الرئيس اللبنانى: عودة الاعتداءات الإسرائيلية على بلادنا تمثل انتهاكا لاتفاق وقف إطلاق النار

جدد الرئيس اللبناني جوزيف عون، الجمعة، أسفه لاستئناف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، والتي تشكل خرقا لاتفاق وقف إطلاق النار.
وقال عون خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون: “أدين بشدة الاعتداءات الإسرائيلية المتجددة على الجنوب. نرفض أي عدوان على لبنان، ونرفض أيضاً أي محاولة خبيثة ومشبوهة لإعادة لبنان إلى دوامة العنف”. وأكد أن الأحداث الراهنة تزيد من عزيمتنا وإرادتنا في بناء دولتنا وجيشنا وبسط سلطتنا على كل بلداننا من أجل حماية لبنان وشعبه بأكمله.
ودعا عون كل أصدقاء لبنان في العالم، من باريس إلى واشنطن، إلى التحرك السريع لوقف تدهور الأوضاع ومساعدة لبنان على تطبيق القرارات الدولية في كل أنحاء البلاد. وشكر فرنسا على جهودها الكبيرة لملء الفراغ السياسي والوفاء بالتزاماتنا الدستورية بما يخدم مصلحة لبنان.
وأشاد بمساهمة فرنسا في تشكيل قوات اليونيفيل (قوة حفظ السلام المتعددة الجنسيات التابعة للأمم المتحدة) والتضحيات التي قدمتها من أجل السلام في جنوب لبنان. وأكد أن العلاقات بين لبنان وفرنسا قائمة دون انقطاع منذ 75 عاماً.
قال: “يصادف الشهر المقبل الذكرى الخمسين لاندلاع الحرب في لبنان، التي انتهت بدمار الجميع. نتذكر هذه الحرب ونعقد العزم اليوم على عدم السماح بتكرارها. لذلك، كمواطنين لبنانيين، وكدولة، وكقادة، نحن مدعوون لبناء دولة قوية، يحميها جيشها، ويحفظها وئام شعبها ووحدته”.
وأضاف أن لبنان اليوم يحمل أرقاماً قياسية غير مسبوقة في العالم، حيث لديه أعلى نسبة من اللاجئين والنازحين، وأكبر أزمة مالية ونقدية نسبة إلى الناتج المحلي الإجمالي، والتي أثرت على المصارف الخاصة والبنك المركزي والدولة والمدخرين، وأعلى نسبة حدود غير مستقرة لدولة ذات سيادة. لقد قررنا أن نعالج كل هذه الأزمات من أجل بناء دولتنا وتحقيق الاستقرار. أظهر استطلاع للرأي أجرته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن نحو 24% من السوريين، أو نحو 400 ألف نازح، يرغبون في العودة إلى بلادهم ويحتاجون إلى خطة دولية لتمويل هذه العودة. ونحن نتفاوض بشأن هذا الأمر مع الأطراف الدولية ذات الصلة.
وتابع: “فيما يتعلق بالأزمة النقدية والمصرفية الشاملة، فقد انطلقنا في مسارٍ لتجاوزها بالتعاون مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومؤسسات دولية أخرى. أما فيما يتعلق بسيادة دولتنا على أراضيها وقواتها المسلحة، فهذا مسارٌ ضروري ودقيق، وقد قررنا المضي فيه لتحرير أرضنا المحتلة، وترسيم حدودنا الدولية، وتطبيق قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة. نحن بحاجة إلى بيئة مستقرة ومنطقة يسودها السلام القائم على العدالة وتبادل الحقوق”.
وأكد أن الحق الفلسطيني راسخ في ضمير العالم ومنطقتنا وشعبنا منذ عقود، وأن الوقت قد حان لتحقيقه لضمان الاستقرار في المنطقة بأكملها وحماية المصالح الحيوية للعالم. وأشار إلى أن تسوية الحروب تتطلب نظاماً عالمياً يرتكز على القيم والمبادئ.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (مينا)