جوتيريش يطرح عدة طرق للتغلب على التهديدات التى تواجه التعددية فى العالم

اقترح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عدة مناهج في أربعة مجالات للتغلب على التهديدات التي تواجه التعددية في جميع أنحاء العالم. ويرى أن التغلب على هذه الحواجز يشكل قوة دافعة لميثاق مستقبلي. وهذا صحيح بشكل خاص في مواجهة الصراعات المميتة التي تتضاعف وتشتد، والخسائر الهائلة في الأرواح، وتنامي الإفلات من العقاب، وتفاقم الفقر والجوع وعدم المساواة. وفي الوقت نفسه، فإن ثروة حفنة من الناس تفوق ثروة نصف البشرية.
وبحسب مركز الأمم المتحدة للإعلام، حدد غوتيريش أربعة مجالات يمكن من خلالها التغلب على تهديدات اليوم من خلال التضامن وتطوير حلول مشتركة. الأول هو: “يجب علينا إيجاد حلول مشتركة للسلام في عالمنا المجزأ”. وأضاف أن “السلام أصبح نادراً في جميع أنحاء العالم”.
وأشار غوتيريش إلى عدد من الصراعات، بما في ذلك قطاع غزة. وقال إن العمليات العسكرية الإسرائيلية منذ هجمات السابع من أكتوبر تسببت في مستويات غير مسبوقة من الموت والدمار. وأعرب عن غضبه إزاء الهجمات الإسرائيلية على غزة هذا الأسبوع، والتي أسفرت عن مقتل المئات من الأشخاص.
أعرب غوتيريش عن حزنه العميق وأسفه لمقتل أحد موظفي الأمم المتحدة وإصابة خمسة آخرين في هجوم بالقنابل على منزلين للضيافة تابعين للأمم المتحدة في دير البلح. وأضاف أنه من المروع أن يقتل خمسة موظفين آخرين من الأونروا هذا الأسبوع. ويرتفع بذلك عدد القتلى بين موظفي الأمم المتحدة إلى 284.
وقال غوتيريش إن “وقف إطلاق النار خفف أخيرا من المعاناة المروعة للفلسطينيين في غزة وجلب الراحة للأسر الإسرائيلية التي رحبت أخيرا بالرهائن في ديارهم بعد أكثر من عام من المعاناة واليأس”. “إنني أدعو بقوة إلى استعادة وقف إطلاق النار، واستئناف وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، والإفراج الفوري وغير المشروط عن الرهائن المتبقين”.
وتابع: “بالإضافة إلى إنهاء هذه الحرب الرهيبة، يجب علينا إرساء أسس السلام الدائم من خلال خطوات فورية لا رجعة فيها نحو حل الدولتين الذي تعيش فيه إسرائيل وفلسطين جنباً إلى جنب في سلام وأمن، وفقاً للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة”.
وشدد غوتيريش على أن الأطراف المتحاربة يجب أن تتخذ إجراءات فورية لحماية المدنيين، ودعم حقوق الإنسان، وبناء السلام، وتمكين آليات مراقبة حقوق الإنسان والتحقيق المحلية والدولية من توثيق الأحداث على الأرض. وأشار إلى أن “المُثُل الأوروبية تُذكرنا بقوة بمسؤوليتنا المشتركة تجاه الشعوب الأكثر ضعفاً في العالم، وهي دليل على أن الانعزالية هي وهم وليست حلاً أبداً”.
وثانيا، أكد غوتيريش أن التهديدات التي تواجه التعددية يمكن التغلب عليها من خلال حلول مشتركة للحد من أوجه عدم المساواة وضمان العدالة المالية للجميع. وأشار إلى دعوة ميثاق المستقبل إلى توفير تحفيز اقتصادي شامل لدعم البلدان في الاستثمار في أهداف التنمية المستدامة.
أما المجال الثالث الذي أراد غوتيريش التركيز عليه فهو تعزيز التعددية في المستقبل من خلال البحث عن حلول مشتركة لحماية المناخ قبل فوات الأوان. وأكد أن “التضامن المناخي هو التزام أخلاقي ومسألة بقاء لنا جميعًا”.
رابعا وأخيرا، قال غوتيريش: “بإمكاننا التغلب على التهديدات التي تواجه التعددية من خلال ضمان دعم التكنولوجيا لحقوق الإنسان”.
وأكد أن البشر يجب أن يظلوا دائما مسيطرين، مسترشدين بالقانون الدولي وحقوق الإنسان والمبادئ الأخلاقية، وأن التكنولوجيا يجب أن تخدم الإنسانية وليس العكس.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (مينا)