وزيرة التخطيط: معدلات التشغيل وتنمية مهارات الشباب أحد أكبر التحديات التي تواجه إفريقيا

منذ 6 ساعات
وزيرة التخطيط: معدلات التشغيل وتنمية مهارات الشباب أحد أكبر التحديات التي تواجه إفريقيا

أكدت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي الدكتورة رانيا المشاط أن معدلات التشغيل وتنمية مهارات الشباب من أكبر التحديات التي تواجه القارة الأفريقية. ودعت البنك الدولي إلى تعزيز أجندة التوظيف من خلال التنمية في القارة وتعزيز الصناعة وريادة الأعمال.

جاء ذلك خلال كلمة وزيرة التخطيط والتعاون الدولي ومحافظ مصر أمام مجموعة البنك الدولي. بالنيابة عن محافظي مجموعة الدول الأفريقية لدى البنك، خلال اجتماع المجموعة مع رئيس مجموعة البنك الدولي أجايي بانجا في الاجتماعات الربيعية لصندوق النقد الدولي ومجموعة البنك الدولي التي تنعقد حالياً في واشنطن.

وفي كلمتها، سلطت الوزيرة الضوء على أحد أكبر التحديات التي تواجه أفريقيا: الحاجة إلى ضمان وجود مسارات رئيسية لخلق فرص العمل وتزويد القوى العاملة بالمهارات اللازمة التي يطلبها السوق. وأشارت إلى أن نحو ثلث العاطلين عن العمل في سن العمل يعيشون في أفريقيا.

وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها مجموعة البنك الدولي لخلق فرص العمل، فإننا نحتاج إلى حجم أكبر من هذه الوظائف لمواجهة التحديات الحالية. ولذلك فإننا نحث مجموعة البنك الدولي على تعزيز أجندة الوظائف والتحول الاقتصادي على عدة مستويات رئيسية، بما في ذلك تمويل البنية الأساسية المادية والرقمية. وأضافت أن “هذا يشمل تقديم الدعم الإضافي لبناء وتجديد وتوسيع وتحديث السكك الحديدية والطرق والجسور والموانئ والمطارات وأنظمة إمدادات المياه ومحطات معالجة مياه الصرف الصحي وشبكات الطاقة وأنظمة الري وغيرها من البنية التحتية في مجال التكنولوجيا الزراعية وشبكات الاتصالات الرقمية وخدمات الإنترنت والمنصات والشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا ومراكز الابتكار التي تفتح فرصًا جديدة في قطاعي التكنولوجيا والخدمات”.

وأكدت المشاط على أهمية تمويل الإنتاج المحلي، ودعت مجموعة البنك الدولي إلى دعم تطوير المناطق الاقتصادية والتجارية والصناعية وتشجيع الصناعات المحلية مثل المنسوجات والإلكترونيات والكيماويات، فضلاً عن المصانع المنتجة لمكونات الطاقة المتجددة مثل الألواح الشمسية وطواحين الهواء والمياه وأنظمة القياس.

وأوضحت أن تعزيز الصناعات ذات القيمة المضافة يمثل أيضاً فرصة كبيرة. ويمكن للبنك أيضًا دعم هذه الأنشطة، وخاصة في مجالات استخراج المواد الخام والزراعة والطاقة، لمعالجة المواد الخام محليًا وبالتالي الحفاظ على القيم المحلية، وكذلك في مجالات السياحة البيئية وإدارة النفايات، لخلق فرص العمل مع حماية الأهداف البيئية. وبالإضافة إلى ذلك، من المهم تعزيز الشركات الصغيرة والمتوسطة والمبادرات الريادية في أفريقيا. ويمكن دعم هذه المشاريع من خلال الدعم المالي والقروض منخفضة الفائدة ومصادر التمويل البديلة (مثل رأس المال الاستثماري). وسيتيح هذا للشركات توسيع فرص العمل المتاحة لها وتزويد رواد الأعمال الأفارقة الشباب بالأدوات التي يحتاجونها لبدء وتنمية أعمالهم الخاصة.

وفي إشارة إلى تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي حول مستقبل الوظائف 2025، والذي يسلط الضوء على التركيز المشترك على المهارات القائمة على التكنولوجيا والقدرات البشرية، قال الوزير إنه من المهم أن تكون تدخلات رأس المال البشري لمجموعة البنك الدولي متعددة القطاعات وفعالة، والاستفادة من النهج التعاوني المتكامل لمجموعة البنك من خلال تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص. وأوضحت أن خلق فرص عمل جديدة يتطلب قوة عاملة ماهرة، ومن ثم فمن الأهمية بمكان أن تقوم مجموعة البنك بتمويل برامج التدريب والتوجيه المهني لتمكين الأفراد والمجتمعات من تلبية احتياجات الصناعة. ومن شأن هذا أن يؤدي إلى تحويل الوظائف غير الرسمية إلى وظائف رسمية، وزيادة الديناميكية الاقتصادية.

وأكدت على أهمية معالجة الحاجة إلى جمع وتحليل البيانات الدقيقة والقوية لدعم القرارات المتعلقة بالسياسات والتنمية. ودعت مجموعة البنك الدولي إلى تسريع تنفيذ وتوفير البيانات والتحليلات الجديدة في إطار أجندة المعرفة لمواكبة التطورات الاقتصادية وتحقيق أهداف التنمية.

وأشارت إلى أنه استناداً إلى التحليل الذي أجرته مجموعة البنك الدولي، يتعين علينا أن ننظر في نتائج تقرير التنمية العالمية لعام 2023 حول “المهاجرين واللاجئين والمجتمعات المحلية” للتأكيد على الحاجة إلى إدارة فعالة للهجرة الاقتصادية للمساعدة في معالجة التفاوتات السكانية وضمان التنمية المستدامة.

وفي ختام كلمتها أكدت المشاط أن نجاح هذه المسارات يتطلب التعاون الوثيق. وأعربت عن دعم مجموعة المحافظين الأفارقة لاستمرار تعاون مجموعة البنك الدولي مع مختبر الاستثمار في القطاع الخاص والمجلس الاستشاري رفيع المستوى المعني بالوظائف لتطوير وتنفيذ أدوات مبتكرة للتخفيف من المخاطر، مع ضمان التحديثات المنتظمة والتواصل الشفاف. وبالإضافة إلى ذلك، سيتم تعزيز الشراكات وفرص التعاون والتكامل من خلال منصات التمويل المشترك القائمة والجديدة.

المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (مينا)


شارك