً مع طرح أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، ظهر تمويل التنمية بشكل مكثف على طاولة المفاوضات الدولية في السنوات الأخيرة.

وفي هذا السياق، يقول د. واستعرض مصطفى مدبولي جهود الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة في دعم عملية التنمية المستدامة في مصر خلال 80 عاماً من التعاون بين الجانبين منذ إنشاء الأمم المتحدة. وأكد أن هذا التعاون يهدف إلى دعم جهود التنمية المستدامة من خلال برامج ومشاريع تنموية تهدف إلى التخفيف من حدة الفقر والحماية الاجتماعية وتحسين التعليم والرعاية الصحية وتعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين الشباب والنساء اقتصاديا وتغير المناخ والزراعة والصناعة وغيرها من المجالات.

وأشار رئيس الوزراء إلى أن مصر كانت من أوائل الدول التي صادقت على أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة وأجندة العمل 2030 في عام 2015. وفي إطار سياستها القائمة على الشفافية والمساءلة، بادرت البلاد أيضًا إلى إجراء ثلاث مراجعات طوعية أمام الرأي العام الدولي. كما قدمت مصر نموذجاً مهماً لمواءمة تمويل التنمية مع هذه الأهداف، وعملت بلا كلل على دمج هذه الأهداف في المحافظات.

وأضاف: “في إطار التزامها بتعظيم الاستفادة من موارد التنمية المتاحة، أطلقت الحكومة المصرية البرنامج الوطني للإصلاحات الاقتصادية والهيكلية عام ٢٠١٦، والذي تواصل وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي تنفيذه. ويهدف هذا البرنامج إلى زيادة القدرة التنافسية الاقتصادية، وتحسين بيئة الأعمال، وتعزيز مرونة الاقتصاد الكلي في مواجهة الصدمات الخارجية، ودعم التحول الأخضر، وفتح آفاق مستقبلية للتنمية الشاملة والمستدامة”.

وأشار رئيس الوزراء إلى أنه في حين تخصص الحكومة المصرية جزءاً كبيراً من ميزانيتها العامة لمشاريع التنمية، إلا أن التمويل المحلي يظل محدوداً بالنظر إلى حجم هدف 2030. ويتطلب هذا حسابًا دقيقًا لتكاليف تحقيق هذه الأهداف، فضلاً عن التدفقات المالية العامة والخاصة.

بمناسبة إطلاق الاستراتيجية الوطنية المتكاملة، قال رئيس الوزراء: “انطلاقًا من مفهوم الاستراتيجيات الوطنية المتكاملة للاستدامة وتمويل التنمية الذي وضعته الأمم المتحدة، نجتمع اليوم لإطلاق الاستراتيجية الوطنية المتكاملة للتمويل في مصر. تُوفر هذه الاستراتيجية إطارًا شاملاً للتمويل المحلي والدولي للتنمية في مصر. وقد أُطلقت على هامش قمة المستقبل والدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في سبتمبر الماضي”.

وتابع: “تركز الاستراتيجية على سد فجوات التنمية والتمويل في سبعة قطاعات رئيسية حددتها الحكومة المصرية وهي: الصحة، والتعليم، والحماية الاجتماعية، والمياه والصرف الصحي، والنقل، وتغير المناخ، وتمكين المرأة”. وتحدد الاستراتيجية أيضًا خارطة طريق عملية للتمويل المستدام والمبتكر من خلال مجموعة من التدابير لسد فجوة التمويل، بما في ذلك توسيع الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وتعزيز النظام المصرفي الأخضر، ودعم التمويل للقطاعات ذات الأولوية.

وأشار رئيس الوزراء إلى أنه مع انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة الدولي الرابع لتمويل التنمية في إسبانيا في يونيو/حزيران المقبل، فإننا ننتظر بفارغ الصبر نتائج المراجعة الشاملة للنظام المالي العالمي ومشهد التنمية، فضلاً عن دور الاستراتيجيات الوطنية المتكاملة في تعزيز الوصول إلى التنمية الشاملة والمستدامة.

وأضاف أنه في ضوء الالتزامات التي تعهدت بها الدولة المصرية خلال قمة أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2023، فإن مصر عازمة على دعم القطاع الخاص بشكل كامل وزيادة مساهمته في الاستثمارات الإجمالية للدولة من خلال مجموعة من الأدوات والإجراءات لتحفيز القطاع الخاص.

واختتم رئيس الوزراء كلمته معرباً عن امتنانه وتقديره لجهود الجهات الوطنية المعنية، وفي مقدمتها وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، والمنسق الوطني لتمويل التنمية، على جهودهما التنسيقية لتحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة والمستدامة.

المصدر: الصفحة الرسمية لمكتب رئيس الوزراء على الفيسبوك


شارك