هيئة قناة السويس تؤكد حرصها على تعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية مع العملاء

منذ 13 ساعات
هيئة قناة السويس تؤكد حرصها على تعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية مع العملاء

جددت هيئة قناة السويس، اليوم الثلاثاء، عزمها على مواصلة جهودها لضمان التواصل المستمر والفعال مع كافة عملائها وتعزيز العلاقات الاستراتيجية مع شركات الشحن الكبرى وغرف الشحن العالمية والمنظمات النشطة في المجتمع البحري الدولي.

وأوضحت هيئة قناة السويس في بيان صحفي اليوم أن هذه الجهود تتجلى بوضوح في اللقاءات المباشرة والمنتظمة مع العديد من الشخصيات الفاعلة والمؤثرة في المجتمع البحري الدولي، وعلى وجه الخصوص مع أمين عام المنظمة البحرية الدولية، ورئيس غرفة الشحن الدولية، ورؤساء كبرى شركات الشحن، وممثلي وكالات الشحن. ويهدف المؤتمر إلى مناقشة التحديات الجيوسياسية والأمنية التي تواجه المنطقة وتأثيرها على استدامة سلاسل التوريد العالمية.

وقد أسفرت هذه الجهود الأخيرة عن نجاحات عديدة وتحسين التعاون مع الشركاء والعملاء في عدة مجالات، منها توسيع محفظة استثمارات عدد من شركات الشحن في مصر، وعلى وجه الخصوص مجموعة ميرسك التي عملت على زيادة حجم استثماراتها في ميناء شرق بورسعيد وضخ استثمارات جديدة في مشروع تفكيك السفن بميناء دمياط، بما يعكس الدور المركزي لقناة السويس في دعم أنشطة المجموعة في مصر.

ودعت شركة ميرسك الدولية أيضًا إلى إجراء تصويت مشترك للتأكيد على اهتمامها بجعل قناة السويس أحد الطرق الرئيسية لتحالف جيميني (شبكة المستقبل). ويضم التحالف شركة ميرسك الدولية ومجموعة هاباج لويد الألمانية وبدأ عملياته في فبراير/شباط الماضي. كما تجرى حاليا مباحثات بشأن سياسة الملاحة للمجموعة والخطط المستقبلية لزيادة معدلات عبور سفنها عبر قناة السويس بعد استقرار الوضع في البحر الأحمر بشكل كامل.

ولكن التعاون مع شركات الشحن الكبرى لا يقتصر على هذا، بل يمتد إلى عدة مجالات، بما في ذلك التعاون في مجال التدريب. وفي العام الماضي، تم توقيع اتفاقية تعاون مع شركة ميرسك للتدريب لتنظيم برامج تدريبية لموظفي الوكالة في مجالات القيادة وإدارة الأزمات. وفي الوقت نفسه، تقدم هيئة قناة السويس، من خلال أكاديمية التدريب والمحاكاة البحرية التابعة لها، برامج تدريبية متقدمة لقباطنة شركات الشحن المختلفة لعبور قناة السويس بأمان.

ويتضح من تصريحات ممثلي شركات الشحن الكبرى اهتمامها بالحفاظ على العلاقة الاستراتيجية مع قناة السويس. كما أشار سورين توف، الرئيس التنفيذي لشركة MSC Shipping Line، إلى أنه يفضل عدم الإبحار حول رأس الرجاء الصالح بسبب عدم وجود خدمات بحرية مهمة هناك. وأكد السيسي أنه مستعد لاستئناف عبور قناة السويس فور عودة الاستقرار الكامل إلى المنطقة. ويتماشى ذلك مع تصريحات العديد من الشخصيات المؤثرة في المجتمع البحري الدولي الذين يؤكدون على الدور المحوري للقناة وأهميتها لاستدامة سلاسل التوريد العالمية. ومن بين هذه التصريحات تصريحات أرسينيو دومينغيز، الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية. وأكد أن قناة السويس تعد طريقا ملاحياً أساسياً، معرباً عن دعم المنظمة لتعزيز النقل البحري عبر قناة السويس، لما يسهم في تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الضارة وضمان بيئة عمل مستدامة للبحارة.

وبحسب تصريحات جيرارد ميستراليت، المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي، فإن الممر الاقتصادي الهندي الشرق الأوسط أوروبا (IMEC) لن ينافس قناة السويس، حيث يوجد فارق كبير في القدرة التجارية للممر الجديد الذي يجري إنشاؤه حاليا، والذي سيعتمد على النقل البحري بالإضافة إلى النقل بالسكك الحديدية في بعض المراحل.

وأكدت تقارير شركات الشحن العالمية أهمية قناة السويس في نقل واردات النفط إلى أوروبا، بحسب شركة كيبلر للتحليلات. وتظهر بياناته أن نصف شحنات الوقود للاتحاد الأوروبي مرت عبر قناة السويس في شهر مارس/آذار، خلال فترة من الهدوء النسبي وبداية العودة إلى الاستقرار خلال وقف إطلاق النار. ويؤكد ذلك اهتمام شركات الشحن الكبرى باستئناف حركة الملاحة عبر قناة السويس فور عودة الاستقرار إلى المنطقة. وتشير إحصائيات الشحن في القناة أيضًا إلى أنه منذ بداية فبراير، قامت 166 سفينة بتحويل مساراتها وأصبحت تعبر قناة السويس بدلاً من الطريق حول رأس الرجاء الصالح. ويعد هذا مؤشرا واضحا على تأثير الوضع في منطقة البحر الأحمر على أسعار عبور السفن.

قبل تصاعد التوترات الأمنية في المنطقة، سجلت إحصائيات حركة الملاحة في قناة السويس أرقاما قياسية جديدة وغير مسبوقة في تاريخ القناة في العام الميلادي 2023. وتم تحقيق أعلى معدل عبور سنوي للسفن بواقع 26.434 سفينة عابرة، وأعلى حمولة صافية سنوية بلغت 1.6 مليار طن، وأعلى إيرادات سنوية بلغت 10.3 مليار دولار أميركي، متجاوزين كل الأرقام القياسية السابقة. ورغم تصاعد الأحداث وتزايد التحديات، لم تتوقف حركة الملاحة في قناة السويس وخدماتها البحرية منذ اندلاع الأزمة. بل التزمت الشركة بمواصلة جهودها لدعم التنمية الشاملة والمتكاملة من خلال مواصلة مشاريع تطوير الممرات المائية، بالتوازي مع جهودها لرفع مستوى الخدمات الملاحية وإضافة حزمة من الخدمات الملاحية الجديدة التي لم تكن متوفرة من قبل.

تزامناً مع الذكرى الرابعة لنجاح عملية تعويم سفينة الحاويات إيفر جيفن، والتي تحققت بفضل الإمكانات الفنية والبشرية للهيئة ودعم أسطولها البحري بقاطرات جديدة، تحتفل الهيئة بإتمام وتشغيل مشروع تطوير القطاع الجنوبي. وقد أدى ذلك إلى زيادة السلامة الملاحية للقناة وتقليل تأثير التيارات المائية والجوية على السفن المارة. كما تم زيادة قدرة القناة على تنفيذ عمليات عبور خاصة مثل عبور الحوض العائم “دورادو” بعرض 90 متراً والذي لم يكن ليعبر القناة لولا اكتمال مشروع توسيع القناة ضمن مشروع تنمية القطاع الجنوبي حيث كان أقصى عرض مسموح به لعبور القناة قبل تنفيذ مشروع التوسيع 70 متراً وفقاً للوائح الملاحة.

ومع تطور الأحداث، أثبتت هيئة قناة السويس قدرتها على الاستجابة بمرونة وإيجابية لمتطلبات الأزمة وتلبية طلبات العملاء من خلال تحسين خدمات الملاحة وإضافة حزمة من الخدمات الملاحية الجديدة التي لم تكن متاحة من قبل. وتضمن ذلك قيام ترسانة بورسعيد البحرية بأعمال الصيانة والإصلاح لسفينتين تابعتين لشركة الملاحة البحرية MSC. كما تمكنت شركة ترسانة السويس البحرية التابعة للهيئة من تنفيذ أعمال صيانة وإصلاح عاجلة على سفينة البضائع السائبة اليونانية “زوجرافيا” بعد تعرضها لهجوم في البحر الأحمر. كما قامت القوات البحرية بتقديم خدمات الإنقاذ البحري لتفريغ حمولة ناقلة النفط اليونانية سونيون التي تعرضت للهجوم في البحر الأحمر، واتخذت على إثر ذلك الإجراءات والاستعدادات اللازمة لسحبها بسلام عبر قناة السويس.

وتؤكد هذه التحديات ريادة القناة، وتؤكد أنها ستظل إلى الأبد شريان الحياة للخير والازدهار، ورمزاً للصمود والمقاومة، لا مثيل له لدى أي منافس، ولا يمكن لأي طريق بديل أن يحل محلها. ويظل صامداً، متغلباً على التغيير والظروف، وكما هو الحال دائماً، يوثق عبقرية مكانه وزمانه، فضلاً عن قدرة المصريين على التاريخ.

وتدعو هيئة قناة السويس وسائل الإعلام إلى توخي الدقة والموضوعية في نقل الأخبار وعدم نشر بيانات أو تحليلات مغلوطة من شأنها إثارة البلبلة أو التشكيك في قدرات وإمكانيات أهم مرفق بحري في العالم والإضرار بسمعته ومكانته العالمية. وتؤكد على أهمية الحصول على المعلومات الدقيقة من المصادر الرسمية للهيئة.

المصدر: بيان منشور على موقع مجلس الوزراء


شارك