أطباء بلا حدود : غزة أصبحت مقبرة جماعية للفلسطينيين ومن يساعدونهم

تحول قطاع غزة الذي يتعرض لهجوم إسرائيلي واسع النطاق منذ أكثر من 18 شهرا إلى مقبرة جماعية للفلسطينيين وعمال الإغاثة، بحسب تقرير نشرته منظمة أطباء بلا حدود الأربعاء.
وقالت المنظمة في بيانها: “في حين تستأنف القوات الإسرائيلية وتصعد هجومها العسكري على قطاع غزة في فلسطين من الجو والبر والبحر، مما يؤدي إلى تهجير السكان بالقوة ويمنع عمداً الوصول إلى المساعدات الحيوية، فإن حياة الفلسطينيين تُدمر مرة أخرى بشكل منهجي”.
وأضافت منظمة أطباء بلا حدود أن سلسلة الهجمات المميتة التي شنتها القوات الإسرائيلية أظهرت “استخفافا صارخا بسلامة العاملين في المجال الإنساني والطبي في قطاع غزة”.
دعت منظمة أطباء بلا حدود السلطات الإسرائيلية إلى “رفع الحصار غير الإنساني والقاتل عن قطاع غزة فورًا وحماية أرواح الفلسطينيين والعاملين في المجال الإنساني والطبي”، ودعت “جميع الأطراف إلى استعادة وقف إطلاق النار والحفاظ عليه”.
قال أماند بازيرول، منسق الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود في غزة: “أصبحت غزة مقبرة جماعية للفلسطينيين وعمال الإغاثة. نحن نشهد بأم أعيننا تدمير وتشريد سكان غزة بأكملهم”. وفي ظل عدم وجود مكان آمن للفلسطينيين أو لمن يسعون لمساعدتهم، فإن “المساعدات الإنسانية تعوقها بشدة انعدام الأمن والنقص الحاد في المساعدات، مما يترك الناس مع القليل من فرص الحصول على المساعدة الطبية أو لا يحصلون عليها على الإطلاق”.
يشار إلى أنه منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، قُتل أكثر من 50 ألف شخص، ما يقرب من ثلثهم من الأطفال، بحسب وزارة الصحة. ومنذ استئناف الأعمال العدائية في 18 مارس/آذار، قُتل أكثر من 1500 شخص، بحسب السلطات المحلية.
وبحسب الأمم المتحدة، قُتل ما لا يقل عن 409 عمال إغاثة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، معظمهم من موظفي الأونروا، المزود الرئيسي للمساعدات الإنسانية في قطاع غزة. لقد قُتل أحد عشر زميلاً من منظمة أطباء بلا حدود منذ بدء الحرب، بعضهم أثناء تأدية واجبهم، بما في ذلك اثنان خلال الأسبوعين الماضيين فقط.
قالت منظمة أطباء بلا حدود إنه “في أحدث هجوم وحشي شنته القوات الإسرائيلية على عمال الإغاثة، تم العثور على جثث 15 مسعفاً وسيارات الإسعاف التي كانوا يستقلونها في مقبرة جماعية في رفح، جنوب قطاع غزة، في 30 مارس/آذار”.
وقال تقرير المنظمة إن المجموعة قتلت برصاص القوات الإسرائيلية أثناء محاولتها مساعدة المدنيين الذين تعرضوا للقصف في 23 مارس/آذار.
وأظهرت الأدلة التي تم الكشف عنها مؤخرا أن العمال ومركباتهم كانت تحمل علامات واضحة ويمكن التعرف عليها، وهو ما يتناقض مع الادعاءات الأولية للسلطات الإسرائيلية.
وقالت كلير ماجيت، المديرة العامة لمنظمة أطباء بلا حدود في فرنسا: “إن هذا القتل الوحشي لعمال الإغاثة هو مثال آخر على تجاهل القوات الإسرائيلية التام لحماية العاملين في المجال الإنساني والطبي”. “إن الصمت والدعم غير المشروط من جانب أقرب حلفاء إسرائيل لا يؤدي إلا إلى تشجيع هذه الأفعال بشكل أكبر”.
وتؤكد منظمة أطباء بلا حدود أن التحقيقات الدولية والمستقلة وحدها هي القادرة على كشف ملابسات هذه الهجمات على عمال الإغاثة والمسؤولين عنها.
وبحسب التقرير، “على الرغم من أن الوضع كان كارثيًا لأكثر من 18 شهرًا، فقد شهدت منظمة أطباء بلا حدود خلال الأسابيع الثلاثة الماضية عدة حوادث قُتل فيها موظفون طبيون وإنسانيون. وأصبح تنسيق التحركات الإنسانية مع السلطات الإسرائيلية، المعروف بنظام الإخطار الإنساني، وهو آلية معيبة أصلًا، أقل موثوقية، ولا يقدم سوى ضمانات قليلة أو معدومة للحماية”.
وخلص التقرير إلى أن المواقع المبلغ عنها والتي أبلغ العاملون في المجال الإنساني إسرائيل عن وجودهم فيها، مثل المرافق الصحية ومواقع المساعدات الإنسانية ومكاتب منظمة أطباء بلا حدود وبيوت الضيافة، كانت مستهدفة بالمدفعية أو الرصاص. وتعرضت المناطق القريبة من المرافق الصحية للقصف والقتال وأوامر الإخلاء.
وأوضح أن المرافق الطبية ليست بمنأى عن الهجمات وأوامر الإخلاء من قبل الجيش الإسرائيلي. واضطرت فرق منظمة أطباء بلا حدود إلى مغادرة عدة مرافق، في حين واصلت مرافق أخرى عملها. وفي مرافق أخرى، ظل الموظفون والمرضى محاصرين ولم يتمكنوا من المغادرة بأمان لعدة ساعات.
وذكر التقرير أن الحصار الشامل على قطاع غزة أدى إلى استنفاد إمدادات الغذاء والوقود والأدوية. وتعاني منظمة أطباء بلا حدود بشكل خاص من نقص في الأدوية الخاصة بالألم والأمراض المزمنة والمضادات الحيوية والإمدادات الجراحية الهامة.
ودعت المنظمة السلطات الإسرائيلية إلى إنهاء العقاب الجماعي للفلسطينيين، وحثت حلفاء إسرائيل على إنهاء تواطؤهم وعدم السماح بتدمير حياة الفلسطينيين.
المصدر: وكالات