المشاط من واشنطن: نهج حكومى شامل لتيسير الأعمال وتشجيع الشراكات بين القطاعين العام والخاص

بدأت الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي ومحافظ مصر لدى البنك الدولي اجتماعات الربيع 2025 اليوم الثلاثاء باجتماع موسع مع مختار ديوب رئيس مؤسسة التمويل الدولية، الذراع الإقراضية للبنك الدولي للقطاع الخاص. وناقش الجانبان تطورات تنفيذ حزم العمل المشتركة المختلفة لتعزيز مشاركة القطاع الخاص في جهود التنمية، وتحفيز بيئة الاستثمار في القطاعات الرئيسية، ودعم جهود الحكومة لتنفيذ وثيقة سياسة ملكية الدولة.
ووجهت الدكتورة رانيا المشاط الشكر لرئيس مؤسسة التمويل الدولية على جهود المؤسسة في مصر وتعاونها مع الحكومة لتعزيز مشاركة القطاع الخاص في التنمية، خاصة بعد إبرام اتفاقية استشارية لطرح عدد من المطارات على القطاع الخاص. وأشارت إلى أن زيارة رئيس مؤسسة التمويل الدولية إلى مصر في يونيو المقبل ستكون فرصة لمواصلة متابعة تطورات الشراكة بين الجانبين والدفع نحو المزيد من العمل المشترك.
وأوضحت أن الشراكة مع مؤسسة التمويل الدولية لإتاحة المطارات المصرية للقطاع الخاص تأتي استكمالاً للتعاون الذي تم إطلاقه في يونيو 2023 في إطار برنامج طرح الدولة لتنفيذ وثيقة مبادئ الملكية الدولية وتحقيق النمو الاقتصادي بقيادة القطاع الخاص. إن استعادة دور القطاع الخاص المحلي والأجنبي في قيادة جهود التنمية الاقتصادية تشكل أولوية قصوى للدولة. ولذلك تعمل البلاد على تنفيذ برنامج وطني للإصلاح الهيكلي، وتعمل على توسيع آليات تمويل التنمية لجذب الاستثمار الأجنبي المباشر.
وأشارت المشاط إلى الجهود التي بذلتها الحكومة خلال الفترة الأخيرة لتحويل الاقتصاد المصري نحو النمو بقيادة القطاع الخاص والذي يعتمد على القطاعات القابلة للتداول. وتعمل الحكومة على تنفيذ حزمة من الإصلاحات الاقتصادية والبنيوية بهدف خلق بيئة أكثر تنافسية وجاذبية للقطاع الخاص وتوسيع مشاركة القطاع الخاص. وسيتم تحقيق ذلك من خلال تنظيم مشاركة الدولة في مختلف الأنشطة الاقتصادية، وتطوير البيئة القانونية والتنظيمية، وتسهيل التراخيص، ورقمنة الخدمات المقدمة للمستثمرين، وتعزيز نماذج الشراكة بين القطاعين العام والخاص في البنية التحتية، والطاقة، والنقل، والتعليم، والرعاية الصحية.
وأكدت على أهمية الشراكة مع مؤسسة التمويل الدولية لدعم النمو والتشغيل في القطاع الخاص. وتبلغ محفظة استثمارات الشركة الحالية في مصر نحو 2.4 مليار دولار حتى مارس 2025، بالإضافة إلى محفظة الدعم الفني والاستشارات بقيمة 25.7 مليون دولار. وتمتد هذه المحفظة عبر الأسواق المالية والزراعة والرعاية الصحية والتعليم والتصنيع والسياحة وتجارة التجزئة والبناء والبنية التحتية.
وأشارت أيضاً إلى آلية ضمان الاستثمار مع الاتحاد الأوروبي بقيمة 1.8 مليار يورو وأهمية التعاون مع مؤسسة التمويل الدولية في هذا الشأن بهدف توسيع نطاق هذه الضمانات وبالتالي المساهمة في جذب المزيد من الاستثمار الأجنبي المباشر. وأضافت أن التعاون بين مصر والبنك الدولي في إعداد تقرير جاهزية الأعمال الذي يقيم مناخ الاستثمار وبيئة الأعمال في مصر سيكون له أثر إيجابي على عمل مؤسسة التمويل الدولية ويفتح آفاقا جديدة للتعاون المشترك من خلال تقديم توصيات بشأن الاستراتيجيات المطلوب تنفيذها لخلق بيئة استثمارية أكثر تنافسية.
وفي هذا السياق، أشارت إلى توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي الأخيرة بتوحيد الضرائب على الشركات بدلا من الرسوم المتعددة. ومن شأن هذا أن يؤدي إلى تحسينات ملموسة على أرض الواقع ويساعد في تسهيل العمليات التجارية وتبسيط الإجراءات وتقليل العبء المالي على المستثمرين.
وأشارت إلى التدابير التي يتم اتخاذها لتوجيه النمو نحو القطاعات القابلة للتداول والموجهة للتصدير، وخاصة في الصناعات التحويلية غير النفطية، وإمكانية العمل مع المؤسسة لاستكشاف الحوافز التي يمكن استهدافها لهذه القطاعات. وأشارت إلى الدراسات التي يجريها صندوق الثروة السيادية للتكيف مع الاستخدام الأقصى لأصول الدولة، والتواجد لأول مرة لوزراء التخطيط والتنمية الاقتصادية، والتعاون الدولي، والاستثمار والتجارة الخارجية، والمالية في مجلس إدارة الصندوق لضمان التكامل السياسي.
وأشارت أيضاً إلى أن مجلس الوزراء وافق على مشروع قانون ينظم ملكية الدولة للمنشآت المملوكة أو المملوكة للدولة. وأكدت أن هذا المشروع مهم لتنفيذ أهداف وثيقة سياسة ملكية الدولة، وخاصة فيما يتعلق بإدارة حضور الدولة في الاقتصاد من خلال تركيز التدخلات على الاستثمارات في القطاعات والمؤسسات العامة الرئيسية وجذب المزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية.
كما ناقش الجانبان الجهود الجارية في مجال الطاقة المتجددة والتمويلات المخصصة لشركة سكاتك النرويجية لتعظيم استثماراتها في مصر. كما ناقشا اهتمام مصر بتوسيع الاستثمارات لدعم شبكة الكهرباء. وأشار الجانبان إلى أن استثمارات المجموعة ساعدت في جذب استثمارات القطاع الخاص في قطاعات مهمة وأساسية مثل الطاقة المتجددة. قادت مؤسسة التمويل الدولية تحالفًا من المستثمرين استثمر 653 مليون دولار في محطة بنبان للطاقة الشمسية. من جانبه، أكد رئيس مؤسسة التمويل الدولية التزام المؤسسة بتوسيع أنشطتها التجارية في مصر بما يتجاوز تعزيز استثمارات الشركات المصرية. وتسعى الشركة أيضًا إلى تشجيع الشركات الأجنبية على زيادة استثماراتها في مصر. وتجري حاليًا محادثات مع عدد من المستثمرين الأجانب. وأوضح أن مؤسسة التمويل الدولية تعمل على نقل الخبرة الواسعة التي اكتسبتها من خلال عملها في قطاعات حيوية في مصر إلى دول أخرى تعمل بها ومن بينها العراق.
وأكد مختار ديوب على الإجراءات الإصلاحية الاقتصادية والهيكلية التي اتخذتها مصر لتحسين الاستقرار الاقتصادي الكلي وأهمية تعزيز هذه الإجراءات لتعزيز الثقة في القطاع الخاص. وأوضح أيضاً استعداد مؤسسة التمويل الدولية لتقديم المساعدة الفنية للحكومة في إدارة الشركات المملوكة للدولة أو تلك التي تمتلك فيها حصة.
ومن الجدير بالذكر أن الحكومة تضع الشراكة مع مؤسسة التمويل الدولية على رأس قائمة أولوياتها. ويعتمد على الخبرة التي اكتسبها من مؤسسة التمويل الدولية في أكثر من 100 دولة حول العالم في تعزيز الأسواق وتحسين فرص الشراكة مع القطاع الخاص. ويأتي ذلك في ضوء جهودهم وأولوياتهم الرامية إلى تحسين مناخ الاستثمار وزيادة مشاركة القطاع الخاص في جهود التنمية. وساهم ذلك في قيام الشركة باستثمار أكثر من تسعة مليارات دولار في مصر منذ عام 1975، وقد زادت هذه الاستثمارات بشكل مطرد في السنوات الأخيرة.
المصدر: بيان منشور على موقع مجلس الوزراء