وزيرة البيئة تفتتح الجلسة التشاورية للقطاعات المشاركة فى الاستراتيجية الوطنية للاقتصاد الدائرى

منذ 9 أيام
وزيرة البيئة تفتتح الجلسة التشاورية للقطاعات المشاركة فى الاستراتيجية الوطنية للاقتصاد الدائرى

افتتحت وزيرة البيئة ياسمين فؤاد، اليوم الثلاثاء، الاجتماع التشاوري للقطاعات المعنية بالاستراتيجية الوطنية للاقتصاد الدائري. حضر الحفل كريستين ديجي، مدير مشروع برنامج إدارة النفايات الوطنية التابع للتعاون الدولي الألماني “الاتحاد الأوروبي الأخضر”، وكوين راديميكرز، رئيس مؤسسة ACEN، وعلي أبو سنة، الرئيس التنفيذي لهيئة البيئة المصرية، وياسر عبد الله، الرئيس التنفيذي لهيئة تنظيم المخلفات، وخالد قاسم، نائب وزير التنمية المحلية للتنمية المؤسسية ودعم السياسات، وأحمد كمال، رئيس مكتب حماية البيئة بجمعية الصناعيين، بالإضافة إلى ممثلين عن العديد من الوزارات ذات الصلة مثل وزارة التجارة والصناعة، ووزارة الموارد المائية والري، ووزارة الكهرباء والطاقة، بالإضافة إلى العديد من خبراء البيئة وممثلي القطاع الخاص ورواد الأعمال.

وفي كلمتها، أكدت الوزيرة ياسمين فؤاد أن مصر بدأت رحلة ملهمة في تطبيق الاقتصاد الدائري، والتي تتضمن ثروة من الخبرة وقصص نجاح عديدة والدروس المستفادة والتعلم من الأخطاء. ولا يقتصر الأمر على قطاع واحد، مثل قطاع إدارة النفايات، الذي يعد من القطاعات الأكثر ملاءمة لتطبيق مفهوم الاقتصاد الدائري. وبدلاً من ذلك، تغطي الاستراتيجية الوطنية للاقتصاد الدائري ثمانية قطاعات واعدة، بما في ذلك الزراعة والصناعة والسياحة والبناء والمنسوجات والمواد الكيميائية والبلاستيك. وأوضحت أن الهدف من جلسة التشاور هو تشكيل مجموعات عمل من مختلف الجهات المعنية للعمل على تطبيق مفهوم الاقتصاد الدائري في كل قطاع من القطاعات المستهدفة.

وأشار وزير البيئة إلى أن الدولة المصرية ممثلة في القيادة السياسية ورئيس الوزراء بذلت جهوداً كبيرة خلال السنوات العشر الماضية لدمج البعد البيئي وتحقيق التناغم بين التنمية الاقتصادية والاهتمام البيئي. وبذلك، فقد التزموا بالنمو الاقتصادي المستدام وواكبوا الاتجاه العالمي الحالي نحو الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية للأجيال القادمة.

وأضافت أن نماذج تطبيق الاقتصاد الدائري تختلف بين القطاعات وكذلك داخل القطاعات. وفي قطاع النفايات، يختلف نموذج تنفيذ الاقتصاد الدائري للنفايات البلدية، والذي يتضمن بناء البنية الأساسية لإعادة التدوير وإنتاج الأسمدة والوقود البديل والطاقة، عن نموذج النفايات الزراعية، والذي يتضمن جمع النفايات وضغطها وإعادة استخدامها وتمكين المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة.

واستعرضت العديد من قصص النجاح في تطبيق مفهوم الاقتصاد الدائري في مجموعة من القطاعات، بما في ذلك الصناعة، حيث يتم تنفيذ إعادة استخدام المياه في عملية التصنيع لتقليل النفايات والتكاليف ونفقات التشغيل، وزيادة كفاءة الطاقة في المصانع. وفي قطاع البلاستيك والتغليف، هناك جهود تبذل لإعادة استخدام الزجاجات البلاستيكية وإشراك الصيادين الصغار في جمع النفايات البلاستيكية من الموارد المائية لإعادة استخدامها في صناعة البلاستيك.

وأشارت أيضاً إلى تجربة تعزيز ترخيص مصانع إعادة تدوير المخلفات الإلكترونية لإنتاج مواد خام قابلة لإعادة الاستخدام، والاستخدام الأمثل للمواد الخام من مخلفات البناء، والتجربة الرائدة لهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة في مجال كسارات الركام. وأشارت أيضاً إلى مبادرة “من النفايات إلى الطعم الجيد” في قطاع المنسوجات، والتي تم إطلاقها بالتعاون مع بنك الملابس المصري في مؤتمر المناخ COP27 لإعادة استخدام الملابس والأقمشة المستعملة في تصميمات مبتكرة.

وأكد وزير البيئة أن الاستراتيجية الوطنية للاقتصاد الدائري يجب أن تتضمن قصص نجاح مختلفة من كل قطاع. وعلاوة على ذلك، يجب على المجموعة الاستشارية المسؤولة عن إعداد الاستراتيجية أن تحدد خطوات واضحة لتصميم خارطة طريق تتناسب مع خصوصيات كل قطاع، وتستغل الفرص الواعدة فيه، وتحقق تقدماً حقيقياً في تنفيذ الاستراتيجية.

وأكد وزير البيئة أيضا على ضرورة إيجاد آليات تنفيذية واضحة تأخذ في الاعتبار المشاكل والقضايا المتداخلة في القطاعات المختلفة مثل المياه والطاقة. وأكدت أيضًا على ضرورة بناء القدرات الوطنية من خلال دمج المناخ الداعم وتعزيز المؤسسات والتدريب الفردي. وأكدت أيضاً على آليات تمكين التنفيذ، مثل إشراك القطاع المصرفي والشراكة مع المشاريع المنفذة ورواد الأعمال، وتقييم الآليات الوطنية القائمة وتعظيم الاستفادة منها، فضلاً عن نقل التكنولوجيا والاستفادة من البحث العلمي في جميع القطاعات.

وأعربت عن أملها في تطوير استراتيجية وطنية للاقتصاد الدائري في وقت مبكر تناسب بلدًا مثل مصر وتكون بمثابة نموذج رائد للدول العربية والإفريقية لمحاكاته وتطويره بشكل أكبر.

من جانبه، أعرب علي أبو سنة الرئيس التنفيذي لهيئة البيئة المصرية عن تقديره لجهود الوزارات والهيئات المعنية، وخاصة جمعية الصناعة، في وضع استراتيجية الاقتصاد الدائري تشمل ثمانية قطاعات رئيسية، تشمل الزراعة والصناعة والسياحة والمنسوجات والبلاستيك والتعبئة والتغليف والهدم والبناء والإلكترونيات والنفايات. وأضاف أن الوزارة تعتزم إعداد استراتيجية وطنية واضحة للاقتصاد الدائري تتضمن خطة عمل تتوافق مع هدف الدولة في تعزيز الاستثمار وخلق فرص العمل على المستوى الوطني.

وأشار علي أبو سنة إلى أن التحول إلى الاقتصاد الدائري لم يعد خيارا بل أصبح ضرورة ناجمة عن الظروف الاقتصادية العالمية الحالية وتأثيرها على الوضع الراهن. وهذا يتطلب منا جميعا دراسة أولويات حماية البيئة والموارد الطبيعية في إطار الجهود الرامية إلى دعم تحسين وتطوير وتوسيع القدرات وما يترتب على ذلك من سياسات واستراتيجيات عامة للحد من كافة أنواع التلوث، ومعالجة ظاهرة تغير المناخ بشكل جدي.

وأكد أن المشاورات التي جرت خلال ورش العمل وتحديد الأولويات الوطنية للقطاعات ساهمت في إعداد عدد كبير جداً من الدراسات حول القطاعات المختلفة في مصر، إلا أنها اقتصرت على التجميع ولم يتم تنفيذها. ومع ذلك، ترغب الوزارة في الاستفادة من هذه الدراسات في تطوير استراتيجية وطنية مقرونة بخطة عمل. ويؤكد: “إننا لا نعد وثيقة فنية قابلة للتطبيق فحسب، بل نعمل أيضاً على تطوير منهجية وآلية لمستقبل اقتصادي يرتكز على دمج حماية البيئة والتعاون في التنمية المستدامة، باعتبار أن مكون الاقتصاد الدائري جزء مهم ومكمل لخطة الدولة الطموحة لزيادة حجم الاستثمارات والصادرات والاعتماد بشكل أكبر على مواردنا الطبيعية وترشيد استخدامها والحفاظ عليها”.

من جانبه أشار ياسر عبدالله إلى مفهوم الاقتصاد الدائري في منظومة إدارة النفايات. وفي السنوات الأخيرة، عملت الحكومة المصرية مع عدد من أصحاب المصلحة على تطوير نظام إدارة النفايات وتحويله من مشكلة بيئية صعبة إلى فرصة اقتصادية واعدة من خلال إعادة استخدام وتدوير النفايات. وأشار إلى أنه تم تحقيق تقدم كبير في هذا المجال، بدءاً من استراتيجية النفايات البلدية وغير الخطرة، وتم الوصول إلى مراحل متقدمة ضمن إطار زمني محدد.

وأوضح أن مصر تنتج أكثر من 100 مليون طن من كافة أنواع النفايات، وأنها تعمل مع عدد من الجهات الحكومية حسب نوع النفايات. وقد تم بذل الجهود لتطوير منظومة النفايات بشكل أكبر في كافة الجوانب المؤسسية والفنية والمالية والقانونية. وتنعكس هذه الإجراءات في تطوير البنية التحتية للنظام، وهو ما نراه حالياً على أرض الواقع، بدءاً من مصانع إعادة التدوير ومكبات النفايات ومحطات النقل الوسيطة وصولاً إلى عقود التشغيل مع القطاع الخاص. وفيما يتعلق بالنفايات الزراعية، فقد بُذلت جهود لتحويل المشكلة التي يفرضها حرق هذه النفايات إلى فرصة ذات عائد اقتصادي. وتتواصل الجهود بالتعاون مع الجهات المعنية وشركاء التنمية للوصول إلى مراحل متقدمة في هذا الصدد.

وأكدت سماح صالح رئيس إدارة التنمية المستدامة على أهمية عقد هذه الفعاليات بهدف توليد رؤى وأفكار بناءة وإطلاق مبادرة جديدة لتطوير استراتيجية الاقتصاد الدائري المتكامل. وشكرت وزيرة البيئة والمستشارين على جهودهم في إعداد الاستراتيجية التي تم إعدادها بالتعاون المشترك بين هيئة البيئة المصرية وهيئة إدارة المخلفات. وأوضح أن الاقتصاد الدائري يعد أحد الركائز الأساسية للتنمية المستدامة ويهدف إلى تقليل هدر الموارد من خلال إعادة الاستخدام والتدوير والاستغلال الأمثل للموارد. ومن شأن هذا أن يساعد على الحد من التلوث، وخلق فرص العمل الخضراء، ودعم التحول إلى اقتصاد منخفض الكربون وأكثر كفاءة ومرونة في مواجهة التحديات البيئية والاقتصادية.

ألقى كوين راديميكرز، رئيس ACEN، الضوء على تطوير استراتيجيات الاقتصاد الدائري وخارطة الطريق الخاصة بها. وتبدأ هذه الاستراتيجيات بتحديد مفهوم الاقتصاد الدائري وأهميته والقطاعات ذات الأولوية بالنسبة له. كما تناول الدول التي طورت استراتيجيات وخطط عمل للاقتصاد الدائري، وخاصة في أفريقيا، مثل مصر والمغرب وغانا ونيجيريا. وأكد أيضاً أن المصلحة السياسية ضرورية لتطبيق هذا النموذج الاقتصادي. ويتجلى ذلك في عدد من التدابير، بما في ذلك تشكيل لجنة توجيهية وطنية تضم القطاعات والوزارات والجهات المعنية ذات الصلة، وإنشاء إطار للسياسات، والتركيز على المشاريع المنفذة وأدوات القياس، ورؤية تمويلية للمساعدة في تنفيذ التدابير اللازمة، ورؤية للاستثمارات المستقبلية.

ومن جانبها أشادت ممثلة الهيئة بالعروض التي قدمها وزير البيئة في الورشة والتي غطت بشكل شامل كافة النقاط التي عمل عليها فريق البحث. وأشادت بالجانب العملي للورشة، موضحة أن مفهوم الاقتصاد الدائري أوسع من الاقتصاد الأخضر، إذ لا يقتصر على إعادة التدوير بل يشمل أيضاً تصميم وتصنيع منتجات لا تتحول إلى نفايات، بهدف تقليل توليد النفايات. تجدر الإشارة إلى أن الاقتصاد الدائري يشمل عدة مفاهيم، بما في ذلك تحسين دورة حياة المنتج لتمكين استخدامه لأطول فترة ممكنة، فضلاً عن تحسين كفاءة استخدام الموارد والحفاظ عليها.

وأشارت إلى أن الاستراتيجية الوطنية للاقتصاد الدائري تركز على ثمانية قطاعات رئيسية ويجري تطويرها بالتعاون مع عدد من الوزارات ذات الصلة والهيئات الدولية. ويهدف هذا المشروع إلى تحقيق التنمية المستدامة والمساهمة في تطوير نماذج إنتاج واستهلاك أكثر استدامة.

المصدر: بيان منشور على موقع مجلس الوزراء


شارك