خلال المؤتمر الصحفى.. وزير الاتصالات يستعرض جوانب مبادرة “الرواد الرقميون Digilians”

خلال المؤتمر الصحفي الأسبوعي الذي عقده اليوم الأربعاء رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، ناقش الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات جوانب مبادرة “رواد الرقمية”.
تهدف مبادرة ديجيليان إلى تأهيل وتدريب الشباب في مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والبرمجيات. ويهدف ذلك إلى تعزيز دورها في عملية التحول الرقمي ودعم نمو الصادرات الرقمية، والمساهمة في تحقيق أحد أهم ركائز التنمية الاقتصادية الوطنية.
تقدم المبادرة الدراسة الأكاديمية والتدريب العملي للأفراد المتميزين من مختلف المؤهلات الأكاديمية ومن كافة المحافظات. ويهدف المشروع إلى التعاون مع اللجان المتخصصة المحلية والدولية في مختلف العلوم التكنولوجية. ويتعلق الأمر بتغطية الجوانب العلمية والتربوية بالإضافة إلى تطوير المهارات اللغوية والحياة العملية والقيادية.
وفي هذا السياق، أكد الدكتور عمرو طلعت أن أهم ما يميز قطاع الاتصالات والتكنولوجيا في مصر هو أنه يشهد نمواً كبيراً كل عام، وأن هناك زيادة مضطردة في الوظائف بهذا القطاع الذي يعد أسرع القطاعات نمواً في السنوات الأخيرة. وذلك لأن كافة القطاعات التي تسعى إلى تحقيق نهضة حقيقية في مجالاتها يجب أن تركز على التكنولوجيا والاتصالات كجزء من خططها لتحقيق أهدافها. وينطبق هذا أيضاً على العديد من بلدان العالم، مما يؤدي إلى خلق المزيد من فرص العمل على المستويات المحلية والإقليمية والدولية.
وأشار وزير الاتصالات إلى أن العمل في قطاع الاتصالات قبل سنوات كان يقتصر على تخصصات معينة مثل هندسة الحاسوب والمعلوماتية والمتخصصين ذوي التخصص العميق في علوم هذا القطاع. اليوم تغير الوضع كليا وأصبحت فرص العمل متاحة في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لجميع التخصصات ولكل من يهتم بهذا الموضوع. ولذلك فإن الصناعة مفتوحة لجميع التخصصات، وهو ما يشكل أيضًا أساس مبادرة “رواد الرقمية”، وهي عبارة عن منحة دراسية مجانية تمامًا مع إقامة كاملة. يتم قبول الشباب والشابات من كافة المحافظات، ونرحب بكل من يطمح للعمل في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بغض النظر عن خلفيته الأكاديمية أو شهادته أو تدريبه، أو مهنته الحالية أو مجال عمله.
وأضاف الوزير: “يسعدنا مرافقة كل من يرغب بالعمل في هذا القطاع ويرى فيه فرصة لاكتساب المعرفة والخبرة في مسيرته نحو مهنة أحلامه. ومن هذا المنطلق، تُجرى اختبارات لتمكين المتقدمين من اختيار المسار الأنسب لهم. الهدف ليس قبول أو رفض طلب، بل تحديد نقطة البداية، حتى نعمل معهم على تطوير منظومة كفاءات متكاملة تؤهلهم للمشاركة بكفاءة ونجاح في سوق العمل”.
وأوضح وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أن رؤية المبادرة تتمثل في إحداث نقلة نوعية في عدد ونوعية الكوادر المدربة في سوق الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وزيادة معدلات تشغيل الشباب، وتعزيز الشعور بالانتماء. ويتم تحقيق ذلك من خلال مهمة المساهمة في بناء مجتمع رقمي متكامل من خلال تنمية المهارات التكنولوجية للشباب وتعزيز ثقافة الابتكار الرقمي ودعم القدرة التنافسية العالمية للمواهب المصرية.
وفي هذا السياق أوضح الوزير أن مصفوفة المهارات الفنية التي يتم تنفيذها في إطار المبادرة تستهدف في المقام الأول (المهارات الفنية) لدى الطلاب، حيث يتم الاتفاق مع مجموعة كبيرة من الشركات العالمية والمحلية العاملة في مصر لاستضافة المتدربين ضمن مبادرة رواد الرقمنة بعد إتمامهم فترة الدراسة النظرية أو اكتسابهم (المهارات الفنية)، يليها التدريب العملي في مواقع العمل بالعديد من الشركات؛ وتهدف المبادرة إلى تعزيز الخبرة العملية للمتدربين من خلال التدريب في هذه الشركات العالمية والمحلية. كما سيُطلب منهم تقديم فكرة لمشروع تكنولوجي مربح والمشاركة في المشاريع الرقمية في مصر. بالإضافة إلى ذلك، يُطلب من جميع المتدربين التسجيل في منصات العمل الحر والحصول على مشاريع عملية.
قالت الدكتورة عمرو طلعت: “يتكامل هذا مع المهارات اللغوية التي يكتسبها الطلاب من خلال المبادرة، إذ يواجه قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات كل جديد، وعادةً ما يُنشر باللغة الإنجليزية. لذلك، يجب على كل من يعمل في هذا القطاع أن يكون على دراية بهذه اللغة. كما تُعلّم المبادرة المشاركين مهارات القيادة والصفات الشخصية والثقافة. وتشير إلى أن سوق العمل اليوم لا يتطلب فقط مهارات القيادة وإدارة الوقت وتحفيز الفريق، بل يتطلب أيضًا مهارات التواصل والتفاوض وتحديد الأولويات ومهارات العرض والتقديم والتعاون مع فرق من ثقافات مختلفة، بالإضافة إلى العمل عن بُعد. ويجب دمج جميع هذه الصفات والمهارات مع العمل التقني والخبرة العملية. ولذلك، تُدرّب مبادرة “رواد الرقمية” المشاركين على جميع هذه المهارات والصفات”.
وأضاف الدكتور عمرو طلعت: “ليس بالضرورة السفر للحصول على وظيفة في شركة خارج مصر. الفكرة هنا هي العمل الحر. وكجزء من المبادرة، سيتم تدريب المشاركين على مهارات العمل الحر التي تُمكّنهم من إيجاد وظائف خارج مصر عبر الإنترنت. هذه المهارات مطلوبة بشدة في أماكن إقامتهم الحالية. كما لدينا مجموعة أخرى من أبنائنا وبناتنا المهتمين بالرياضة وتأسيس الأعمال التجارية. وسنقوم بتدريبهم على المهارات الإبداعية وريادة الأعمال.”
وأشار الوزير في الوقت نفسه إلى أن المبادرة تتضمن أيضاً تدريباً على المهارات الحياتية، والتي تتضمن اكتساب التوازن والقوة وأداء أنشطة مختلفة تؤدي إلى تطوير مصفوفة مهارات متكاملة. ويتطلب هذا الالتزام الكامل والمبادرة طوال فترة التدريب بأكملها. هناك أربعة مسارات تدريبية مختلفة، مما يمنح المتقدمين مرونة كافية لاختيار المسار الذي يناسبهم بشكل أفضل والفترة الزمنية التي يمكنهم تخصيصها للتدريب. هناك الدبلوم المكثف (4) أشهر، والدبلوم التخصصي (9) أشهر، والماجستير المهني المؤهل في سنة واحدة، والماجستير في العلوم ومدته سنتان.
وأكد الدكتور عمرو طلعت أن المبادرة مجانية بالكامل، وأن تكاليفها ستتحملها الحكومة المصرية ممثلة في وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وصندوق تحيا مصر. وأشار إلى أن المشاركين في المبادرة لا يتحملون أي تكاليف مالية للتسجيل والدراسة. وأشار إلى أن برنامج التدريب الشامل يتطلب التزاما كاملا، ولذلك فكرنا في كيفية مشاركة أبنائنا وبناتنا المقيمين خارج القاهرة في هذه المبادرة. ولهذا جاءت فكرة تقديم سكن مجاني خلال فترة التدريب بالإضافة إلى التدريب.
واختتم الدكتور عمرو طلعت كلمته مؤكداً أن المبادرة تعد فرصة حقيقية مهمة لكل من يبحث عن مهنة في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. وأوضح أن هذا القطاع يتيح الفرصة لجميع الشباب والشابات الذين لديهم العزيمة والإرادة والقدرة على العمل الجاد للحصول على التدريب الذي يؤهلهم للعمل في هذا القطاع الذي يشهد نمواً متزايداً في كل دول العالم، والذي تتوفر فيه فرص عمل أكثر كل يوم. ويجب أن يستفيد شبابنا من هذه المبادرة، المبادرة الجيلية. وأشار إلى أنه تم تخصيص ملياري جنيه لإنشاء مركز تدريب المبادرة، بالإضافة إلى مليار جنيه سنويا كموازنة تشغيلية يتم تمويلها من وزارة الاتصالات وصندوق تحيا مصر. لضمان استمرارية وتأهيل أكبر عدد ممكن من الشباب.
المصدر: بيان رئاسة مجلس الوزراء