“الهوانم والبهوات فى أدب نجيب محفوظ”.. ندوة في مكتبة مصر العامة

تحتفل المكتبة المصرية العامة بالزاوية الحمراء بيوم “محفوظ في القلب” تكريمًا للأديب الكبير الراحل نجيب محفوظ الحائز على جائزة نوبل في الأدب، تقديرًا لدوره البارز في تعزيز الهوية المصرية وإسهاماته في مجال الأدب.
وفي هذا الإطار تنظم مكتبة مصر العامة ندوة بعنوان “السيدات والسادة في أدب نجيب محفوظ” وذلك يوم الأربعاء الموافق 16 أبريل الساعة الخامسة والنصف مساءً. في قاعة الندوات بمكتبة مصر العامة بالزاوية الحمراء، شارع بورسعيد، خلف مستشفى جراحات اليوم الواحد.
بدأ محفوظ مسيرته الأدبية بالقصص القصيرة، ونشر أول قصة له في مجلة الرسالة عام 1936. ثم صدرت روايته الأولى “عبث القدر” عام 1939. وتلتها روايتا “معركة طيبة” و”رادوبيس” اللتان تتناولان في هذه الثلاثية رؤيته التاريخية.
انتقل أدب نجيب محفوظ من التاريخية إلى الواقعية. منذ عام 1945 ركز على الأدب الواقعي وكتب روايات “القاهرة الجديدة” و”خان الخليلي” و”زقاق المدق”. ثم اتجه إلى الروايات الرمزية، مثل رواياته “المتسول”، و”الساعة الأخيرة”، و”أولاد الجبلاوي”. وكان هذا الأخير سبباً في جدل طويل أدى إلى محاولة اغتيال لأن التفسيرات الدينية للرواية لم ترق للمحافظين. لمدة طويلة، كان النشر محظورًا.
خلال رحلته الأدبية الطويلة، غيّر الروائي والأديب نجيب محفوظ الحياة بشكل عام وظروف المعيشة في القاهرة بشكل خاص. أن تصبح جزءاً لا يتجزأ من تاريخ الرواية العربية وتاريخ مصر الحديث؛ يتنقل محفوظ عبر هذه الرحلة الطويلة من القصص والروايات ذات الطابع الفرعوني والتاريخي، مرصداً القدر ومفارقات الحياة وعبثيتها وغموضها المظلم بطريقة أقرب في شكلها السردي إلى الأسئلة الفلسفية والتأملية. كما في: مصر القديمة (1932)، همس الجنون (1938)، أحمق القدر، رودوبيس (1943)، معركة طيبة (1944).
وبعد ذلك انصرف محفوظ إلى كتابة الرواية، وأضفى على رواياته الطويلة لمسة واقعية جديدة، وهي من أجمل مراحل حياة محفوظ. حيث يدمج شخصياته بشكل إبداعي في أنظمة اجتماعية معقدة وواقعية سحرية، فيشعل شعلة الأمل لدى شخصياته وقرائه ثم يطفئها أمام رياح الواقع العاتية ومأساته، كالبرق الذي يلمع ثم يختفي؛ العين مشتتة والعقل مشوش. وبشكل عام فإن الأعمال الأدبية لنجيب محفوظ تعتبر روائع من الخيال قابلة للتفسير الفلسفي. ويظهر كفيلسوف فقد نفسه في الفلسفة واكتسب في الرواية العربية، كما وصفه النقاد.
حصل نجيب محفوظ على العديد من الجوائز والأوسمة، أهمها جائزة نوبل في الأدب عام 1988. تُرجمت أعماله إلى كل اللغات تقريبًا، ويتم تدريسها في الجامعات حول العالم. مع مرور الوقت، أصبحت أعماله مثل الذهب؛ كلما تم تقديمها بشكل متكرر، أصبحت أكثر قيمة. كلما تعمقنا في البحث، كلما اكتشفنا كاتبًا وفيلسوفًا تكون حياته أبدية وشخصيته خالدة.
المصدر: وكالات الأنباء