وزير الصحة: الأطفال يمثلون صُنّاع المستقبل والأمل ورعايتهم الصحية مسئولية أصيلة تجاه الأجيال القادمة

أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان خالد عبد الغفار، اليوم الثلاثاء، أن الأطفال هم “صناع المستقبل والأمل”، مشددا على أن الرعاية الصحية لهم مسؤولية أساسية تجاه الأجيال القادمة وليست خيارا. وفي هذا السياق، أشار إلى مبادرة “بداية جديدة للتنمية البشرية”، والتي تعد جزءاً من الالتزام الوطني المتجدد بجعل رفاهة الطفل محوراً أساسياً لأهداف التنمية المستدامة وبناء مستقبل أكثر ازدهاراً لمصر.
جاء ذلك خلال مشاركة خالد عبد الغفار في افتتاح “ورشة العمل الوطنية الأولى حول سرطان الأطفال في مصر”، والتي انطلقت بالتعاون مع المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط. وتهدف الورشة إلى دعم الجهود الوطنية الرامية إلى تعزيز التشخيص المبكر والعلاج الفعال للمرض وتطوير استراتيجيات صحية تساهم في زيادة معدلات الشفاء وخفض معدل الوفيات بين الأطفال المصابين.
وأشار الوزير إلى أن أكثر من 400 ألف طفل ومراهق في جميع أنحاء العالم يتم تشخيص إصابتهم بالسرطان كل عام، وسلط الضوء على الفجوة بين معدلات الشفاء في البلدان المرتفعة الدخل، والتي تزيد عن 80%، وتلك الموجودة في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، حيث لا يتجاوز المعدل 30%. وأشار إلى أن هذه الفجوة تعود إلى اختلاف فرص التشخيص المبكر والحصول على العلاج والرعاية الصحية الشاملة.
وأكد أن كل طفل، بغض النظر عن أصله أو موقعه الجغرافي، يستحق أن يتمتع بفرص متساوية في الحياة. ودعا إلى دراسة إطار “العلاج للجميع” الذي وضعته منظمة الصحة العالمية ودمج مبادئه في النظام الصحي المصري، خاصة فيما يتعلق بالتشخيص المبكر وتسهيل الحصول على العلاج والرعاية الشاملة ودعم الأسر. وأكد أن هذه الأهداف يمكن تحقيقها من خلال تعزيز الرعاية الصحية وتوسيع قدرة المستشفيات وزيادة عدد الأسرة المخصصة للعلاج.
وأعلن الوزير أنه سيطلق قريبا خطة تنفيذية مفصلة للمبادرة العالمية لمكافحة سرطان الأطفال في مصر. وتتضمن هذه الخطة تحديد الأدوار والمسؤوليات، فضلاً عن جداول زمنية واضحة، وتؤكد على الالتزام الكامل بحق كل طفل في التعافي والعلاج. وأكد أهمية التعاون مع المؤسسات الكبرى مثل أمانة المراكز الطبية المتخصصة، والهيئة العامة للتأمين الصحي، والمجلس الأعلى للصحة، والمعهد القومي للأورام، والمستشفيات الشهيرة مثل مستشفى 57357، ومستشفى برج العرب الجامعي، ومستشفى شفا الأورمان لعلاج سرطان الأطفال. كما أعرب عن تقديره لمنظمة الصحة العالمية وجميع الشركاء على جهودهم في دعم هذه القضية المهمة.
وأوضح الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن الورشة تضمنت حلقات نقاشية حول المبادرة العالمية لمكافحة سرطان الأطفال وحزمة العلاج للجميع. بالإضافة إلى ذلك، تمت مناقشة تقييم الإنجازات الوطنية الأخيرة وتحديد الفجوات والفرص القائمة لتحسين رعاية الأطفال المصابين بالسرطان في مصر.
وأضاف المتحدث أن هدف الورشة هو وضع خطة عمل شاملة لتنفيذ التدابير اللازمة بما يتماشى مع الحزمة الفنية لعلاج الجميع. وأشار إلى أن الخطة ستكون بمثابة دليل للتنفيذ الفعال لمنصة عالمية لتوفير أدوية السرطان للأطفال، مع تسليط الضوء على قصص نجاح العديد من الأطفال المرضى.
وفي السياق ذاته، قدم محمد لطيف الرئيس التنفيذي للمجلس الصحي المصري إرشادات علاجية لأمراض السرطان لدى الأطفال، بما في ذلك سرطان العظام والليمفوما وسرطان الكلى. وأشار إلى أنه سيتم استكمال بقية بروتوكولات العلاج خلال الأشهر الثلاثة المقبلة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية.
وأعرب الدكتور نعمة عابد ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر عن امتنانه وتقديره للدكتور خالد عبد الغفار على جهوده في جعل سرطان الأطفال أولوية صحية وطنية. وأشار إلى أن مصر ستنضم إلى المبادرة العالمية لسرطان الأطفال في عام 2023 كدولة رئيسية في شرق المتوسط، مع إنشاء آلية حوكمة وطنية تضم جميع أصحاب المصلحة. وأكد التزام المنظمة الكامل بدعم مصر لضمان حصول كل طفل على الحق في العلاج والحياة.
وأكد الدكتور كارلوس رودريجيز جاليندو، رئيس قسم طب الأطفال العالمي، على أهمية علاج سرطان الأطفال باعتباره قضية إنسانية وصحية أساسية، مشيرا إلى أنه مع العلاج المبكر والمناسب، فإن الأطفال المرضى لديهم فرصة كبيرة للتعافي الكامل وأن توفير الرعاية الشاملة والدعم النفسي والاجتماعي هو التزام أخلاقي ومجتمعي.
وأشار توبي كاسبر، مدير البرنامج الإقليمي، إلى أن علاج سرطان الأطفال يتطلب تطوير برامج ومبادرات وخدمات مبتكرة، مع التركيز على التعليم والبحث المستمر لتحسين نوعية حياة الأطفال المرضى من خلال تحسين خدمات الرعاية والتشخيص المبكر وتوفير الأدوية الحديثة والتقنيات الطبية.
المصدر: بيان الوزارة