“معلومات مجلس الوزراء” يطلق واحدة من أكبر إصداراته فى مجال المستقبليات “بعنوان اتجاهات عالمية.. فرص محلية”

أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء أحدث تقاريره المستقبلية بعنوان “الاتجاهات العالمية… الفرص المحلية”. وهو أحد أكثر المنشورات شمولاً في مجال أبحاث المستقبل. ويأتي التقرير في إطار جهود المركز لاستشراف المستقبل وتحليل الاتجاهات العالمية الرئيسية وتقييم تأثيرها المحتمل على المشهد المحلي بما يساعد صناع القرار والمستثمرين على اغتنام الفرص المتاحة ودعم مسيرة مصر نحو التنمية المستدامة.
وأكد المركز في بيان صدر عنه اليوم الثلاثاء، أن التقرير يمثل مرجعاً شاملاً في ظل المتغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم اليوم والحاجة المتزايدة لمواكبة التحولات الكبرى في مختلف القطاعات. ويقدم التقرير تحليلاً معمقاً لمحركات التغيير العالمي ويسلط الضوء على فرص الاستثمار الواعدة في عشرة قطاعات استراتيجية لمصر. ويتم استخدام أحدث أدوات الذكاء الاصطناعي وأساليب البحث المتقدمة والخبرة الدولية الرائدة في التخطيط للمستقبل.
وأوضح المركز أن مفهوم “الاتجاهات الكبرى” يوفر إطارا تحليليا أساسيا لهذا التقرير. ويعتبر بمثابة القوة الدافعة التي تشكل مستقبل المجتمعات والشعوب. وتختلف هذه الاتجاهات وتشمل التغير التكنولوجي، والتغيرات الديموغرافية، وتغير المناخ، والعولمة، وغيرها. ويستند التقرير إلى توقع هذه الاتجاهات العالمية الرئيسية وتقييم تأثيرها على المشهد المحلي في فصول متتالية. ويتم تناول كل اتجاه رئيسي على حدة وتقييم تأثيره على الاقتصاد المصري. بالإضافة إلى ذلك، يتم تحديد فرص الاستثمار المتاحة في كل قطاع وتقديم التوصيات لصناع القرار والمستثمرين.
كما يهدف التقرير إلى دراسة الآفاق المستقبلية لمختلف القطاعات الاقتصادية في ضوء المتغيرات العالمية والمحلية. ويستند التقرير إلى منهجية بحث متكاملة تتضمن جمع وتحليل بيانات واسعة النطاق من مصادر مختلفة، بما في ذلك تقارير الأبحاث والاستطلاعات. تم جمع وتحليل ما يقارب 723 دراسة وتقريراً من مؤسسات بحثية محلية ودولية مرموقة، بالإضافة إلى التقارير الدورية لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار وعدد من وكالات الأنباء ومؤسسات التصنيف العالمية المرموقة.
واعتمد التقرير أيضًا على منهجية بحثية متقدمة للاستفادة من قدرات الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات. تم تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي لتحليل كميات هائلة من البيانات. وقد قدم هذا النهج رؤى قيمة حول الاتجاهات المستقبلية في مختلف القطاعات الاقتصادية وحدد فرص الاستثمار التي يمكن للحكومة المصرية استغلالها لتحقيق التنمية المستدامة.
وكشفت نتائج هذا التحليل المعمق عن عدد من الفرص الواعدة لزيادة النمو الاقتصادي وتنويع مصادر الدخل، وبالتالي فتح آفاق جديدة للتنمية المستدامة. وتم توزيع هذه الفرص المستخرجة على عشرة قطاعات استناداً إلى النظام المحاسبي الوطني. وقد تم تحسين الإمكانيات التي تم تحديدها والتحقيق فيها بمساعدة الذكاء الاصطناعي ومشاركة الخبراء والمتخصصين. وتم عقد عشر ورش عمل وجلسات نقاشية وندوة عبر الإنترنت، حضرها نحو 80 خبيراً وقادة رأي. كما تم عقد عدة ورش عمل داخلية للباحثين في المركز لتشجيعهم على تبادل الأفكار والآراء. بالإضافة إلى ذلك، تم إجراء استطلاع رأي عبر الإنترنت لجمع آراء مجموعة من الخبراء وقادة الرأي والمفكرين.
بالإضافة إلى ذلك، تم استعراض العديد من التجارب الدولية في مجال التخطيط المستقبلي الاستراتيجي، بما في ذلك تجربة فنلندا. على سبيل المثال، يتم نشر تقرير مستقبل فنلندا كل خمس سنوات لضمان توقع التحديات والفرص المستقبلية. ويتميز هذا التقرير بمشاركة واسعة من مختلف شرائح المجتمع، بما في ذلك الشباب والمفكرين والخبراء، مما يضمن رؤية شاملة للمستقبل. ركزت الإصدارات الأخيرة من تقرير مستقبل فنلندا على التحليل المتعمق للتغيرات التكنولوجية والديموغرافية في البلاد، حيث من المتوقع أن يكون لهذه التغييرات تأثيرات عميقة على مختلف جوانب الحياة في فنلندا.
وتمت أيضًا مراجعة تقارير دولة نيوزيلندا. وهي عبارة عن سلسلة من الدراسات التحليلية التي تنشرها شركة ديلويت العالمية. ويهدف هذا التقرير إلى تقديم نظرة شاملة على التطورات الحالية والمستقبلية في نيوزيلندا، مع التركيز بشكل خاص على دور الحكومة في معالجة التحديات والفرص الناشئة في المشهد الاقتصادي والاجتماعي والسياسي في البلاد. بالإضافة إلى ذلك، يسعى المشروع إلى توقع التغيرات التي قد تحدث في نيوزيلندا في المستقبل القريب والبعيد من خلال تحليل الاتجاهات العالمية والإقليمية المؤثرة.
ويمثل تقرير “50 فرصة عالمية” الذي نشرته مؤسسة دبي للمستقبل إحدى هذه التجارب. وعرضت رؤية مؤسسة دبي لمستقبل العالم من خلال 50 فرصة واعدة وملهمة لتحقيق مستويات جديدة من النمو والازدهار وجودة الحياة. وربما تكون بعض الفرص التي استكشفها التقرير لا تزال في مراحلها الأولى من الاستكشاف، في حين قد تكون فرص أخرى بمثابة مصدر إلهام لرؤى أعمق.
وتناول التقرير أهم الفرص المستقبلية لمصر في عشرة قطاعات واعدة، تشمل الزراعة، والصناعة، والنقل واللوجستيات، والاقتصاد الأخضر، والطاقة والتعدين، والسياحة، والذكاء الاصطناعي.
وتناول التقرير أيضًا مفهوم الاتجاهات العالمية الكبرى وحدد 15 اتجاهًا عالميًا من شأنها أن تساعد في تحويل المستقبل، بما في ذلك العولمة، ونمو السكان، وتغير المناخ، والتركيز على الصحة، والتوسع الحضري، والذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا الحيوية. وأضاف أنه من خلال تبني هذه التوجهات فإن مصر يمكن أن تلعب دورا حاسما في تشكيل المستقبل وتحقيق التنمية المستدامة والشاملة. وتم التأكيد على أن الاتجاهات الكبرى تمثل خريطة طريق لمستقبلنا وأن دراستها أمر بالغ الأهمية لفهم عالمنا المتغير والتخطيط لمستقبل أفضل. إنهم القوى الدافعة التي تشكل مجتمعاتنا واقتصاداتنا وتقنياتنا. ومن خلال فهم القوى التي تشكل العالم، يمكننا اتخاذ قرارات أكثر استنارة وبناء مستقبل أكثر استدامة وازدهارًا. يمكننا الاستعداد للتغيرات المستقبلية، وتحديد الفرص الجديدة وتجنب المخاطر المحتملة. ولا تقتصر أهمية دراسة الاتجاهات الكبرى على المستوى الاستراتيجي، بل تمتد إلى تصميم الأفراد أيضًا.
وأكد التقرير أنه من غير الممكن التنبؤ بالمستقبل بشكل دقيق. ومع ذلك، فإننا سنحتاج إلى مواصلة تطوير قدراتنا التحليلية والاستشرافية من خلال الاستثمار في البحث والتطوير، وتعزيز التفكير النقدي والإبداعي، وبناء شبكات تعاونية من خلال التعامل مع الخبراء والباحثين والمؤسسات الأخرى، وتبني ثقافة التعلم المستمر من خلال مواكبة التطورات والتغييرات الجارية. وهذا من شأنه أن يمكّننا من اتخاذ قرارات أكثر استنارة وبناء مستقبل أفضل لأنفسنا وللأجيال القادمة.
المصدر: بيان منشور على موقع مجلس الوزراء