مجلس النواب يوافق نهائيا على مشروع قانون العمل

منذ 6 ساعات
مجلس النواب يوافق نهائيا على مشروع قانون العمل

وافق مجلس النواب برئاسة المستشار الدكتور حنفي الجبالي على مشروع القانون المقدم من الحكومة لإقرار قانون العمل خلال الجلسة العامة للمجلس اليوم الثلاثاء.

وفي اجتماعه يوم 23 مارس/آذار الماضي، وافق المجلس على كافة مواد مشروع القانون، وأرجأ إبداء الرأي النهائي فيه إلى جلسة اليوم.

ويقترح مشروع القانون إصلاحاً شاملاً لقانون العمل بهدف إرساء رؤية جديدة لحقوق العمال وأصحاب العمل دون المساس بمبدأ التوازن بين الطرفين. ويأتي ذلك تماشياً مع التغيرات الجديدة والتطورات الهائلة التي تشهدها مصر في بنيتها التحتية في كافة القطاعات، بما في ذلك الصناعة والتجارة والزراعة، ويجذب الاستثمارات الوطنية والأجنبية ويعزز دور القطاع الخاص.

ويرتكز مشروع القانون الجديد على فلسفة جديدة تتمثل في إرساء علاقات عمل متوازنة بين طرفي العملية الإنتاجية، وحماية حقوق العمال لضمان استمرارية العمل وزيادة الإنتاجية، وتشجيع الشباب على العمل في القطاع الخاص بعد عزوفهم عنه في الآونة الأخيرة، ومعالجة فجوة المهارات، ومواءمة مخرجات التعليم والتدريب مع احتياجات سوق العمل.

وفيما يتعلق بالأحكام الرئيسية لمشروع القانون، فإنه يضمن تنظيماً متوازناً لساعات العمل وفترات الراحة، باستثناء بعض المهام التي يصدر بتحديدها قرار من الوزير المختص. كما أجاز لصاحب العمل تشغيل العامل في يوم راحته دون اعتراض من العامل ولكن بشرط وجود أسباب تدعو إلى هذا التشغيل والحصول على إذن من الجهة الإدارية. وهذه مسألة تنظيمية ولا تتعارض مع سلطة صاحب العمل في إدارة المنشأة.

ويمنح مشروع القانون الموظفين الحق في إجازة سنوية، بناءً على مدة خدمتهم، حتى يتمكنوا من شحن بطارياتهم وتجديد نشاطهم. ومع ذلك، فإن صاحب العمل لديه السلطة لتحديد وقت بدء العمل بطريقة لا تتأثر بالإنتاج. كما يسمح بإنهاء عقد العمل غير محدد المدة من قبل أي من الطرفين، شريطة إخطار الطرف الآخر كتابيًا قبل الإنهاء، وأن يكون الإنهاء قائمًا على أسباب مشروعة وكافية.

وينص مشروع القانون على أن للموظف الحق في إنهاء العقد. وهذا يمكّنه من الحصول على عمل آخر يتناسب مع مهاراته وخبراته المكتسبة، ولكن الراتب لا يكون مماثلاً لرواتب الآخرين. ويشترط في ذلك أن يخطر صاحب العمل قبل انتهاء خدمته حتى يتمكن من تسوية أموره.

وتضمن مشروع القانون بنداً يعطي الأولوية لمطالبات الموظفين على كامل أصول صاحب العمل المدين، بل ويجمعها قبل التكاليف القانونية. كما كرّس حق صاحب العمل في إغلاق شركته لأسباب اقتصادية.

يتضمن مشروع قانون العمل سياسة اقتصادية جديدة في مجال العمل، أبرز مظاهرها إدخال سياسة التحرير الاقتصادي التي تسمح لأصحاب العمل باختيار عمالهم وفق معايير الكفاءة أو الخبرة. يمكنك الإعلان عن الوظائف الشاغرة من خلال وسائل الإعلام المختلفة أو تكليف وكالات التوظيف الخاصة لشغل هذه الوظائف.

كما تحرر المشروع من فكرة “احتكار الدولة للعمالة”، حيث أعطى الفرصة للجميع لممارسة العمل بعد الحصول على ترخيص من وزارة العمل، وسمح بالتوظيف عبر وكالات التوظيف الخاصة، أي الشركات المتخصصة في اختيار العمال أو تشغيلهم لدى آخرين وفق الشروط التي ينص عليها هذا القانون. وبالإضافة إلى ذلك، تم تبسيط إجراءات حصول هذه الوكالات على الترخيص اللازم لمزاولة العمل، وتقليصها إلى إجراء مبسط. وهذا حكم جديد نتيجة النمو والانتشار المتزايد لهذه الهيئات في سوق العمل داخل الجمهورية بأشكال مختلفة، مما يتطلب تدخل الدولة وتنظيم وضعها القانوني، باعتبارها مجالاً جديداً للاستثمار.

وفي مجال تصاريح العمل للأجانب، يحقق مشروع القانون التوازن بين عدة اعتبارات مهمة، أولها عدم منافسة العمالة المصرية داخل مصر؛ ثانياً، نقل المهارات الجديدة إلى سوق العمل المصري؛ ثالثا، عدم تعطيل العمل في الشركات التي تحتاج إلى عمالة أو عمالة أجنبية ماهرة؛ ورابعاً، الأخذ بعين الاعتبار حماية كافة حقوق العمال المهاجرين وأفراد أسرهم. ويمنح مشروع القانون أيضًا الوزير المختص صلاحية إعداد الأحكام التفصيلية مع مراعاة الجوانب الاقتصادية والفنية المتغيرة.

وشجع مشروع القانون الشباب على العمل في القطاع الخاص دون خوف أو قلق، وضمن لهم الأمان الوظيفي في هذا القطاع. واشترط مشروع القانون أن تتم الموافقة على فصل الموظف من قبل الجهة الإدارية المختصة حتى يكون صحيحا. وقد أدى هذا إلى القضاء على مشكلة الفصل المبكر من العمل التي كانت تمنع الشباب في السابق من العمل في القطاع الخاص.

وينص مشروع القانون على حل النزاعات العمالية بسرعة وتحقيق العدالة الناجزة. ويحال النزاع إلى لجنة ثلاثية برئاسة مدير مديرية العمل المختصة وعضوية ممثل النقابة وممثل صاحب العمل للتسوية الودية خلال 21 يوماً. إذا تم التوصل إلى اتفاق، فسيتم إحالته إلى قاضي الطوارئ في محكمة العمل المختصة.

وينص مشروع القانون أيضاً على إنشاء محاكم عمالية متخصصة على غرار المحاكم التجارية والأسرية، على أن يكون قاضي العمل هو المختص حصرياً بتسوية النزاعات العمالية. وسيكون لذلك أثر إيجابي على سرعة الفصل في قضايا قانون العمل وزيادة الكفاءة المهنية والقدرة لدى القاضي، حيث أنه سوف يتخصص حصرياً في نزاعات قانون العمل. كما يوجد لدى محكمة العمل سجل ودائرة خاصة لتنفيذ الأحكام والقرارات التي تصدرها. ويهدف هذا إلى منع عجز أحد الطرفين عن المطالبة بحقوقه بسبب صعوبات تعوق تنفيذ الحكم الصادر لصالحه. وبالإضافة إلى ذلك، يتم إنشاء مراكز استشارات قانونية في مقر هذه المحاكم، تقدم خدماتها مجاناً لكلا الطرفين.

وينص مشروع القانون أيضا على إنشاء هيئة للوساطة والتحكيم تتمتع بالشخصية الاعتبارية بموجب القانون العام. بدلاً من اللجوء إلى المحكمة، يمكن لطرفي نزاع العمل الجماعي الاتفاق على اللجوء إلى هذا المركز لحل النزاع بينهما من خلال الوساطة التي يجريها أحد الوسطاء المسجلين لدى المركز. إذا لم يتمكن الطرفان من حل النزاع، يجوز لهما التقدم بطلب إلى إدارة التحكيم بالمركز للحصول على قرار يشكل حكماً تحكيمياً ينهي النزاع. ويعتبر حكم التحكيم نهائيا واجب النفاذ بعد أن تضيف إليه المحكمة العمالية المختصة شرط التنفيذ.

ويشترط مشروع القانون أيضاً الالتزام بقوانين المناطق الحرة والاستثمارات وصحة أحكامها. وتنص مواد النشر صراحة على أن الأحكام الواردة في القوانين تظل سارية المفعول بالنسبة لبعض فئات العمال إلى حين إبرام الاتفاقيات الجماعية وتنفيذها وفقاً لأحكام القانون الجديد المرفق. وبناء على ذلك تبقى كافة القوانين المنظمة للعمل في المناطق الحرة، وكذلك كافة قوانين الاستثمار، سارية المفعول مع مراعاة البعد الاقتصادي لهذه القوانين وما تضمنته أحكامها بشأن علاقة العمل التي تعتبر ذات طبيعة خاصة.

ينظم مشروع القانون حق الإضراب ويضع آليات الرقابة عليه. ويتضمن مشروع القانون أحكاما خاصة تنظم حق الإضراب، وبالتالي فهو ينأى بنفسه عن الفوضى التي سادت في ظل التشريع الحالي. إن القانون الحالي يتردد في تناول أحكامه بين الشرعية والحظر في بيئة قانونية ذات خصائص غير واضحة. ولذلك، فقد أدخل المشروع أحكاماً واضحة بشأن تعريف وتنظيم الإضرابات استناداً إلى معايير العمل الدولية ومعظم تعليمات لجنة خبراء منظمة العمل الدولية، وذلك لتحقيق الاستقرار داخل المنشأة وإيجاد التوازن بين ممارسة حق الإضراب كحق مشروع وضمان استمرارية الإنتاج بما يحقق مصالح الطرفين.

ويواكب مشروع القانون التقدم والتطور التكنولوجي ويتناول أنماط العمل الجديدة مثل العمل عن بعد والعمل عبر المنصات الرقمية وكافة أشكال أو أنماط العمل الجديدة. ويسمح مشروع القانون أيضًا باستخدام السجلات الإلكترونية بدلاً من السجلات الورقية وتحويل أجور العمال إلى البنوك. يؤدي هذا النقل إلى إعفاء صاحب العمل من أي التزام بدفع الأجور ويسمح للموظف بالانتقال إلى وظيفة جديدة من الناحية التكنولوجية بعد تطوير مهاراته بشكل أكبر، دون أن يؤثر ذلك على أجره أو تصنيفه.

ويربط مشروع القانون الأجور بالإنتاج ويركز على إرساء تعريف دقيق للأجور وأشكالها ومكوناتها واستعادة الدور المفقود للمجلس الوطني للأجور وتفعيله وجعل قراراته ملزمة وتوفير إمكانية الطعن فيها. ومن أجل مصلحة العمال والعدالة الاجتماعية، قدم المشروع أيضًا أحكامًا تتعلق بدفع المكافآت السنوية، والتي كانت تثير في السابق مشاكل عملية.

ويؤكد مشروع القانون على دور آليات التشاور والتفاوض والحوار بين طرفي علاقة العمل. ويؤكد على أهمية الحوار الاجتماعي والتشاور الثلاثي على المستوى الوطني من خلال المجلس الأعلى للتشاور الاجتماعي الذي تكمن مهمته في تفعيل وسائل وآليات الحوار الاجتماعي بين طرفي العملية الإنتاجية. ويصدر رئيس مجلس الوزراء قراراً بتشكيل المجلس.

ويهدف المشروع أيضاً إلى تخفيف الأعباء المالية على طرفي علاقة العمل، كما أنه يتماشى مع توجه الدولة نحو تبسيط الإجراءات القانونية في كافة مراحل النزاعات. بالإضافة إلى ذلك، يتم إعفاء الموظفين من أي رسوم مستحقة ويجب أن يتم توقيع بيان المطالبة من قبل محام.

كما تم تخفيض نسبة صندوق التدريب والتأهيل من خلال ربطها بالأجر المؤمن عليه وليس بالربح الصافي كما ينص عليه القانون الحالي. كما تم إعفاء أصحاب العمل الذين يقومون بتدريب موظفيهم بشكل كامل من نسبة صندوق التدريب.

المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (مينا)


شارك