وزير الخارجية يؤكد مجددًا رفض مصر القاطع لأى مخطط لتهجير الفلسطينيين من غزة

أكد وزير الخارجية والهجرة المصري الدكتور بدر عبد العاطي رفضه القاطع لأي خطة لطرد الفلسطينيين من قطاع غزة، وشدد على ضرورة العودة الفورية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
قال عبد العاطي خلال مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي: “تناولت محادثاتنا اليوم جملةً من القضايا الإقليمية، لا سيما القضية الفلسطينية، جوهر الصراع الإقليمي. كما ناقشنا بالتفصيل الوضع الراهن في قطاع غزة، وأكدنا على أهمية وقف العدوان الإسرائيلي الغاشم على القطاع، وجهود إنهاء الحرب والعودة الفورية إلى اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 19 يناير/كانون الثاني. يضمن هذا الاتفاق إطلاق سراح جميع المختطفين وعدد كبير من السجناء، ويضمن هدوءًا دائمًا في قطاع غزة لإنهاء الكارثة الإنسانية المستمرة فيه”.
وأضاف عبد العاطي أنه عرض استيعاب خطة مصر للإنعاش المبكر وإعادة الإعمار. وهي خطة عربية إسلامية تحظى بدعم دولي. واتفقنا على أهمية العمل المشترك لإنهاء الحرب في غزة، ورفض كل مخططات التهجير من قطاع غزة رفضاً قاطعاً، والعمل على خلق أفق سياسي يسمح بإقامة الدولة الفلسطينية على خطوط الرابع من حزيران/يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، لأن هذا وحده هو الضمان لتسوية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني الصامد على أرضه.
وأكد عبد العاطي أن زيارة وزير الخارجية البولندي تجسد العلاقات المتميزة والوثيقة بين البلدين والتي توجت بزيارة الرئيس البولندي أندريه دودا في مايو 2023 وشكلت نقطة تحول في مسار العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين. وأشار إلى أنه خلال الزيارة الرئاسية تم التوقيع على اتفاقية للتعاون الاقتصادي بين البلدين، فضلاً عن عدد من مذكرات التفاهم في مختلف القطاعات، لا سيما في التجارة والاستثمار، مما يفتح مرحلة جديدة من الشراكة.
وأشار عبد العاطي إلى أن محادثات اليوم مع نظيره البولندي تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين، وخاصة المشاورات السياسية المهمة القائمة بين البلدين. وتم التركيز بشكل خاص على العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، والتي حظيت بالاهتمام والأولوية في مناقشات اليوم. وأضاف أن التركيز سيكون على مواصلة الجهود لزيادة حجم التجارة بين البلدين، وزيادة الاستثمارات البولندية في مصر، والعمل على حل كافة القضايا العالقة المتعلقة بالاستثمارات البولندية في مصر.
وأكدنا أيضاً على أهمية مواصلة عقد المنتديات التجارية بين الشركات المصرية والبولندية، وتوسيع نطاق تنفيذ المشروعات المشتركة بين الجانبين في مختلف المجالات، وخاصة في مجالات النقل والتجارة والصناعة والطاقة.
وأوضح وزير الخارجية أن المناقشات جرت بمناسبة الاجتماع الثاني للجنة الاقتصادية المشتركة بين البلدين الذي عقد في بولندا في ديسمبر/كانون الأول الماضي. وأضاف أنهم يتطلعون إلى عقد الاجتماع المقبل في مصر قبل نهاية العام الجاري، وهو ما سيعطي مزيداً من الزخم للعلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين. قال وزير الخارجية والهجرة بدر عبد العاطي، إن مباحثاته مع نظيره البولندي رادوسلاف شيكورسكي، تركزت على التعاون القائم بين البلدين في قطاع السياحة، مشيدا بالتعاون السياحي القائم بين مصر وبولندا.
وأكد وزير الخارجية خلال مؤتمر صحفي مع رادوسلاف شتشيكوفسكي، أن مصر ترغب في الترحيب بمزيد من السياح البولنديين إلى القاهرة وتعتزم استضافة هذه الوجهة السياحية المتعددة الأوجه. وأشار إلى أن بولندا تحتل المرتبة الخامسة بين الدول المصدرة للسائحين إلى المقاصد المصرية. وأضاف أن المحادثات تناولت أيضاً عدداً من القضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين، ومنها البنية التحتية والاقتصاد، مؤكداً أن مصر وبولندا أكدتا التزامهما بالعمل على زيادة حجم التجارة بين البلدين.
وأشار إلى أن المحادثات ركزت على الشريحة الثانية من حزمة التمويل الأوروبية وأهمية العمل على سرعة الانتهاء منها وتسليمها للجانب المصري، خاصة أن بولندا تتولى حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي.
وأكد عبد العاطي أهمية تعزيز تنفيذ اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين مصر والاتحاد الأوروبي التي تم توقيعها بالقاهرة في مارس الماضي. وأشار إلى أن هناك تفاهماً واسعاً بين الموقفين المصري والبولندي بشأن أهمية دور مصر في المنطقة العربية والإفريقية.
وأكد وزير الخارجية التزام الجانب الأوروبي بتعزيز العلاقات المتميزة بين مصر والاتحاد الأوروبي وتنفيذ أولويات اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة.
وأضاف عبد العاطي: “ناقشنا اليوم الوضع في البحر الأحمر، مع التركيز بشكل خاص على مسألة حرية الملاحة. كما ناقشنا الأزمة الليبية، والوضع في سوريا، والملف النووي الإيراني في ضوء المحادثات الجارية بين إيران والولايات المتحدة”. كما ناقشنا الوضع في السودان وعددا من القضايا الدولية، بما في ذلك الأزمة الأوكرانية. وعكست مناقشاتنا تقاربا في وجهات النظر بشأن وقف إطلاق النار ووجود حلول سياسية، وليس عسكرية، لجميع الصراعات في المنطقة.
وأشار إلى أن اللقاء اتفق أيضاً على مواصلة المشاورات والتنسيق المشترك، وكذلك الزيارات المتبادلة والاتصالات المنتظمة بين البلدين على كافة المستويات. ورحب الجانبان بالتنسيق الجاري بشأن عقد جولة مشاورات سياسية بين البلدين خلال الفترة المقبلة.
المصدر: أ.ش.أ.