وزير الأوقاف: نحتشد خلف الرئيس عبد الفتاح السيسي المعبر عن إرادتنا

منذ 3 أيام
وزير الأوقاف: نحتشد خلف الرئيس عبد الفتاح السيسي المعبر عن إرادتنا

أكد الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، وقوف الجميع خلف الرئيس عبد الفتاح السيسي، قائلاً: “نرفض تهجير إخواننا الفلسطينيين، ونؤكد على وقف إطلاق النار، ونلتزم بتقديم المساعدات العاجلة والإنسانية، ونطرح خططنا لإعادة الإعمار دون تهجير شعبنا، ونتمسك بحل الدولتين، ونؤمن بأنه لا حل إلا قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية”.

وخلال احتفالات وزارة الأوقاف بليلة القدر التي شرفها وحضرها الرئيس عبد الفتاح السيسي في مدينة الفنون والثقافة بالعاصمة الإدارية الجديدة، أكد وزير الأوقاف أن هذه إرادة كل المصريين، وأن الجميع يساند الرئيس لأنه يعبر عن إرادتنا.

وهنأ شعب مصر العظيم والأمتين العربية والإسلامية والإنسانية جمعاء بمناسبة ليلة القدر، داعياً الله عز وجل أن يعيد هذه الأيام المباركة علينا وعليكم بكل الخير والبركات والسعادة. كما هنأ الرئيس السيسي والجميع بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك. أعاده الله علينا بالخير والبركات والسعادة.

وأبدى دهشته من قول الله تعالى: (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ). وأشار إلى أنه أمام هذا الحدث فإن الله لا يريد لعقلك أن يتوه أو يتشتت في زحام الملائكة والأنوار والقدر والسلام والفجر وألف شهر، رغم شرف وجلال كل هذا. ولكنه لا يريدك أن تتوقف عند هذا الحد، أو تتوقف عنده، أو تختبئ منه.

بل إنه يريد أن يجذب عقلك ويوجه نظرك نحو الإله الأعظم الذي خطط لكل هذا. لذلك، يقول لك: “أنا القائد، أنا المتكلم، أنا المُظهِر، أنا الخالق، أنا المُدبِّر، أنا المُقِيم، أنا المُتَكَلِّم في القرآن، أنا خلقتك وخلقت الملائكة، أنا الذي أنزل كلامي القديم. أنا الذي أذنت بكل هذا، وبأمري سُكِن كل هذا، ودارت حركة كل هذه الأكوان والفضاءات. أنا وحدي الذي أذنت، أنا المقصود والمطلوب، والكون كوني، والاتجاه بيدي، والإذن إذني. لا خالق، ولا فاعل، ولا مؤثر، ولا مُبدئ، ولا مُحط، ولا رافع إلا أنا”.

لا تنزل الملائكة إلا بإذني، في ليلة أنزل فيها كلامي وخطابي بإذني. أنا الوحيد الذي يعطي الأوامر والموافقات. كلهم – وأنت أيها الإنسان معهم – خلقي وخدمي. أنتم الفقراء، وأنا وحدي الغني الذي أغني نفسي.

وأعرب وزير الأوقاف أيضاً عن رأيه في أهمية هذا الإذن الإلهي. فقرأ القرآن فوجد الله تعالى يقول: (قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ جَعَلَهُ فِي قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ) فينزل الوحي بإذنه. ويقول أيضا: (وَمَا يَضُرُّونَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ) فإِذَا ظَلَّ الْمُضِيرُ بِإِذْنِهِ، وَهَدَى الْمُهْتَدِينَ وَإِيمَانُ الْمُؤْمِنِينَ بِإِذْنِهِ). يقول الله تعالى: (هدى الله الذين آمنوا بإذنه لما اختلفوا فيه من الحق) ودخولهم جنات النعيم ليس بطاعتهم واستحقاقهم لها، بل بإذنه. يقول: (وأدخلوا) الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا بإذن ربهم. والدعوة إلى الجنة والمغفرة أيضاً تكون بإذنه، لا برغبة المستغفر. يقول الله تعالى: (وَاللَّهُ يَدْعُو بِإِذْنِهِ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ).

وأضاف أن النصر والهزيمة في الحروب يكونان بإذنه، كما قال الله تعالى: (كَمْ مِّن فَئِيَّةٍ كَثِيرَةٍ غَلَبَتْ فَئِيَّةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ). والشفاعة يوم القيامة تكون بإذنه، كما قال الله تعالى: (يَوْمَئِذٍ لاَ تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَبِلَ قَوْلَهُ). والموت وزوال الأنفس يكون بإذنه (وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ). وحدوث الكوارث يكون بحكمته، كما قال الله تعالى: (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ).

وأوضح أن الله لم يرسل الرسل الكرام لأجل أنفسهم ومكانتهم ومكانتهم وطاعتهم مع شرف ذلك وعظمته، بل بإذن الله: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا أَنْ يُطِيعَنَا اللَّهُ بِإِذْنِهِ).

وأكد أن نبات الأرض لا ينبت إلا بإذن الله، كما قال الله تعالى: (والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه) وإنبات الشجر وزهر الزهر بإذنه، كما قال الله تعالى: (تأتي أكلها كل حين بإذن ربها) وتسخير كل شيء على الأرض للناس وعمل السفن والبواخر واستقرار السماوات وكواكبها وانتظام دورانها وأجرامها بإذنه، قال الله تعالى: (ألم تر أن الله سخر لكم ما في الأرض جميعا والفلك التي تجري في البحر بأمره ويمنع السماء أن تجري على الأرض إلا بإذنه) وما يكون مكان على الأرض مسجدا بمجرد بناء إلا بإذن الله. قال الله تعالى: (في بيوت أذن الله بناءها ويذكر فيها اسمه) بل في الأمر النبوي للمحمدين للهداية ودعوته إلى الله يقول الله تعالى: (وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا وَهُدًى) أي أنه صلى الله عليه وسلم لم يجعل نفسه داعيا إلى الله لمجرد حبه لذلك وهو أكمل الخلق وأحبهم وأرضاهم إلى الله بل ينتظر وينتظر الإذن الإلهي في الدعوة إلى الله ولهذا لا يتولى أحد الإمامة في دين الله من تلقاء نفسه بل بإذن الله تعالى وهذا هو العمل في العادات الأكاديمية في جميع الجامعات أن الطالب لا يتولى الإمامة ويبدأ إلا بعد أن يأذن له جامعته أو مدرسته علامة على تخرجه وصلاحيته لذلك فإن تولى الإمامة من تلقاء نفسه فهذا عدوان وممارسة للمهنة بدون ترخيص. قال الإمام مالك رحمه الله: “ما أفتيت حتى شهد لي سبعون من شيوخي بالأهلية”. قال: ما أفتيت حتى سألت ربيعة ويحيى بن سعيد، فأمراني بذلك، ولو نهياني لانتهيت.

وأكد الأزهري أن هذا المعنى يغلق الباب أمام فكر الإرهاب والتطرف ويقضي عليه. وأشار إلى أن هذا الإصرار في القرآن على الشهادة لأهمية الإذن الإلهي في كل شيء يغرس في النفوس المعنى الحقيقي للتوحيد ويجعلها تدرك يد الحق وسيطرته على كل شيء. إنه المعنى العميق الذي يخلق التوازن النفسي في مواجهة الأحداث الهائجة المضطربة التي تقصفنا يومياً، والذي يسلح نفوس شعبنا وأطفالنا ضد كل أشكال اليأس والحيرة والشك والإحباط والتردد.

لقد تغلغل هذا المعنى في وجداننا، فلم نعد ننطق بكلمة إلا ونقول: إن شاء الله، أو إن شاء الله، أو علامة الإذن الفرج.

وقال إن الإذن الإلهي ليس أمراً آنياً أو مؤقتاً أو متسرعاً، بل هو قانون إلهي مؤثر، سائد، جارف، يكتسح الناس والحقائق والأحداث. لن تلاحظ ذلك إلا بمرور الوقت وعبر الأجيال. على سبيل المثال، منذ ألف عام سقطت القدس في أيدي قوات الاحتلال الوحشية في عام 1099 م، وبقيت تحت سيطرتها لمدة 88 عاما. خلال هذه الفترة كانت هناك مجازر وحشية، وعمليات قتل، وتدمير، وهدم، ومذابح، وحصار، ومجاعات. كم من الأجيال ولدت وماتت خلال هذه التسعين سنة لأنها ظنت أن هذه نهاية التاريخ، وأن المحتلين شددوا سيطرتهم، وأن الأمر قد حسم، وأن نهاية التاريخ جاءت، أو أن التاريخ قد انكسر هنا. فما هو إذن الإذن الإلهي بعودة هذه الأرض إلى أهلها؟ وجاء هذا الإذن من الجيش المصري العظيم في معركة حطين بقيادة صلاح الدين الأيوبي سنة 583م، الموافق 1187م.

وأكد أن الإذن الإلهي الذي يظهر مع مرور الزمن هو الإذن الإلهي الذي يبني الإنسان ووعيه، ويقوي عزيمته وإرادته، ويحفظه من كل أسباب الضياع والتشتت والحيرة والشك. إن هذا الإذن الإلهي يعيننا على عدالة قضيتنا، وعلى ولائنا لوطننا، وعلى التغلب على أزماتنا وتحدياتنا، وعلى تقوية عزيمتنا على التمسك بموقفنا. إن هذا الإذن الإلهي هو الذي يوصلنا إلى أعلى درجات الانتباه واليقظة والوعي ويجعلنا نعي التحديات من حولنا فلا نتهاون ولا نضطرب ولا ننجرف مع الأحداث والتحديات بل نعتمد على أنفسنا ونمتلئ باليقين والعزيمة والطموح والروح والعقل والوعي والفكر والبناء والإيمان.

نحن نغار على وطننا، نحميه، نبنيه، نعمره، نرفع رأسه، ونملأ مساجدنا ومنابرنا بهذه الروح، فهو وطن عظيم منحه الله الحضارة والعمق والتاريخ والبقاء والاستمرار والقدرة على تجاوز كل الصعاب على مر الزمن. أليست أرض هذا الوطن العظيم هي التي أعطت وأكرمت وكرمت ولم تبخل حتى عندما كانت تحت الضغط خلال السنوات السبع الصعبة في أيام سيدنا يوسف الصديق؟ وجاء إخوته من المشرق ليجلبوا المؤن من مصر التي كانت في ذلك الوقت في أشد أزمتها، وبقي اسمه ما دام على تلك الحالة (خزائن الأرض)، وبينما هو على تلك الحالة قيل عنه: (ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين).

وأوضح وزير الأوقاف أن الإذن الإلهي هو الذي يقودنا إلى إدارة أمورنا بالنبل والشرف والأخلاق والتوازن. نحن لسنا دعاة حرب، بل نحن حماة مبدأ، وبهذا المبدأ نطفئ نيران الحرب. وعلى هذا المبدأ أعلنا ذات يوم أن طرد إخواننا الفلسطينيين من أرضهم هو ظلم لا نشارك فيه بل نرفضه. ونحن نرى الدمار والهدم والتخريب والعدوان والقتل الذي يسببه الآخرون ونرد بالدعم والمساعدة وإعادة الإعمار. هناك من يدعو إلى طرد شعبنا من أرضه حتى يتم استيطان الأرض كما يقولون. ونحن نعالج هذا الأمر من خلال خططنا لتوطين هذه الأرض دون تشريد أهلها وأهلنا.

إنه قدرنا، ودورنا، وواجبنا، ونحن نؤديه بكل صدق وشرف. دعمنا هو الإذن الإلهي الذي يمنحنا القوة، ويجعلنا ثابتين، ويعطينا الدعم ويساعدنا على إدارة أمورنا. ولذلك نقول للعالم أجمع: نعم، نحن ندعم الرئيس عبد الفتاح السيسي عندما يقول: “نرفض طرد إخواننا الفلسطينيين، ونصر على وقف إطلاق النار، ونبذل قصارى جهدنا لتقديم المساعدات الطارئة والإنسانية، ونطرح خططنا لإعادة الإعمار دون طرد شعبنا، ونصر على حل الدولتين، ونؤمن بأنه لا حل إلا إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية”. وأكد أن هذه إرادة كل المصريين ومعنا مليارا مسلم ودول شقيقة وصديقة ومؤسسات دولية.

وأخيراً أتوجه إلى الله العلي القدير بخالص الدعاء أن يمنَّ عليه بإذنه بالشفاء والعافية لأستاذنا الجليل فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف من العارض الصحي الذي أصابه أمس وحالت دون تواجده معنا اليوم، والذي كان سماحته يتمنى ذلك كثيراً. اللهم ارزقه الشفاء التام والصحة والعافية، وألبسه وجميع مرضانا ثوب الصحة والعافية، اللهم آمين.

المصدر: أ.ش.أ.


شارك