المشاط: 4.2 مليار دولار التمويلات الموجهة للقطاع الخاص لتتجاوز للمرة الأولى التمويلات الموجهة للقطاع العام

منذ 16 ساعات
المشاط: 4.2 مليار دولار التمويلات الموجهة للقطاع الخاص لتتجاوز للمرة الأولى التمويلات الموجهة للقطاع العام

أكدت الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، الجمعة، أن اللقاءات المستمرة مع القطاع الخاص تساعد على ترجمة رؤية مصر إلى شراكات عملية ومبتكرة. وأشارت إلى أن القطاع الخاص هو محور التحول الاقتصادي الذي تعيشه مصر حالياً. وأضافت أن الإصلاحات الهيكلية سيتم تنفيذها في إطار خطة عمل الحكومة للفترة 2024-2027 لإطلاق العنان لإمكانات القطاع الخاص. وينبغي تحقيق ذلك من خلال تبسيط القواعد التنظيمية، وتعزيز ثقة المستثمرين، وتنفيذ ورقة السياسة الخاصة بملكية الدولة. تهدف هذه الوثيقة إلى توضيح الدور الاقتصادي للدولة وخلق مساحة أكبر لنمو القطاع الخاص.

جاء ذلك خلال كلمة وزير التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي في الاجتماع الثالث لسلسلة BRIDGE. هدف اللقاء إلى تكثيف الحوار مع مجتمع الأعمال وشركات القطاع الخاص وتعريفهم بأدوات التمويل التي يقدمها البنك الأفريقي للتنمية، بما يتماشى مع رؤية الحكومة في تحقيق النمو الاقتصادي بقيادة القطاع الخاص المحلي والأجنبي. كما حضر ممثلو جمعيات الأعمال وعدد كبير من المسؤولين التنفيذيين من القطاع الخاص.

وأشارت المشاط إلى أن وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي تلعب دورا محوريا في تعزيز الانضباط المالي من خلال تحديد سقف تريليون جنيه للاستثمار العام، وضمان استقرار الاقتصاد الكلي وتسهيل الإصلاحات الهيكلية التي تلتزم بها الدولة. وأوضحت أن هذه الجهود أثمرت نتائج ملموسة حيث أصبحت استثمارات القطاع الخاص تمثل 63% من إجمالي الاستثمارات في مصر في الربع الأول من العام المالي الجاري مقارنة بـ27% فقط قبل ثلاث سنوات، وتعتزم الدولة زيادة هذه النسبة بشكل مستمر خلال الفترة المقبلة.

وأشارت أيضاً إلى جهود الحكومة لزيادة الاستثمار الأجنبي المباشر من خلال تقديم العديد من الحوافز المالية، وتنفيذ الإصلاحات الهيكلية لتشجيع مثل هذه الاستثمارات، وتحويل التركيز إلى القطاعات القابلة للتداول والقابلة للتداول.

وأكدت على أهمية الشراكة مع المؤسسات المالية الدولية لتحفيز الاستثمار وتوفير التمويل للقطاع الخاص. وقد تجاوزت هذه القروض 14.5 مليار دولار أمريكي منذ عام 2020. وفي الوقت نفسه، ارتفع التمويل منخفض الفائدة للقطاع الخاص إلى 4.2 مليار دولار، متجاوزًا تمويل القطاع العام لأول مرة في العام الماضي.

وأشادت بالشراكة مع البنك الأفريقي للتنمية، الشريك الرئيسي لمنصة نوافي، حيث يعد البنك الشريك التنموي الرئيسي في قطاع المياه. وأشارت أيضًا إلى تقرير المتابعة الثاني للمنصة، والذي يوضح كيف يساهم استثمار القطاع الخاص المحلي في تطوير البنية التحتية بما يتماشى مع استراتيجية مصر الوطنية للمناخ 2050 والمساهمات المحددة وطنياً. كما تعتزم الوزارة تنفيذ مبادرة لتبادل الخبرات مع الدول الإفريقية بشأن برنامج “نوفي” بالتعاون مع البنك الإفريقي للتنمية.

وأضافت أن البنك الأفريقي للتنمية يهدف إلى توجيه 300 مليون دولار استثمارات إلى القطاع الخاص في مصر بحلول عام 2025، مع التركيز على تمويل الشركات الصغيرة والمتوسطة والشركات الكبرى من خلال تمويل المشاريع وتمويل الشركات وخطوط الائتمان.

وأضاف الوزير أنه في ضوء التحديات العالمية الراهنة – بدءاً من تغير المناخ والفجوة التمويلية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، والتي تقدر بنحو 4 تريليون دولار أميركي سنوياً، إلى المخاطر الجيوسياسية المتزايدة والتوترات التجارية – أصبح من الضروري أكثر من أي وقت مضى الدخول في شراكات مبتكرة وجريئة.

وقالت المشاط إن التعاون الفعال لا يقتصر على التمويل فقط، بل يتطلب أيضا توفير المعلومات الموثوقة والمتاحة. وأشارت إلى إطلاق منصة حافظ، وهي منصة رقمية موحدة تسهل وصول القطاع الخاص إلى أدوات التمويل والمساعدة الفنية والعطاءات وبرامج التدريب من خلال الشراكات مع مؤسسات التنمية مثل البنك الأفريقي للتنمية. وأوضحت أن المنصة تضم أكثر من 90 خدمة مالية واستشارية، بالإضافة إلى مئات العطاءات، مما يساعد الشركات على دخول الأسواق الأفريقية ويدعم التوسع والتكامل الإقليمي.

واختتمت المشاط كلمتها بالتأكيد على أن تنمية أفريقيا ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالتصنيع والتكامل الاقتصادي، مضيفة أن الركائز الخمس لبنك التنمية الأفريقي – “إنارة أفريقيا”، و”تغذية أفريقيا”، و”تصنيع أفريقيا”، و”دمج أفريقيا”، و”تحسين الحياة” – تتوافق مع رؤية مصر التنموية. وأكدت أن الشركات المصرية تتمتع بمميزات تنافسية في قطاعات مثل الأدوية والزراعة الذكية والطاقة المتجددة تؤهلها للنمو في القارة الأفريقية. وأضافت أن تعزيز البنية التحتية اللوجستية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات من شأنه أن يزيل الحواجز التجارية ويعزز التجارة بين البلدان الأفريقية.

أطلقت وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي سلسلة مؤتمرات BRIDGE. ويهدف هذا الحدث إلى تعزيز مساهمة القطاع الخاص في التنمية الاقتصادية، واستكشاف فرص الاستثمار في القطاعات ذات الأولوية في مصر، وتحسين التكامل بين خطط الاستثمار الحكومية والبرامج التي ينفذها شركاء التنمية. وسيتم تحقيق ذلك من خلال تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وتحسين فرص التمويل المختلط، وتمويل التنمية، ومنح القطاع الخاص، وتطوير الفرص في مجالات ضمانات الاستثمار والمسؤولية الاجتماعية للشركات.

المصدر: بيان منشور على موقع مجلس الوزراء


شارك