البيان الختامي المشترك لمصر وجيبوتي بعد زيارة عمل للرئيس السيسي إلى جيبوتي

انطلاقاً من العلاقات التاريخية الوطيدة والروابط الأخوية الوثيقة بين جمهورية جيبوتي وجمهورية مصر العربية وشعبيهما الشقيقين، قام فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، بزيارة عمل إلى جمهورية جيبوتي يوم الأربعاء الموافق 23 أبريل 2025. ويأتي ذلك في إطار الجهود المستمرة لبناء علاقات الشراكة الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات. وتضمنت المناقشات ما يلي:
أولاً: العلاقات الثنائية:
وأجرى الرئيسان مشاورات سياسية موسعة أكدا خلالها عمق العلاقات الأخوية والتاريخية والاستراتيجية التي تربط البلدين وشعبيهما. وأكدا أيضا عزم الطرفين على مواصلة العمل على تطوير التعاون في مختلف المجالات وتعزيز التنسيق بشأن التطورات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وأكد الرئيسان على بذل الجهود لتعميق التعاون الثنائي في العديد من المجالات، بما في ذلك: الدفاع والأمن ومكافحة الأيديولوجيات المتطرفة والإعلام والطاقة والتجارة والاقتصاد والاتصالات والزراعة والري وموارد المياه والتعليم والتعليم العالي والثقافة والصحة والتضامن الاجتماعي والسياحة والشباب والرياضة.
وأكد الرئيسان على الدور المركزي لمصر وجيبوتي في سياقيهما الإقليمي والدولي. نقل الرئيس عبد الفتاح السيسي تهنئة مصر لجيبوتي بانتخاب وزير خارجيتها الأسبق محمود علي يوسف رئيساً لمفوضية الاتحاد الأفريقي. وتعكس هذه الخطوة قوة الدبلوماسية الجيبوتية والمهارات المتميزة لكوادرها. وتمنى له كل التوفيق في مهمته الهامة والنبيلة في خدمة القارة الأفريقية الحبيبة وشعوبها.
كما أكد رئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيله دعم جيبوتي لمرشح مصر وجامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي الدكتور خالد العناني لمنصب مدير عام منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في الانتخابات المقرر إجراؤها في أكتوبر 2025.
وأشاد الرئيسان أيضا بالتعاون القائم بين البلدين في قطاعي الكهرباء والطاقة، وخاصة في مجال الطاقات الجديدة والمتجددة، وأكدا على أهمية تكثيف التعاون في هذا القطاع لتحقيق أمن الطاقة في جيبوتي. وأعلنا عن إطلاق مبادرة مشتركة في هذا الإطار، تأخذ بعين الاعتبار أهمية قطاع الطاقة لتحقيق التنمية المستدامة والازدهار والرفاهية لشعب جيبوتي.
وفي هذا السياق، تم الاتفاق على أن يتم وضع حجر الأساس لمشروع توريد وتركيب محطة للطاقة الشمسية في قرية عمر جكعة بمنطقة أرتا في جيبوتي خلال الأيام المقبلة عقب الزيارة الرئاسية للمسؤولين المعنيين في كلا البلدين. ويتم تنفيذ المشروع بالتعاون بين وزارتي الكهرباء والطاقة في كلا البلدين، وكذلك بالشراكة مع الهيئة العربية للتصنيع والوكالة المصرية للشراكة الإنمائية.
كما ناقش الرئيسان أهم المشروعات التي يساهم بها الجانب المصري في جيبوتي في قطاع الكهرباء والطاقة. ويتضمن ذلك:
أ- إجراء دراسة لزيادة قدرة شبكة الكهرباء في جيبوتي وتحديد سلسلة من المشاريع التي من شأنها أن تساهم في تحقيق أمن الطاقة في البلاد.
ب- مشروع توسعة محطة طاقة الرياح في منطقة “جوبيت”.
ج- إنشاء محطة للطاقة الشمسية في ميناء الحاويات بجيبوتي.
د- مشروع محطة الطاقة الشمسية في قرية عمر جكعة.
وأشاد الرئيسان بجهود وزارتي النقل في الجانبين لتعزيز التعاون في مجال الموانئ والمناطق الحرة، بالتعاون مع هيئة الموانئ والمناطق الحرة في جيبوتي والقطاع الخاص المصري. وسلطوا الضوء على عدد من المشروعات التي تدرس مصر تنفيذها في هذا الإطار، مثل المنطقة اللوجستية في منطقة التجارة الحرة بجيبوتي، وتوسعة ميناء الحاويات في دوراليه، ومشروع الطريق السريع RN18.
وأكد الرئيسان أهمية زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين بما يحقق العدالة في العلاقات الثنائية. ولتحقيق هذه الغاية، يتعين أيضاً زيادة الاستثمار المتبادل واستغلال الإمكانات الاقتصادية الواعدة لكلا البلدين. وأشاد الجانبان بالجهود المبذولة لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين مصر وجيبوتي، ورحبا بإنشاء مجلس الأعمال المصري الجيبوتي. ودعا الرئيسان المجلس إلى عقد اجتماعه الأول وبدء أعماله في أقرب وقت ممكن.
ورحب الرئيسان أيضا بتوفير 150 ألف متر مربع في المنطقة الحرة بجيبوتي للشركات المصرية لتكون بمثابة مركز لوجستي لدعم التبادلات التجارية بين السوق المصرية والجيبوتية ومنها إلى الأسواق الإقليمية المجاورة. وشددا على أهمية الاستفادة من الأطر التنظيمية والتعاقدية التجارية التي تربط البلدين لتعزيز وزيادة حجم التجارة، خاصة في ظل الاتفاقيات القائمة مثل اتفاقية الكوميسا واتفاقية التجارة الحرة القارية بمجرد دخولها حيز النفاذ.
كما وجه الرئيسان باستكمال افتتاح المقر الجديد لبنك مصر جيبوتي رسميا من قبل المسئولين المعنيين خلال أيام قليلة من زيارة الرئيس. وأشادوا بأهمية هذه الخطوة في تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، وكذلك في جذب وترويج الاستثمارات في جيبوتي، ما يمثل إضافة مهمة للسوق المصرفية الجيبوتية المستقرة والواعدة.
وأشاد الرئيسان بالتعاون القائم بين البلدين في مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، خاصة من خلال الدور المهم الذي يقوم به معهد جيبوتي للوسطية الذي يوفر له الأزهر نخبة من العلماء الذين يقومون بتدريب وتأهيل الأئمة والوعاظ في جيبوتي لنشر العقيدة الإسلامية الصحيحة ودحض الروايات المؤدية إلى التطرف. وهذا يعتمد على الأصول العلمية والدينية السليمة، والتي تستند إلى المنهج السليم للأزهر الشريف.
ورحب الرئيسان أيضا بمبادرة افتتاح مركز الأزهر الشريف لتعليم اللغة العربية في جيبوتي.
وأعرب الرئيسان عن اهتمامهما بتعزيز التعاون في القطاع الصحي، بما في ذلك إرسال قوافل طبية مصرية إلى جيبوتي. ورحبوا بمبادرة مصر بإرسال قافلة طبية للكشف المبكر عن فقدان السمع لدى الأطفال والبالغين وتزويدهم بأجهزة السمع. كما استقبلوا قافلة أخرى لتركيب الدعامات الشريانية لمرضى غسيل الكلى. ومن المتوقع أن يتم تسليم كلا منهما في المستقبل القريب. ووجها المسؤولين في كلا البلدين بالعمل على تحسين التعاون في هذا المجال المهم، بما في ذلك تسريع إنشاء مركز الأمومة والطفولة في جيبوتي.
وأكد الرئيسان أهمية التعاون في مجالات الشباب والرياضة وأهمية تكثيف التبادل الشبابي والطلابي والرياضي من أجل الحفاظ على متانة العلاقات بين شعبي البلدين الشقيقين. وفي هذا السياق، رحب الجانبان بالتعاون بين وزارتي الرياضة في البلدين في تطوير المرافق الرياضية في جيبوتي، وخاصة ملعب حسن جوليد، لضمان استيفائه للمعايير اللازمة لاستضافة المباريات الدولية للفرق الرياضية والمنتخبات الوطنية الجيبوتية على أرضها وبين جماهيرها.
وأشاد الرئيسان بالجهود المبذولة لتسهيل السفر والمواصلات بين البلدين، بما في ذلك افتتاح خط مصر للطيران المباشر بين القاهرة وجيبوتي في 12 يوليو 2024. وأصدرا تعليماتهما لمسؤولي البلدين باستكشاف تعزيز التعاون في مجال الطيران المدني والعمل على تنظيم وتوسيع الرحلات على الخط المباشر، مما من شأنه تعزيز التواصل العام والتجاري بين البلدين.
وقد تم توقيع الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التالية: مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الشباب، ومذكرة تفاهم للتعاون في المجال الرياضي، وبرنامج تنفيذي في مجال التعليم العالي والبحث العلمي لأعوام 2025/2028، ومذكرة تفاهم بين الهيئة الوطنية للإعلام المصرية وإذاعة وتليفزيون جيبوتي، ومذكرة تفاهم بين هيئة الاستعلامات المصرية ووزارة الإعلام الجيبوتية.
ثانياً: القضايا الإقليمية والدولية:
وتبادل الرئيسان وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. واستندت العلاقات الثنائية إلى التحديات المشتركة والمتشابهة التي تواجه البلدين الشقيقين، والدور المركزي الذي تلعبه كل من مصر وجيبوتي في بيئتهما المضطربة في تهدئة الأوضاع وتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط والقرن الأفريقي.
وفي هذا السياق، أكد الرئيسان أهمية استمرار التنسيق بين البلدين بشأن القضايا الإقليمية والدولية، سواء على المستوى الثنائي أو المتعدد الأطراف، من خلال المجموعات والمنظمات الإقليمية والدولية التي تجمعهما، وخاصة جامعة الدول العربية، والاتحاد الأفريقي، ومنظمة التعاون الإسلامي، والأمم المتحدة. وتضمنت المناقشات ما يلي:
القرن الأفريقي: الصومال: ورحب الرئيسان بالجهود الرامية إلى تعزيز أمن واستقرار الصومال، وكذلك سلامة أراضيه ووحدتها، وتعزيز قدرة مؤسسات الدولة والحكومة الفيدرالية الصومالية على مواجهة كافة التحديات، وتمكين الجيش الوطني الصومالي من مكافحة الإرهاب وتوسيع سيطرة الدولة في جميع أنحاء أراضيها. وأدان رئيسا الدولتين بشدة محاولة الاغتيال الفاشلة التي استهدفت موكب الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود. ويسلط هذا الضوء على الأساليب الدنيئة التي تنتهجها الجماعات الإرهابية والحاجة إلى مساعدة الصومال في القضاء على هذه الجماعات. وفي هذا السياق، أكد الرئيسان استعداد بلديهما للمساهمة بقوات في بعثة الدعم والاستقرار الجديدة للاتحاد الأفريقي في الصومال.
السودان:
وأكد الرئيسان رفضهما القاطع لكل المحاولات التي من شأنها تهديد وحدة وسيادة وسلامة أراضي السودان الشقيق، بما في ذلك محاولات تشكيل حكومة موازية. ومن شأن ذلك أن يزيد الوضع في السودان تعقيدا، ويعرقل كل الجهود الرامية إلى توحيد رؤى القوى السياسية السودانية.
وأكد الرئيسان أيضا على ضرورة مشاركة كافة القوات المسلحة السودانية في العملية السياسية الشاملة وإعطاء الأولوية للمصالح الوطنية العليا للبلاد والحفاظ على المؤسسات الوطنية وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية تمهيدا لاستئناف أنشطة السودان داخل الاتحاد الأفريقي.
وأشاد الرئيسان بالجهود الحثيثة التي تبذلها مصر وجيبوتي لتحقيق الاستقرار في السودان الشقيق، واستضافت البلدين عدداً من المؤتمرات في هذا الصدد.
جنوب السودان:
وأعرب الرئيسان عن قلقهما إزاء تدهور الوضع السياسي والأمني في جنوب السودان. ودعوا جميع الأطراف المعنية إلى تجنب التصعيد وحل النزاعات بالوسائل السلمية والدبلوماسية من أجل الحفاظ على أمن واستقرار جنوب السودان والمنطقة.
أمن البحر الأحمر: أكد الرئيسان على أهمية تعزيز التنسيق بشأن قضايا البحر الأحمر، وأعربا عن رفضهما لأي ممارسات من شأنها أن تقوض الاستقرار والأمن وحرية الملاحة في هذا الممر المائي الحيوي للتجارة الدولية. كما أكدوا على أهمية تفعيل مجلس الدول العربية والإفريقية المطلة على البحر الأحمر للقيام بمهامه الأصلية وتعزيز التنسيق بين دول البحر الأحمر وخليج عدن.
القضية الفلسطينية: أدان الرئيسان العدوان الإسرائيلي المتجدد على قطاع غزة، والذي يمثل خرقاً صارخاً لاتفاق وقف إطلاق النار. وأكدوا على نتائج القمة العربية الاستثنائية التي عقدت في القاهرة في 4 مارس/آذار 2025، والتي ركزت على تحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين الذي يحترم الحقوق المشروعة غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني، بما في ذلك حقه في الحرية وإقامة دولة مستقلة ذات سيادة على حدود 4 يونيو/حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وأدان الرئيسان قرارات إسرائيل بوقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وإغلاق المعابر الحدودية المستخدمة في عمليات الإغاثة. وطالبوا إسرائيل بوقف خرق اتفاق وقف إطلاق النار والعودة إلى طاولة المفاوضات للاتفاق على ترتيبات المرحلة الثانية، مؤكدين على ضرورة السماح باستئناف المساعدات الإنسانية. ودعا الرئيسان أيضا الرئيس الأميركي دونالد ترامب والمجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل للالتزام بالاتفاقيات التي تم التوصل إليها. كما أعربوا عن رغبتهم في العمل مع الرئيس الأميركي وكل القوى الدولية لتنفيذ الخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة.
وأكد الرئيسان الموقف العربي الموحد الذي يحظى بدعم دولي كامل وهو الرفض المطلق لطرد الفلسطينيين من أرضهم تحت أي ذريعة، باعتباره انتهاكا للقانون الدولي وجريمة ضد الإنسانية. وأكدوا أيضا أن على إسرائيل الوفاء بالتزاماتها كقوة محتلة والامتثال لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
سوريا: أكد الرئيسان دعمهما للمؤسسات الوطنية السورية واستقرارها، ورفضهما لكل أشكال العنف التي من شأنها أن تقوض استقرار وأمن الشعب السوري. وأكدوا أيضاً على ضرورة العمل على إطلاق عملية انتقالية شاملة تضمن المشاركة الكاملة لجميع شرائح الشعب السوري.
الاتحاد الأفريقي: أكد الرئيسان أهمية التعاون بين البلدين في إطار الاتحاد الأفريقي لتحقيق أهداف أجندة التنمية 2063، وخاصة جهود تعزيز السلام والأمن في القارة، بما في ذلك جهود إعادة الإعمار والتنمية بعد الصراعات، فضلاً عن بناء السلام، في ظل قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي في هذا الصدد.
وأكد الرئيسان أهمية تعبئة الموارد لدعم مشاريع التنمية في القارة، وخاصة مشاريع البنية التحتية، مع الأخذ في الاعتبار رئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي للجنة التوجيهية لرؤساء دول وحكومات وكالة الاتحاد الأفريقي للتنمية (نيباد)، وتعزيز التجارة البينية الأفريقية في إطار منطقة التجارة الحرة القارية.
جامعة الدول العربية: اتفق الرئيسان على أهمية استمرار التنسيق بين البلدين في إطار جامعة الدول العربية، بما في ذلك العمل معا لإحياء آفاق التعاون العربي الأفريقي وفقا لقرارات قمة مالابو 2016.
اليونسكو: اتفق الرئيسان على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين في إطار منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة. وهم في هذا الصدد يأخذون في الاعتبار الدور المهم الذي تلعبه هذه المنظمة في تعزيز التعاون الدولي في مجالات التعليم والعلوم والفنون والثقافة، والأثر الإيجابي لذلك على الجهود الرامية إلى تعزيز الرفاهة والازدهار والتقدم للشعبين الشقيقين.
وكلف الرئيسان وزيري خارجية البلدين بمتابعة نتائج القمة والإعداد لعقد اللجنة المشتركة بين البلدين في موعد يتم الاتفاق عليه عبر القنوات الدبلوماسية.
وفي ختام الزيارة، أعرب فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية عن امتنانه وتقديره لأخيه فخامة الرئيس إسماعيل عمر جيله رئيس جمهورية جيبوتي على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة التي قوبل بها والوفد المرافق له في بلدهم الثاني جيبوتي. ووجه فخامته الدعوة للرئيس إسماعيل عمر جيله لزيارة بلده الثاني مصر في المستقبل القريب.
المصدر: المتحدث الرسمي باسم رئيس الجمهورية