الأمم المتحدة تدعو لوقف الحرب فى غزة .. وجنود الاحتلال يقرون : “صارت هيروشيما”

ودعا رؤساء عدد من المنظمات الأممية إلى استئناف وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مشيرين إلى تدهور الوضع الإنساني لسكان القطاع.
جاء ذلك بحسب بيان وقعه توم فليتشر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، وكاثرين راسل المديرة التنفيذية لليونيسف، وفيليب لازاريني المفوض العام للأونروا، وتيدروس أدهانوم غيبريسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، وسيندي ماكين المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، وخورخي موريرا دا سيلفا مدير مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع.
وجاء في البيان المشترك: “نشهد أعمالاً عسكرية في غزة تُظهر استهتاراً تاماً بحياة الإنسان. وتُجبر أوامر الطرد الإسرائيلية الجديدة مئات الآلاف من الفلسطينيين على الفرار مجدداً، دون ملاذ آمن”.
وتابع البيان: “يجب حماية المدنيين، وتسهيل جهود الإغاثة، وإطلاق سراح السجناء، واستعادة وقف إطلاق النار”.
في أعقاب الهجوم المستهدف على المسعفين في قطاع غزة قبل يومين، وصف جنود إسرائيليون بالتفصيل الأساليب التي تستخدمها القوات المسلحة الإسرائيلية لإنشاء ما يسمى “منطقة الموت” حول غزة من خلال تدمير الأراضي الزراعية وإخلاء مناطق سكنية بأكملها.
نشرت منظمة “كسر الصمت” الإسرائيلية لحقوق الإنسان، اليوم الاثنين، تقريرا يعتمد على شهادات جنود خدموا في غزة وشاركوا في عملية المنطقة العازلة. وقد تم توسيع هذا الجدار إلى عمق يتراوح بين 800 و1500 متر داخل قطاع غزة بحلول ديسمبر/كانون الأول 2024، ووفقاً لرويترز فقد تم توسيعه بشكل أكبر من قبل القوات المسلحة الإسرائيلية منذ ذلك الحين.
ونقل التقرير عن قائد سلاح مدرعات إسرائيلي قوله: “خط الحدود هو منطقة موت… منطقة منخفضة… منطقة منخفضة… لدينا نظرة شاملة عليها… وهم أيضا كذلك”.
كشف جنود إسرائيليون خدموا في غزة من أواخر عام 2023، مباشرة بعد دخول الجيش الإسرائيلي قطاع غزة، وحتى أوائل عام 2024، أنه خلال المرحلة الأولية من توسيع المنطقة، استخدم الجيش الجرافات والحفارات الثقيلة، فضلاً عن آلاف الألغام والمتفجرات، مما أدى إلى تدمير حوالي 3500 مبنى ومنطقة زراعية وصناعية كانت ستكون حاسمة لإعادة الإعمار بعد الحرب. وبحسب تقرير منفصل صادر عن منظمة حقوق الإنسان الإسرائيلية “غيشا”، فقد تم تدمير نحو 35 في المائة من الأراضي الزراعية في قطاع غزة، معظمها في ضواحي قطاع غزة.
وقال جندي احتياطي يخدم في سلاح المدرعات الإسرائيلي أيضاً: “في الواقع، دمرنا كل شيء… كل مبنى وكل منشأة”. وأضاف جندي آخر أن المنطقة تبدو “مثل هيروشيما”.
وقالت منظمة “كسر الصمت”، التي أسستها مجموعة من الجنود الإسرائيليين السابقين بهدف رفع الوعي بتجارب الجنود الذين يخدمون في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، إنها تحدثت إلى جنود شاركوا في عملية الحدود ونقلت تصريحاتهم دون تسميتهم.
ووصف جندي إسرائيلي من وحدة الهندسة الصدمة التي شعر بها عندما رأى الدمار الذي أحدثه القصف الأولي لشمال قطاع غزة عندما أرسلت وحدته لأول مرة في عملية “التطهير”.
«كان الأمر خارجًا عن الواقع، حتى قبل أن ندمر المنازل، عندما غزونا. بدا الأمر غير واقعي، وكأننا في فيلم»، قال. ما رأيته هناك بدا لي أبعد مما أستطيع تبريره، حتى لو كان ضروريًا. يعتمد الأمر على مدى توافقه مع الواقع.
كما أفاد جنود الاحتلال بتجريف أراض زراعية، بما في ذلك أشجار زيتون وحقول باذنجان ومحاصيل أخرى، فضلاً عن تدمير مناطق ومنشآت صناعية، بما في ذلك مصنع كوكا كولا وشركة أدوية.
وتحدث أحدهم أيضًا عن “منطقة صناعية ضخمة ومصانع كبيرة تحولت إلى مجرد كومة من الأنقاض والخرسانة المحطمة”.
وذكر التقرير أيضا أن الجيش الإسرائيلي يعتقد أن العديد من المباني المدمرة كانت تستخدمها حركة حماس. ونقل عن جندي قوله إن بعض المباني تحتوي على متعلقات الرهائن. ومع ذلك، تم هدم العديد من المباني الأخرى التي لا علاقة لها بالموضوع.
ومنعت قوات الاحتلال الفلسطينيين من دخول المنطقة وأطلقت النار عليهم إذا حاولوا ذلك. ومع ذلك، نقل التقرير عن جنود قولهم إن قواعد الاشتباك كانت فضفاضة وتعتمد بشكل كبير على القادة الميدانيين.
أوضح قائد سلاح المدرعات الإسرائيلي: “يتخذ قادة السرايا قرارات مختلفة في هذا الشأن، لذا فالأمر يعتمد في النهاية على شخصياتهم. ولكن بشكل عام، لا يوجد نظام للمساءلة”.
وذكر جندي إسرائيلي آخر أن الرجال البالغين الذين شوهدوا في المنطقة العازلة قُتلوا، لكن طلقات تحذيرية أطلقت إذا كانوا نساء أو أطفالاً. وأضاف أن “المنطقة العازلة دخلها في الغالب بالغون، ولم يدخلها أطفال أو نساء”.
يشار إلى أن العملية العسكرية الإسرائيلية أسفرت حتى الآن عن مقتل أكثر من 50 ألف فلسطيني، بحسب السلطات الصحية في قطاع غزة.
كما أدت القصف إلى تدمير أجزاء كبيرة من قطاع غزة، واضطر مئات الآلاف من الأشخاص إلى العيش في خيام أو في ممتلكات تضررت بسبب القصف.
الوكالات