بال .. وزير الإسكان يلتقى نظيره الصينى فى “بكين ” لبحث سبل التعاون المستقبلى

منذ 4 ساعات
بال .. وزير الإسكان يلتقى نظيره الصينى فى “بكين ” لبحث سبل التعاون المستقبلى

خلال زيارته الأخيرة إلى جمهورية الصين الشعبية، قام المهندس التقى الدكتور شريف الشربيني وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، مع السيد ني هونغ وزير الإسكان والتنمية الحضرية والريفية الصيني، بمقر وزارة الإسكان الصينية في بكين، لبحث سبل تعزيز التعاون المستقبلي. وحضر اللقاء السفير خالد نظمي سفير مصر في بكين، والسيد خالد ميلاد رئيس المكتب التجاري في بكين، وعدد من المسؤولين بوزارتي الإسكان المصرية والصينية.

وفي بداية الاجتماع، ألقى وزير الإسكان الصيني المهندس. شريف الشربيني والوفد المرافق له إلى مقر وزارة الإسكان الصينية، مشيراً إلى اللقاء الذي جمعه بالمهندس. ملك. شريف الشربيني في مؤتمر يوم المدن العالمي بالإسكندرية في مصر، ويشكر الوزير على حفاوة الاستقبال والضيافة الكريمة التي حظي بها في مصر. وأشار إلى أنه زار العاصمة الإدارية الجديدة والعلمين الجديدة، وهما مدينتان جديدتان أعطتاه انطباعا جيدا عن النهضة العمرانية التي تشهدها مصر. وهناك رأى أيضاً بوادر التعاون بين مصر والصين، وازدادت ثقته في إمكانية التعاون المستقبلي بين مصر والصين في مختلف المشاريع.

وخلال اللقاء أكد السيد ني هونغ أن مصر من أكبر الدول العربية والإفريقية والإسلامية، وأن هناك تعاون مثمر في الآونة الأخيرة تحت قيادة البلدين فخامة الرئيس شي جين بينج رئيس الصين وفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس مصر. وأعرب عن أمله في أن يكون التعاون بين وزارتي الإسكان في البلدين نموذجاً للتعاون بين كافة الوزارات المصرية والصينية. وأشار إلى أنه تم الاتفاق في لقاء رئيسي دولتي وحكومتي البلدين على تعميق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، معرباً عن رغبته في تعزيز التعاون بين وزارتي الإسكان المصرية والصينية في مجالات البنية التحتية والتحديث والتطوير العمراني.

من جانبه، شكر المهندس شريف الشربيني نظيره الصيني على حفاوة الاستقبال، معرباً عن سعادته الكبيرة بتواجده في الصين ولقاء الوزير الصيني للمرة الرابعة. وكان قد التقى الوزير الصيني في وقت سابق خلال منتدى المدن العالمي الذي عقد لأول مرة في القاهرة، وفي يوم المدن العالمي بالإسكندرية. وانعقد الاجتماع الثالث في الجزائر الشقيقة على هامش مؤتمر وزراء الإسكان العرب.

وقال المهندس شريف الشربيني: “نعمل على توسيع إطار التعاون المشترك مع جمهورية الصين الشعبية في مختلف المجالات، وفقا لتعليمات فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي تتوافق مع تعليمات فخامة الرئيس الصيني شي جين بينج”.

وأضاف: “هدفنا هو تعزيز التعاون في المجالات المتعلقة بعمل وزارة الإسكان”. وكان من أهم أولوياتنا خلال زيارتنا الأخيرة للصين، تفقد بعض المشروعات التي تنفذها شركة CSCEC الصينية في العديد من المدن الصينية، والاطلاع على أحدث أنظمة الإدارة والتشغيل والصيانة للمراكز المالية والتجارية استعداداً لتشغيل منطقة الأعمال المركزية في العاصمة الإدارية الجديدة. كما التقينا أمس مع رئيس مجلس إدارة شركة CSCEC الصينية لمتابعة موقف تنفيذ مشروعي العاصمة الإدارية الجديدة والعلمين الجديدة، وتسليط الضوء على الالتزام ببرامج التنفيذ المحددة وجودة التنفيذ، ومناقشة فرص التعاون المشترك.

خلال لقائه نظيره الصيني المهندس وعرض شريف الشربيني فرص التعاون المشترك بناء على ثلاثة محاور رئيسية، وهي: فتح المجال للتعاون في المشروعات الاستثمارية المختلفة بالمدن الجديدة، سواء في القطاعات الصناعية أو السياحية أو الفندقية، خاصة بعد التقدم الكبير الذي أحرزته الدولة المصرية في مجال البنية الأساسية، مستشهداً بمدينة العلمين الجديدة التي تمتلك منطقة صناعية مميزة للاستثمار فيها، خاصة في المشروعات الصناعية التي تحتاجها وزارة الإسكان، وخاصة في قطاع المرافق. وتوفر مدينة العلمين الجديدة أيضًا فرصًا استثمارية فريدة في قطاعي السياحة والفندقة. وأكد استعداد الجانبين للدخول في شراكات مع الجانب الصيني في هذه المشاريع وتوفير الأراضي اللازمة لها.

وأشار المهندس شريف الشربيني إلى أن المجال الثاني للتعاون مع الجانب الصيني هو تكوين تحالفات مشتركة بين الشركات المصرية والصينية والتعاون في تنفيذ المشروعات المختلفة خاصة في القارة الأفريقية. وضرب مثلاً بشركة المقاولون العرب التي نفذت العديد من المشاريع التنموية في أفريقيا. تتيح لنا هذه التحالفات فرصة تنفيذ مجموعة واسعة من المشاريع.

وأشار المهندس شريف الشربيني إلى أن المحور الثالث لرؤية التعاون المشترك هو إمكانية التعاون في مشروعات الإسكان منخفض التكلفة لمحدودي الدخل، مشيراً إلى جهود وزارة الإسكان في تنفيذ نحو مليون وحدة سكنية لهذه الشريحة خلال الفترة الماضية، وأننا ننفذ حالياً نحو 500 ألف وحدة أخرى. وتتمتع جمهورية الصين الشعبية بخبرة واسعة في هذا المجال، ولذلك فإننا نسعى إلى التعاون، خاصة وأن هناك تحديين رئيسيين في هذا المجال: مدة تنفيذ الوحدات وتكلفة التنفيذ.

وخلال اللقاء، أعرب وزير الإسكان الصيني السيد ني هونغ عن موافقته على التعاون بين وزارتي الإسكان في مصر والصين في المجالات الثلاثة التي اقترحها المهندس شريف الشربيني، قائلاً: “فيما يتعلق بالمجال الأول وهو إنشاء المناطق الصناعية، نرى أن مناخ الاستثمار في مصر جذاب للغاية وهناك العديد من الشركات الصينية التي ترغب في الاستثمار في مصر سواء في المشاريع العمرانية الجديدة أو المناطق الصناعية”، واستشهد بعدة أمثلة على مشاريع التنمية المختلفة التي تنفذها وزارة الإسكان الصينية والشركات الصينية.

وأكد وزير الإسكان الصيني أن مصر تسير حالياً على الطريق الصحيح، سواء من حيث التركيز على البنية التحتية أو إنشاء المناطق الصناعية المختلفة، وهو ما سيساهم في تحقيق نهضة اقتصادية وتوفير العديد من فرص العمل. واستعرض قدرات الشركات الصينية المختلفة سواء في مشاريع الإسكان المختلفة أو بناء الأبراج والطرق والنقل والمرافق وغيرها، مشيرا إلى إمكانية الاستفادة من هذه الخبرة المتميزة في تحالف تعاون ثنائي.

قال السيد ني هونغ: “نحن مستعدون لتوقيع اتفاقية تعاون بين الوزارتين، تشمل التعاون في مختلف المجالات، لا سيما في ظل العلاقات الطيبة بين البلدين. وتدعم قيادة البلدين تفعيل أطر التعاون المختلفة. ولذلك، نرحب بالتحالفات المشتركة بين شركاتنا في مختلف المجالات؛ وهذا هو المحور الثاني. ونقترح تحالفًا بين شركة CSCEC الصينية وشركة المقاولون العرب المصرية كنموذج. وبعد نجاح هذا التحالف، يمكن توسيعه ليشمل شركات مختلفة في كلا البلدين. ونُكلف الشركة الصينية بتوفير كل ما يلزم لنجاحه”.

وأضاف وزير الإسكان الصيني: “فيما يتعلق بالمحور الثالث للتعاون في مجال الإسكان الاجتماعي لذوي الدخل المحدود، فإننا نولي اهتمامًا بالغًا بهذا القطاع، ونقترح حاليًا مبادرة لبناء مساكن مناسبة ومريحة. ونحن على استعداد للمشاركة في تنفيذها ومواجهة مختلف التحديات، سواء في مرحلة التنفيذ من خلال المساكن الجاهزة أو من خلال خفض التكاليف من خلال دراسة جميع الجوانب ذات الصلة”.

وأكد الاستعداد لتوقيع مذكرة تفاهم وتوسيع مجالات التعاون، ومنها معاهد التدريب واستخدام التكنولوجيات المتطورة في صناعة مواد البناء، فضلاً عن التعاون في مشاريع استثمارية مختلفة في الدول العربية والإسلامية والإفريقية، خاصة أن هذه الدول تفضل الشركات والعمالة المصرية.

وفي ختام اللقاء تم الاتفاق على توقيع مذكرة تفاهم بين الوزارتين في مجالات الإسكان والمرافق والتنمية العمرانية، وكذلك صناعات مواد البناء المختلفة وكل ما يتعلق بإدارة وتشغيل وصيانة المراكز المالية والتجارية، والاستفادة من إمكانيات الشركات الصينية والمصرية في كافة المجالات.


شارك